اعمدة رأي

إعلان تنحي المكون العسكري..بقلم عثمان ميرغني

أفضل قرار يمكن أن يتخذه الفريق أول عبد الفتاح البرهان رئيس مجلس السيادة، أن يحدد موعداً قاطعاً لتنحي المكون العسكري عن السلطة والخروج من المشهد السياسي، بمبدأ (البحر أمامكم والعدو خلفكم).. أي وضع المكونات السياسية المدنية أمام محك التوافق على حكومة تتسلم السلطة.

منذ خطاب البرهان في 4 يوليو 2022 الفائت وإعلان التزام القوات المسلحة بتسليم الحكم كاملاً للمدنيين وتشكيل المجلس الأعلى للقوات المسلحة والدعم السريع، ظلت الحُجة التي تتقي بها المكونات السياسية تشكيل حكومة أن المكون العسكري غير جاد في إلتزامه، وأنه يرغب في حكومة ضعيفة رديفة.. فمضت أربعة أشهر والبلاد تزداد وحلاً في مستنقع الأزمة السياسية والاقتصادية.. والآن من الحكمة وضع خط نهاية لهذه اللعبة السمجة.. تحديد عمر للمباراة السياسية حتى يعلم كل اللاعبين أن عليهم إحراز الأهداف قبل نهاية عمر المباراة..

إذا أعلن البرهان ميقاتاً قاطعاً لإنتهاء فترة إقامة المكون العسكري بالقصر الجمهوري-مثلاً نهاية شهر نوفمبر الحالي- فلن يكون أمام القوى السياسية سوى إعداد الهياكل الدستورية المتوافق عليها لتولي السلطة وإلا تصبح البلاد في فراغ سيادي فوق الفراغ الوزاري والدستوري الراهن، فوضع الأطراف كلها أمام الأمر الواقع هو أفضل السبل في ظل تقاصر الهمة الوطنية السياسية عن إنتاج حل لهذه الأزمة.

من أسوأ وجوه الأزمة الراهنة أن الأطراف غير قادرة على الإحساس بعامل “الزمن”، أربعون مليون سوداني يُحدّقون في عقارب الساعة ينتظرون يوم الخلاص ، الخلاص من الأزمات السياسية ليواجهوا سؤال النهضة والتنمية والبحث عن الرفاهية وقبلها الكرامة.. بينما الأطراف السياسية المتصارعة تعيش يومياتها بكل أريحية غير معنية بتوقيت نهاية المباراة، فالساسة في كل الأحوال يكسبون، قبل وأثناء وبعد الأزمات.. والدليل على ذلك حرب دارفور مثلاً.. كم خسر المواطن السوداني ؟ وكم كسب السياسي؟ منها.. الملايين من النازحين واللاجئين والمشردين والذين فقدوا أحباءهم لم يعوضهم عليها أحد، وربما لا يأملون في تعويض، لكن الساسة عادوا وتسنموا المواقع .. ولا يزال المواطن المغلوب على أمره في معسكرات النزوح واللجوء..

من الحكمة أن يعلن المكون العسكري ميقاتاً قريباً، يسلمون فيه السلطة ولو بترك المفتاح تحت السجادة على حد العبارة الشهيرة المنسوبة لأحد الساسة..

النيل الإلكترونية

يزدحم الفضاء الالكتروني بالأخبار، وناقليها؛ بجدّها وجديدها.. فما الجديد إذن؟! هي (صحيفة النيل الإلكترونية) وكالة إخبارية مساحتها للكلمة الصادقة، ولا غيرها..

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى