الميرغني في الخرطوم وحشود كبيرة لاستقباله
يترقب مؤيدو الطريقة الختمية والحزب الاتحادي الديمقراطي بشغف كبير، قدوم الطائرة الخاصة التي تقل زعيم الطريقة والحزب المتوقع وصولها غدا الاثنين إلى مطار الخرطوم قادمة من القاهرة.
وتوقعت قيادات بالحزب أن تكون الحشود غير مسبوقة.
وغادر الميرغني السودان في العام 2013 متخذا من القاهرة مقرا له.
وانتشرت في الطرق الرئيسة بالعاصمة السودانية الخرطوم العديد من اللافتات باسم الحزب الاتحادي الديمقراطي والطريقة الختمية، وهي تبشر بوصول الميرغني وتدعو المواطنين للمشاركة في استقباله.
وقال المسؤول بإعلام الحزب نبيل الشريف لـ (سلا نيوز) إن المئات من المركبات العامة والخاصة، وهي قادمة من العديد من الولايات أبرزها (القضارف وكسلا ونهر النيل والشمالية والجزيرة) بعضها وصل الخرطوم، وأخرى ستصل تباعات لاستقبال الميرغني وهي تحمل مريدو الطريقة الختمية والحزب الاتحادي.
إنهاء الخلاف
وتوقع القيادي بالحزب الاتحادي سيد هارون لـ (سلا نيوز) أن يكون استقبال الميرغني غير مشهود باعتباره كبير الأمة السودانية.
وقال هارون إن عودة الميرغني التي أسبقها بتسجيل صوتي يدعو فيه لتحقيق الوفاق الوطني تمثل دافعاً حقيقياً للقضية الوطنية مستشهداً بحالة التوافق بين وترحيب المكونات السياسية لعودة الميرغني ودعوتها لمنسوبيها باستقبال.
وتابع: “الحشود المختلفة لاستقبال الميرغني ستشكل نوعا من حالة التوافق ونسيان الخلافات والانقسام تجاه القضية الوطنية.”
وأوضح أن عودة الميرغني من الطبيعي أن تنهي الخلاف (النظري) بين طرفي الحزب جعفر ومحمد الحسن وتمثل العودة الميرغني توحد للحزب الاتحادي الديمقراطي.
وتوقعت مصادر عليمة تحدثت لـ (سلا نيوز) أن تحقق عودة الميرغني مصالحة بين جعفر والحسن ويتم تقسيم الأدوار بينهما لإدارة الحزب، وإن تعذر فغالبا الحسن يقود خط منفصل واستبعدت إنهاء دور الحسن ووصفت الأمر بالصعب.
رجل السلام
ووجه قطاع التنظيم بالحزب الاتحادي الديمقراطي برئاسة نائب رئيس الحزب ورئيس قطاع التنظيم محمد الحسن الميرغني كافة أمناء التنظيم بالمحليات والولايات في جميع أنحاء السودان بالخروج لاستقبال محمد عثمان الميرغني يوم غدٍ الاثنين في تمام الساعة الواحدة ظهرا.
ودعا القطاع كافة جماهير الشعب السوداني الوفي ورجالات الطرق الصوفية والإدارات الأهلية ومحبي ومريدي الطريقة الختمية إلى استقبال رجل السلام الأول الميرغني.
وكشف القطاع تكوين لجنة للتواصل مع السطات بولاية الخرطوم لتسهيل سير المواكب و حفظ الأمن.
المرجعية الدينية
ووصف المحلل السياسي بروفيسور حسن حاج علي لـ(سلا نيوز) عودة الميرغني بالمهمة في هذه المرحلة، ولا سيما أن السودان مقبل على فترة مهمة في تاريخه السياسي، مما يتطلب عقد تحالفات سياسية كبيرة وتحقيق الوحدة الداخلية والتحالفات السياسية الوطنية الكبيرة.
وأكد حاج علي لـ(سلا نيوز) أن عودة الميرغني تجعل الحزب الاتحادي الأصل يتحدث (بصوت واحد) بعد ما كان للحزب أكثر من فرع، فمرجعية الميرغني الدينية ستجعل للحزب مرجعة واحدة في القضايا الوطنية.
وقال إن أي محاولة لتشكيل جبهة وطنية عريضة في السودان لابد أن يكون للحزب الاتحادي الديمقراطي الأصل دور فيها بحجم ثقله التاريخي، وبالتالي يمكن للحزب بعد عودة الميرغني عقد تحالفات سياسية للتيار الوطني العريض التي تتطلبها الفترة الانتقالية.
الحسن بدون صلاحيات
وقال المراقب العام بالحزب الاتحادي هشام زين العابدين، لـ(سودان تربيون) إن الحسن الميرغني هو عضو مكتب سياسي وهيئة قيادية، وهي صفات لا تخول له إصدار أي قرارات بتجميد العضوية أو تشكيل لجان المحاسبة.
وفي مارس/ آذار الماضي، أعلن رئيس الحزب الاتحادي الديمقراطي الأصل وزعيم طائفة الختمية محمد عثمان الميرغني، طرح مبادرة وطنية لإنهاء الأزمة السياسية في السودان، كما كشف عن قرب عودته للسودان لإعلان الوحدة الاتحادية.
وفي 16 نوفمبر 2022، وجه رئيس الحزب الاتحادي الديمقراطي (الأصل) محمد عثمان الميرغني، نائبه جعفر الميرغني لحسم المتفلتين داخل الحزب، كما حذر من الاستعجال في إنتاج حلول للأوضاع المتأزمة بالبلاد.
وتحدث الميرغني في تسجيل مصور بمناسبة ذكرى اتفاق – الميرغني – قرنق الموافق 16 نوفمبر 1988- واصفا الأوضاع الراهنة بالعصيبة. وقال إنها تحتاج للنظر بحكمة والاعتبار من التجارب والتبصر في الأمور بروية، والنظر في الاتجاهات الستة.
وتسبب الانقلاب العسكري الذي نفذه قائد الجيش السوداني عبد الفتاح البرهان، أواخر أكتوبر الماضي وإطاحته بالمدنيين الذين قاسموه السلطة في اختناق سياسي وفراغ دستوري لفشل الجيش والقوى المتحالفة معه في تشكيل حكومة كفاءات مستقلة واختيار رئيس وزراء.
ويعد الحزب الاتحادي الديمقراطي من أكبر الأحزاب الطائفية في السودان بجانب حزب الأمة القومي لكنه عانى خلال السنوات الماضية من خلافات عميقة قادت لتقسيمه لفصائل عديدة بعضها دعم نظام الرئيس الأسبق عمر البشير حتى سقوطه.