الجنرال ابراهيم جابر:سننتصر في هذه الحرب والسودان سيحقق نموا كبيرا يفوق الخيال
مع أجواء الانتصارات التي تحققها القوات المسلحة والقوات النظامية وحركات الكفاح المسلحة والمقاومة الشعبية ، جلسنا إلى عضو مجلس السيادة الانتقالي الفريق إبراهيم جابر بمكتبه في مدينة بورتسودان في حوار تناول تفاصيل وخفايا من عدون مليشيا الدعم السريع وانقلابها . كما عرجت على ملفات أخرى مهمة بيّنت جوانب أخرى من الانتصارات المدنية والتنفيذية التي تتصل بالدولة ومؤسساتها المختلفة لا سيما في الجانب الاقتصادي الذي يشرف عليه السيد الفريق ، جهود كبيرة تتصل باعادة الاعمار والنشاط الزراعي والتعديني وتنظيم حركة الاستثمار وغير ذلك من الجهود التي تصب بطريق غير مباشر في جهود المحافظة على الدولة وقرارها وسيادتها كما هي مبررات حرب القوات المسلحة في خوض الحرب لدحر عدوان المليشيا .
حوار- النيل الإلكترونية:نقلا عن أصداء سودانية
قدمتم حلولا تمنع من جعل المساعدات حيلة للنَيل من السودان وقدمتهم مقترحات تساعد في تخفيف الأعباء عن الشعب السوداني, حدثنا عن ذلك بمزيد من التفصيل ؟
-هذا هو هدفنا الأساسي الذي نسعى إليه من خلال الحرب والسلم، وفي مجال تقديم العون المباشر للمواطنين إقترحنا العديد من المقترحات, وقلنا إن شبكة الانترنت تغطي أكثر من 80 % من مساحة البلاد وهناك عدد من التطبيقات البنكية (بنكك، فوري ، اوكاشي), ما عليكم إلا أن توردوا الأموال والساعدات المباشرة في حسابات بنك السودان, وأن يتم التنسيق مع مفوضية العون الإنساني لتوزيع هذه الأموال كدعم للمواطنيين في أراضي النزوح أو اللجوء.
هل تقصد من حديثك أن المشكلة الإنسانية ليست بالضخامة التي نراها في البيانات والتصريحات ؟
-نعم ، لأن الغالب في معاناة المواطنين ونقص الاحتياجات هو إنعدام المال بسبب تعطل الناس وقلة الفرص ونهب الأسواق والمصانع وضياع روؤس الأموال ، فالمشكلة في القدرة على الشراء وعدم وجود المال ، لكن السلع والأغذية متوفرة بخلاف ما تقول البيانات والتصريحات التي تخرج عن المنظمات الأجنبية لدواعي معروفة ومكشوفة.
ولكن لا ننسى أن هناك مناطق محاصرة منعت المليشيا وصول المساعدات إليها بالطرق المختلفة ؟
-اتفقت الحكومة مؤخرا مع المنظمات الدولية على توصيل الإغاثات لبعض مناطق جبال النوبة المحاصرة, على أن تتم العلمية من دولة جنوب السودان, وتم الاتفاق لتنفيذ ذلك مع الرئيس الجنوب سوداني الفريق سلفاكير ميارديت، وفريقنا المنسق لهذا الأمر غادر بالفعل إلى جوبا من أجل إنجاز هذه الترتيبات ، سوف يتم عبرها إنزال الإغاثات عبر إشراف الحكومة ، ولا ننسى إمكانية أن يتم توصيل أي أغذية وإعانات من مدينة بورتسودان إلى كل أجراء السودان, وهذا الأمر لابد أن يكون وراءه مؤسسة معتدلة وقوية, فالأطراف الأخرى لا قدرة لها على إنجاز ذلك, فلابد من وجود الجيش في رهذا الأمر, لأن المدنيين والمجتمع المدني هم تحت مسؤولية هذا الجيش الوطني.
كيف تنظرون للتناول الإعلامي داخليا وخارجيا في قضية الإغاثة والعمل الإنساني ؟
-هناك تناول داخلي شديد وبدأ يموت بمرور الوقت بسبب عدم وجود مخرجات ، فالأفضل أن نخاطب الخارج مباشرة ، وفي هذا الجانب استقدمنا لأجل ذلك من خلال جهود وعلاقات نحو 26 وكالة إعلامية أجنبية ، ساهمت في قلب إتجاه الرأي العام بشكل كامل في الغرب، ونقل صحفيون ووكالات أنباءعالمية مرموقة مثل (واشنطون بوست ، ايكنوميك ، إم بي آر )، وغيرها نقلوا مشاهداتهم وقاموا بتصوير للمشانق التي يتم تنفيذها بحق المواطنين في المناطق التي كان يسطر عليها مرتزقة الدعم السريع ، ووجدأتيام تلك الوكالات الإعلامية بطاقات أجانب وجوازات سفر ، وأجروا مقابلات مع فتيات تعرضن للإغتصاب من قبل أفراد مليشيا الدعم السريع، ومن خلال هذه الجهود, الغرب ومؤسساته ومواطنيه فهموا إلى حد بعيد حقيقة ما يجري في السودان ووجدوا أن التجربة مريرة ، لكن الحقيقة الثابتة عندنا هي إننا منتصرين في هذه الحرب ،وأن السودان سيحقق نمواً كبيراً بشكل أسرع مما يتخيل الناس.
رغم الحرب والأضرار الكبيرة التي لحقت بكثير من المواطنين ، إلا أن هناك بالتأكيد دروس وفوائد عميقة, ما هي في تقديركم أهم الدروس التي إستفدناها من الحرب؟
-هذه الحرب اشعلت في نفوس السودانيين قيم نبيلة جدا ، ودفعتهم لمساندة القوات المسلحة ، والآن كثير ممن خرجوا يسعون إلى العودة ونسبة كبيرة بدأت تعود, للوقوف بجانب القوات المسلحة ومساندتها.
ملف التعليم يعتبر الأهم والأكثر إلحاحا لإتصاله بمستقبل أبناء السودان وأجيال المستقبل ماهي نتائج تحركاتكم في هذا الإتجاه ؟
-نعم هناك ضرر كبير الحقته المليشيا بالمؤسسات التعلمية بمناطق واسعة في البلاد ، ومؤخرا بدأنا في إنعاش مشروع شراكة مع منظمة اليونسيف ، من خلاله يمكن إتاحة الفرص للأبناء الطلاب أن يواصلوا دراستهم من أي مكان عبر الإنترنت ، فقط ننتظر إنجاز تمويل المنظمة لشراء المواد والوسائل اللازمة لهذا المشروع.
وأجد فرصة مواتية في هذا الإطار لتسجيل إشادة بمدراء الجامعات السودانية, فقد بذلوا جهدا كبيرا في ظروف صعبة ،فجامعة الخرطوم بعد شهرين فقط من إندلاع الحرب أعلنت إمكانية إستخراج شهادات الخريجين بعد تاريخ إندلاع الحرب بفترة قصيرة ، وحذت حذوها جامعات أخرى حكومية وخاصة ، وبدأت الدراسة للعديد من الدفعات والبرامج (اونلاين) ، كما فتحت الجامعات في المناطق الآمنة مقارها لإستقبال الطلاب والجامعات التي نزحت بسبب الحرب.
جهود كبيرة تمت تحت إشرافكم في جبهة الصناعة وإعادة إنعاشها من جديد ، لاشك أن دمارا كبيرا قد لحق ببنيتها التحتية وعمليات واسعة من النهب والسرقات, حدثنا عن ما تم في جانب إعادة إعمار القطاع الصناعي ؟
-من حسن الحظ إننا انتهينا للتو من الفقرات النهائية في قانون الاستثمار، ذات الأمر يتصل بقانون التجارة بشكل سينعكس ايجابا على الناس ، فمعظم أصحاب المصانع التي ضربت في مركز الخرطوم الصناعي عندما ذهبوا ليشتغلوا خارج السودان لم يستطيعوا لأسباب تتعلق بثقافة المؤسسة وتفاصيل ومواصفات السلع التي تقدمها للمستهلكين وهي شي مهم جدا ، وتعلقهم بالماركات المعروفة لديهم مثل الشاي والمشروبات وغيرها ، لذلك عادوا وأبدوا رغبة في العودة والعمل في مجال التصنيع ، ونحن عندنا إنتاجية وفيرة جداً وتحقق زيادة بمستوى رأسي كبيرة جدا ، فطلبات المصانع في تزايد وهناك بعض منها بدأ الانتاج ، كما تقدمت لنا كمية من الشركات بطلبات لتعاود نشاطها بالبلاد ، وهناك رؤوس أموال عربية وآسيوية وغيرها بدأت في العمل ولدينا معها اتصالات ، ووجهنا كل الولايات بتاسيس مناطق صناعية معقولة المساحة يتم تجميعها في مساحات محددة حسب المنتجات ، مأكولات ، ملبوسات ، بلاستيك ، منظفات وغيرها ، ولا ننسى أن تشغيل المصانع ينعش دخل سلسلة من الجهات وتستفيد من ذلك كالمزارع وفرص التوظيف والعمالة والترحيل وتجار الإجمالي والقطاعي عدد من المستفيدين بطرق مباشرة أو غير مباشرة, خلال هذا الأسبوع أقيمت في مدينة بورتسودان ورشة وملتقى لتشجيع الاستثمار في الولاية الشمالية سيقوم من خلالها 250 مصنع ووجهنا بتسهيل كل الإجراءات الخاصة بهذه المصانع وكل التجهيزات الأخرى المتصلة بالطرق والبنى التحتية وجميع العمليات الخاصة بالصادر والوارد من المواد الخام ، إضافة إلى ضبط عمليات التسجيل التجاري وجميع إجراءات المواصفات الجمارك وبنك السودان عبر الإنترنت بدون أوارق أوأي ملفات.
الوقود والمواد البترولية شكلت هاجس وتحدي كبير في الفترة الآخيرة بالنسبة لكم ، ماهية التدابير التي اتخذتموها في هذا الجانب ؟
-أصدرنا قرار بتكوين محفظة البترول ، نطرح الآن عطاءات لتوريد البترول من يفوز بها غير مطالب بدفع أي مبالغ ، المحفظة هي التي ستوفر النقود ، وهذا سيقلل من زيادة التضخم ويمنع دخول مبالغ كبيرة في حركة الاقتصاد من الخارج, وهو نوع من التحكم والضبط المطلوب في ظل الظروف الماثلة الآن.
وماذا هن الذهب ففيه حديث كثير أيضاً ؟
-إختصرنا صادرالذهب في نافذة واحدة يعمل طوال أيام الاسبوع24 ساعة في اليوم ، والحكمة تأخذ 30% من العائد .
الإمارات لا تزال رغم مواقفها الداعمة للمليشيا هي مشتري أساسي للذهب السوداني ؟
-الذهب هو سلعة ملك للمواطنين من التجار والمستثمرين فلا يمكن التحكم في خياراتهم في تصديره للإمارات ، خصوصا أنهم يسعون إلى قبض استحقاقهم فورا ، لكن هناك إتجاه آخر بأن نقوم بشراء الدهب ، ولدينا نافذه للذهب ومركز خاص بالتقييم والفحص سيتم افتتاحهما قريبا.
الثورة الحيوانية أيضا من المصادر المهمة للعملات الصعبة, ماذا بشأن هذا الملف ؟
-رغم الحرب قمنا بتطعيم نسبة كبيرة من ثروتنا الحيوانية والحمد لله نعيش استقرارا نسبيا في سعر الدولار ، وقد أرسلنا أمصال التطعيم حتى إلى الفاشر مع بعض الأدوية
وماذا عن الموسم الزراعي الشتوي والإستعدادات له ؟
-جهزنا للموسم الشتوى كميات كبيرة من التقاوي ، ومحولات الكهرباء الضخمة إلى دنقلا وقنتي والدبة ، ونجد أن التحولات المناخية تشير إلى أن الولاية الشمالية ستشهد شتاءً بارداً يساعد كثير في زيادة إنتاجية القمح وبلغ العام الماضي 761 ألف طن, وفي هذا الموسم نعمل على أن يكون الإنتاج مليون و200 ألف طن ، والعمل في مشروع الجزيرة يمضي بصورة ممتازة فعدوان المليشيا قد أثر على ما نسبته 40% من مساحة المشروع.
هناك جوانب تتصل بالنقل والترحيل والمعابر أيضا لها تداخل مع جهود تقوية حركة الاقتصاد السوداني, ماذا بشأنها ؟
-الآن نجري توسعيات كبيرة في مطار بورتسودان وتهيئة استقبال البضائع الخاصة بالشركات, وقطعنا شوطاً كبيراً في ذلك, ولا زلنا ماضيين ، وعلى صعيد الميناء جلبنا آليات إضافية ولدينا خطة تعميق الميناء ، وهناك توسعة جارية في ميناء سواكن وعمل رصيف ثاني، والمعابر المختلفة فقد صدر قرار بإعادة تبعيتها للمجلس السيادي وبدء إجراءات أحكام الضبط وتقليل التجاوزات.