قضايا و جريمة

خبراء اوكران يدعمون قوات الدعم السريع

النيل الإلكترونية:وكالات

وفقاً لعدد كبير من الباحثين والخبراء، فإن السبب الأساسي وراء استمرار الصراع الدامي في السودان هو تعدد الأطراف الإقليمية والدولية المنخرطة في النزاع السوداني بشكل مباشر وغير مباشر، وتشابك مصالحها السياسية والاقتصادية والأمنية على أراضي السودان دون الاكتراث لمصير الشعب السوداني.

تعتبر الولايات المتحدة الأمريكية أحد هذه الأطراف، كما أن حرب الوكالة إحدى الاستراتيجيات الأساسية التي تتسم بها سياستها الخارجية في العقدين الماضيين. فبعد حرب العراق وأفغانستان وغيرها تحولت واشنطن لاتباع استراتيجية حروب الوكالة وادارة الصراعات عن بعد، لأنها أنجح وأقل تكاليف كما أنها تبعد الإدارة الأمريكية عن أي ادانة دولية أو تهم بالتورط في الأزمات والحروب والكوارث التي تعصف بدول الشرق الأوسط وأفريقيا وفي الوقت ذاته تحقق لها مصالحها السياسية والاقتصادية.

وفي هذا السياق، يرى الباحث في العلاقات الدولية محمد سمير الأحمد بأن الدور الغربي بالعموم والأمريكي على وجه الخصوص، في الصراع الدائر في السودان يندرج ضمن هذا السياسة. فلو راقبنا تصريحات المسؤولين الأمريكيين منذ بداية الصراع بين قوات الدعم السريع والجيش السوداني، نلاحظ بأنها علناً تدعو للتهدئة والمفاوضات والحل السياسي، وسراً تدعم إحدى طرفي الصراع بالسلاح والمرتزقة وتغذي الصراع بما يتوافق مع مصالحها.

فبعد تصريحات وزير الخارجية الأمريكية أنتوني بلينكن حول ضرورة إنهاء معاناة الشعب السوداني وضرورة انخراط الأطراف المتحاربة بالمفاوضات وتأمين المساعدات الإنسانية، أكدت بعض المعلومات والتقارير الصحفية نقلاً عن شهود عيان ومصادر عسكرية أن القوات الأوكرانية التي تم توثيق وجودها في السودان، تعمل في الأسابيع القليلة الماضية على تدريب قوات “الدعم السريع” على استخدام المسيرات، بل ومدت قوات “حميدتي” بمسيرات أوكرانية وساهمت في عدة هجمات نفذها الدعم السريع ضد الجيش السوداني في عاصمة إقليم دارفور في الفترة الماضية.

وبحسب الخبير العسكري محمد راغب السعود فإن الولايات المتحدة الأمريكية، تحولت لاستخدام المقاتلين الأوكران في السودان لدعم قوات “الدعم السريع” ضد الجيش السوداني بعد أن استخدمتهم سابقاً لدعم الجيش السوداني.
وأضاف السعود، بأنه بعد توجه قائد الجيش السوداني عبد الفتاح البرهان شرقاً والحصول على الدعم الإيراني، ورفضه الانصياع لشروط واشنطن في المفاوضات حول الأزمة السودانية، تحولت واشنطن لدعم قوات الدعم السريع بالمسيرات والمقاتلين الأوكران.
وأضاف السعود، بأنه بعد تدمير واشنطن لأوكرانيا، بدأت باستخدام قوات الجيش الأوكراني كمرتزقة لتحقيق مصالحها في دول أخرى، في الوقت الذي تعاني منه أوكرانيا من نقص حاد في المقاتلين، وما يجري في السودان هو خير دليل.
ومنذ نهاية العام الماضي، وحتى اليوم، تزايدت المعلومات والتقارير الصادرة عن وسائل إعلام عربية وأجنبية، عن انتشار وحدات خاصة من القوات الأوكرانية في السودان والصومال وعدّة دول أفريقية بأوامر من واشنطن.
وكان رئيس المخابرات العسكرية الأوكرانية، كيريل بودانوف، قد أكد هذه المعلومات، مشيراً إلى أن “أوكرانيا بالفعل تنشر وحدات عسكرية خاصة في السودان تقاتل إلى جانب الجيش السوداني ضد قوات الدعم السريع “. كما أكد النائب في البرلمان الأوكراني أليكسي جونشارينكو في حوار مع شبكة سي ان ان الأمريكية، في فبراير شباط الماضي، استعداد كييف للقتال مع واشنطن في أي بقعة من العالم، حيث قال: “وفي المستقبل، سيكون الأوكرانيون على استعداد لمحاربة إيران أو الصين أو كوريا الشمالية أيضاً، إلى جانب الولايات المتحدة الأمريكية، إذا لزم الأمر، لذلك، يجب على واشنطن الاستمرار في تقديم المساعدة لكييف”.، في إشارة غير مباشرة لاستخدام واشنطن للقوات الأوكرانية كـ “مرتزقة” للقتال في أفريقيا شريطة الحصول على الدعم الأمريكي.
وكانت كثير من الشبكات والوسائل الإعلامية المحلية والعالمية، مثل صحيفة “كييف بوست” الأوكرانية، و”سي ان ان” الأمريكية، وموقع “الايكونمست”، والغارديان، وبعض المواقع التركية والعربية، قد نشروا في وقت سابق تقارير ومعلومات توثق وجود القوات الأوكرانية في السودان.
ومن الجدير بالذكر أنه، خلال الشهر الماضي، نقلت بعض وسائل الإعلام معلومات نقلاً عن مصادر عسكرية أفريقية، قيام بعض الخبراء العسكريين الأوكران بتدريب عناصر تابعة لـ”ائتلاف الوطنيين من أجل التغيير” من جمهورية أفريقيا الوسطى، وهو ائتلاف من الجماعات المسلحة يعتبر داعم للرئيس السابق الموالي لفرنسا فرانسوا بوزيزي. وتدعم فرنسا هذا التحالف منذ عام 2020، وتسعى من خلاله لإحداث توترات في البلاد للإطاحة بالرئيس الحالي واستعادة النفوذ الذي فقدته مؤخرًا.

النيل الإلكترونية

يزدحم الفضاء الالكتروني بالأخبار، وناقليها؛ بجدّها وجديدها.. فما الجديد إذن؟! هي (صحيفة النيل الإلكترونية) وكالة إخبارية مساحتها للكلمة الصادقة، ولا غيرها..

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى