هبة بت عريض تكتب..المملكة قيم العطاء بلا مَنْ ولا أذي
واجعل بطانتك الكرام فإنهم أدرى بوجه الصالحات وأخبر
إن الكريم له الكرام بطانة طابت شمائلهم وطاب العنصر
إن لاح خير قربوه ويسروا أو لاح شر باعدوه وعسروا
ولكل كون كائنات مثله فقبيله من جنسه والمعشر
ليس العطاء قيمة من القيم العادية، بل هو من القيم التي تُعطي لحياة الإنسان قيمة وأهمية، ولو كان العطاء يتَحَدَّث لنطق اسم المملكة لا غيرها ، وأنها كانت سببا في التكافل بين الناس والتضامن بينهم، فلم تعيش المملكة وحدها مُتَنعِّمة مُتَرفِّة مُفْرطة في الاستهلاك،ولا مُشْبِعة بالأنانية، مرضية نهم شعبها ومواطنيها، دون أن تشارك مع غيرها تلك النعم التي مَنَحها الله لها ، واقرب تعبيرا يُقرِّب مفهوم العطاء في شموليته ويجسّد معني الإنسانية هو استحقاق المملكة للقب “مملكة الإنسانية” من خلال مبادراتها الإنسانية وحجم التبرعات والمساعدات التي تقدمها للشعوب المتضررة سواء بسبب الحروب أو الكوارث الطبيعية ،
وإيماناً من المملكة بأهمية دعم العمل الإنساني صدرت توجيهات خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود ـ حفظه الله ـ بإنشاء مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية كنموذج حضاري وتعبير حقيقي وعملي لإغاثة المنكوبين في أي مكان في العالم، مؤكده علي الدور الريادي الذي اضطلعت به المملكة تجاه دول العالم خدمة للإنسانية ، فهي مثال العطاء في نشرها الحياة والأمل والحب والسعادة، فهي تعطي بدون من ولا أذي ، فاينما ذهبت وجدتها امامك شامخه بين احراش إفريقيا ، وقمم جبال اسيا وسط المخاطر لتحمل السعادة للابرياء والمشردين والملهوفين والجوعي … مخلده اسم المملكة العربية السعودية ومعوناتها ، في أصقاع الأرض ، وعممت بخيرها مختلف القضايا دون النظر في تباين الديانات والسياسات, فقدمت الدعم للمنكوبين وأغاثت المحتاجين، في الوقت الذي تواصل فيه دعمها للجهود الدولية عبر منظماتها حتى أضحت بفضل الله رائدة العمل الإنساني، والإغاثي ومن أكبر الداعمين له في العالم ، فيما اشارت الإحصاءات إلى أن المملكة تتصدر جميع دول العالم في نسبة ما تقدمه من مساعدات بالنظر إلى إجمالي دخلها الوطني، التي منها مساعدات للدول المنكوبة وإعانات لمكافحة الجفاف ومساعدات لدرء الكوارث والإسهام في تخفيف معاناة المصابين بالزلازل والفيضانات والسيول وتقديم المساعدات غير المستردة والقروض الميسرة لتنفيذ برامج ومشروعات التنمية الاقتصادية والاجتماعية.
تعد المملكة العربية السعودية من الدول الرائدة في الأعمال الإنسانية والإغاثية والتنموية في مختلف دول العالم ، حيث دأبت على مد يد العون والمساعدة الإنسانية للدول العربية والإسلامية والصديقة، للإسهام في التخفيف من معاناتها ، جراء الكوارث الطبيعية، أو من الحروب، حتى سجلت أولوية بمبادراتها المستمرة في المساعدات والأعمال الإنسانية على مستوى العالم، بحسب التقارير الصادرة من منظماتٍ عالمية مهتمة بهذا الصدد.
وبحكم مكانة المملكة الإسلامية فقد كانت خدمة الإسلام والمسلمين في جميع أقطار العالم في أعلى درجات سلم أولوياتها، وبذلت بسخاء جميع أنواع الدعم الذي استفادت منه جميع الدول العربية والإسلامية، وقامت بإنشاء المساجد ودور العلم، وتزويدها بملايين النسخ من المصحف الشريف، والمراجع ذات العلاقة بتبصير المسلم بأمور دينه ودنياه، بما يضمن عيشه بسلام وفعالية لمجتمعه.
وانطلقت المملكة في هذه الأعمال الخيرة من كتاب الله تعالى وسنة المصطفى صلى الله عليه وسلم، اللذين تنتهجهما دستوراً وشريعة حياة، فأخذت من قوله تعالى: (وتعاونوا على البر والتقوى)، وقول الرسول الكريم عليه الصلاة والسلام: ( المؤمن للمؤمن كالبنيان يشد بعضه بعضاً) ، نبراساً ومبدأً للعمل باتجاه الخير، خدمة للإسلام والمسلمين.
واستشعارا لدور المملكة العربية السعودية الخيري والإنساني والريادي تجاه المجتمعات المنكوبة في شتى أنحاء العالم ، وأهمية هذا الدور المؤثر في رفع المعاناة عن الإنسان ليعيش حياة كريمة ، في هذا الصدد ،بادرت المملكة بتقديم العون والمساعده للشعب السوداني الشقيق في محنته ، وقدمت المساعدات علي الصعيدين الإنساني والسياسي بابتدارها بفتح أول منبر لحل الازمة السودانيه ( منبر جدة) الذي أصبح المرجع الرسمي لكل المبادرات ، ومن ثم دفعت بطاقم سفارتها مكتملاً لمدينة ( بورتسودان) تحت رعاية سعادة سفير خادم الحرمين الشرفيين علي بن جعفر حسن سفير المملكة لدي السودان، لمتابعة الأعمال الإنسانية ومحاولة رأب الصدع بين طرفي الصراع ، وقد كانت ( مؤسسة الملك سلمان للاعمال الإنسانية ) رائدة في العمل الإنساني مقدمة لمزيد من العطاء والبذل، وفق أسلوبٍ تنظيمي يضمن دقة وصول المساعدات لمستحقيها وبصورةٍ عاجلة ، لاسيما وهو ما دأبت على فعله حكومة المملكة الرشيدة طوال تاريخها الإنساني والإغاثي، بتكفلها بالمصاريف الإدارية وأجور النقل، بالتنسيق مع الحكومة السودانية ، بجانب توليها أجور النقل في الداخل واستئجار المستودعات لضمان سلامة العملية الإغاثية والإنسانية، لتصل المساعدات و المبالغ المعلن عنها كاملة للمتضررين، بدقة وسرعة وشفافية ووضوح ، حيث قدم المركز للسودان اجمالي 159 مشروع ، شملت مواد غذائيه و مشاريع تنمويه منها مشاريع سقيا ،ودعم مستشفيات ومواد ايوائيه ،ومنظفات …
حفظ الله المملكه ملكاً وولي عهد وشعباً