سالي زكي تكتب..كيف ستتوقف الحرب !
السودان ينعم بعلاقات خارجية في مرحلة البلوغ في اغلب فتراته بمعني انه ليس طفل ولا هو ناضج نراه دائما يبني توقعات لا يرفع فيها نسبة الفشل او يعتمد في علاقاته الخارجية علي مصالح كانت تربطه بالدول في الماضي بينما العلاقات تبني مع الدول اما بالترغيب او التوعيد .
بدون عودة للتاريخ السوداني من حيث بناء علاقاته ولكنه يستخدم مؤخرا سياسة تجعله يقترب من المعسكر الشرقي اي روسيا والصين من اجل الضغط علي المعسكر الغربي وفي محاولة ان يكون له صوت يعبر عن حق (الفيتو ) عبرهم في مجلس الامن ، ولكن الدول يا عزيزي السودان في حالة عدم المقدرة علي الوعيد بامكانيات مادية او اقتصادية او حتي نووية يبقي امامها الترغيب وبلادنا لديها من الموارد ما يجعلها مطمع لكل دول العالم .
قام مجلس الامن بمناقشة قرار تنفيذ البند السابع وارسال القوات الاجنبية للسودان لحماية المدنيين في السودان، في اطمئنان بان موقف روسيا والصين سيعرقل القرار وبعد ان كان موقفهم مخيب للامال بالنسبة لحكومة السودان لاسباب ان مصالحهم في السودان لها ابعادها مع الدعم السريع والامارات وبالتالي خيبت تلك الدول امال السودان هذه المرة .
بالتاكيد الشعب السوداني النازح واللاجئ المهدد الاساسي لهم هو الدعم السريع واذا كان المجتمع الدولي يريد حمايتهم فليدعم المسيطرين علي مناطق نزوحهم التي يسيطر عليها الجيش السوداني ، ولكن تلعب المصالح دور في هذا الجانب .
هل فات الاوان ! بالتاكيد لا ، لا بد ان ننتقل الي الخطة البديلة وهي الترغيب الذي اذا استخدم بشكل صحيح لن يفشل في تحريك مسار البلاد التي موارده مطمع للعالم الخارجي والداخلي لذلك لابد من ان تستعين الدولة بمستشارين لهم قدرات ومواهب لقراءة الواقع بموضوعية كي لا تضيع الفرص المتاحة لفرض سيادتها علي الواقع الراهن .
كيف يحدث ذلك ؟ اولا كما ذكرنا بالاستفادة من الكوادر التي لها وعي سياسي عالي يدعم التخطيط الاستراتيجي لشكل العلاقات الدولية والاقليمية في هذه المرحلة الحرجة . ثانيا التعامل مع الدول بقاعدة تضمن تبادل المصالح وحتي إن قدمنا في هذه المرحلة بعض التنازلات من اجل كسب اكبر قدر من الحلفاء .
تحدث الكثير من الذين كانت لديهم رؤيا تدعم اهمية التواصل الحكومي عبر التفاوض الذي يطرح من المجتمع الاقليمي والدولي في كل مرة يتم الدعوة له ، هذا التفاوض لا يعني باي صورة من الصور بان الشرعية للمتمرد بل يزيد من نسبة تفهم المجتمع الدولي لوجهات نظر الحكومة في الحرب .
لا نريد ان نعود الي الوراء ولكن لنستفيد من الدروس السابقة من المهم تعديل المسار بخلق علاقات متوازنة بالترغيب في ما عندنا من مغريات بالبلاد مع بعض التنازلات من اجل الوصول الي سلام حقيقي يعيد لنا رغبتنا في انتصار الجيش وحكم ديموقراطي بعلاقات دولية متوازنة بحكمة ودراية كاملة بمقتضيات المرحلة.
لا بد ان نضع خطة واضحة لكيفة الانتصار في هذه الحرب ، يحدث هذا عندما نتبع المنهج الواقعي في التحليل لوضع رؤيا تساهم في انتهاء الحرب لصالح المواطن السوداني وانتصاره ، اذا ستتوقف الحرب عندما يدرس السودان التحديات والفرص في ظل علاقات دولية تضمن مصالح للمساهمين في هذه الحرب وسبب في استمرارها .
الله المستعان