الشركة الموارد المعدنية.. طفرة إنتاجية مهولة في النصف الأول من العام ٢٠٢٤م
أكثر من ٢٩ طن ذهب، في ستة شهور، بحصائل صادر تجاوزت ٧٤٨ مليون دولار..
واصلت الإبهار رغم أنف الحرب والدمار،،
١١٤ مليار جنيه، إيرادات ستة شهور، مقارنة ب ٩١،٨٦ مليار جنيه هي جملة إيرادات العام ٢٠٢٣م..
محمد طاهر: ما تحقق هو نتاج خطط وآليات لتذليل العقبات..
تقدير وامتنان لشركاء قطاع المعادن على تفهمهم ودورهم الوطني النبيل..
تشديد على انتهاج سياسات تمنع الممارسات العشوائية في قطاع التعدين..
تقرير: إسماعيل جبريل تيسو:
حققت الشركة السودانية للموارد المعدنية المحدودة إنتاجية عالية من معدن الذهب في النصف الأول من العام الجاري ٢٠٢٤م تجاوزت “٢٩ طناً”، كان نصيب خزينة الدولة منها من حصائل صادر الذهب أكثر من “٧٤٨” مليون دولار، وحصد ما أنجزته الشركة من إنتاجية عالية إعجاباً كبيراً وتفاعلاً واسعاً لجهة أن الخطوة تحققت في ظل ظروف استثنائية فرضتها الحرب وتداعياتها التي أقعدت بالقطاع الاقتصادي، ولكن قطاع المعادن فاجأ الجميع بتماسكه وتجاوز تأثيرات الحرب من خلال توفيق أوضاعه ليتماشى مع الواقع الماثل بتعقيداته الأمنية، والمخاوف البيئية المترتبة على ظاهرة الممارسات العشوائية في قطاع التعدين والتي تجتهد شركة الموارد المعدنية من أجل صياغة منظومة سياسات تحاصر هذه الظاهرة وتحقق رؤية الدولة بصناعة تعدينية آمنة ومتطورة.
رئة الاقتصاد:
ومنذ انفصال جنوب السودان في العام ٢٠١١م، وخروج قطار النفط عن مسار العطاء المثمر، ظل قطاع المعادن في السودان يشكل رئةً يتنفس من خلالها الاقتصاد الوطني، وازدادت أهمية القطاع وثقلت موازينه خلال الحرب التي أشعلت نيرانها ميليشيا الدعم السريع المتمردة في الخامس عشر من أبريل ٢٠٢٣م، حيث شدَّت الشركة السودانية للموارد المعدنية مئزر الجد، وبذلت الغالي والنفيس في سبيل زيادة معدلات إنتاجية المعدن النفيس، ضاربة بعرض الحائط كل التعقيدات التي أفرزتها الحرب، لتؤكد للجميع أن المستحيل ممكناً طالما توفرت الإرادة وارتفع الحس الوطني، فكان عطاء العاملين بالشركة لا يقل وطنيةً عن عطاء من يحملون السلاح في ميادين القتال، التي لم تتخلف عنها شركة الموارد المعدنية، وقد شاركت بمستنفرين في ساحات حرب الكرامة الوطنية، منهم لقى ربه شهيداً بإذن الله، ومنهم من ينتظر وما بدلوا تبديلا.
خطط ناجحة:
لقد نجحت الخطط الاستراتيجية والبرامج الإسعافية التي وضعتها الإدارة العليا لشركة الموارد المعدنية في تحقيق مبتغاها بأن يظل قطاع المعادن صامداً في وجه إعصار الحرب، فكان التحرك للتغلب على الصعوبات الكبيرة في مدخلات الإنتاج، وشح الوقود وكيفية إيصاله إلى مواقع الإنتاج، واستمرار توقف عدد كبير من الشركات المساهمة بنسب كبيرة في عملية الإنتاج، وصعوبة توفر السيولة النقدية، وضعف التأمين بمواقع الإنتاج، كل هذه الصعوبات جابهتها شركة الموارد المعدنية، ونجحت في معالجتها، لتجني ثمرة ذلك بتحقيقها إنتاجية بلغت في العام ٢٠٢٣م ٢٣.١٦ طن ذهب، وها هو النصف الأول من العام ٢٠٢٤م يشهد إنتاجية تجاوزت ٢٩ طن ذهب.
تقدير وإمتنان:
وامتدح المدير العام للشركة السودانية للموارد المعدنية المحدودة الأستاذ محمد طاهر عمر الجهود المتعاظمة التي بذلها العاملون بالشركة خلال الفترة الماضية رغم الظروف الاستثنائية التي تمر بها البلاد، وخروج العديد من الولايات من دائرة الإنتاج، مبيناً أن الطفرة الكبيرة التي حدثت في إنتاجية الذهب في النصف الأول من العام الجاري ٢٠٢٤م، جاءت نتاج خطط وبرامج وآليات خاصة بتذليل العقبات التي تواجه عمل الشركات، وتشجيع الشركات المتوقفة للعودة إلى العمل وخاصة شركات معالجة مخلفات التعدين ” الكرتة”، وثمن محمد طاهر تنسيق الجهود والمواقف والتعاون الكبير من جميع شركاء قطاع التعدين بدءً بالوزارة وأذرعها المختلفة، ومروراً بالشركات المنتجة، والمعدنيين والأجهزة المختصة من شرطة حماية التعدين، وأمن واقتصاديات المعادن، والحكومات الولائية، والحكومات المحلية، وانتهاءً بأصحاب المصلحة من المجتمعات المحلية المستضيفة للأنشطة والصناعات التعدينية.
مقارنة:
ويقول دكتور الصادق الحاج طه، مدير إدارة التخطيط التابعة للإدارة العامة للجودة والتخطيط وتقانة المعلومات بشركة الموارد المعدنية إن نسبة الإيرادات للنصف الأول بلغت ١١٤ مليار جنيه، ” ١١٤ ترليون” مقارنة ب ٩١،٨٦ مليار جنيه في كل العام الماضي ٢٠٢٣م، مبيناً أن الشركة في العام ٢٠٢٤م حققت ١١٩٪ من الربط الإيرادي المخصص في النصف الأول، فيما حققت في العام ٢٠٢٣م ربطاً إيرادياً بلغ ٢٦٪، وثمن دكتور الصادق الحاج جهود الشركات المنتجة التي قال إنها استطاعت المحافظة على مستوى الإنتاج رغم التحديات الكبيرة والتعقيدات التي تواجه هذه العمليات والمتمثلة في الممارسات العشوائية لاستخلاص الذهب وتأثيراتها على سلامة البيئة والاقتصاد الوطني.
سقف طموحات:
وكشف المدير العام للشركة السودانية للموارد المعدنية المحدودة الأستاذ محمد طاهر عمر عن ارتفاع سقف الطموحات والآمال والتطلعات بإحداث طفرة إنتاجية أكبر خلال الربع الثالث من العام الجاري ٢٠٢٤م، على مستوى شركات التعدين المنظّم، والتعدين التقليدي، الذي أصبح الداعم الأكبر للقطاع بتسجيل الكميات المنتجة للذهب من خلال رصد استمارات الترحيل المجانية في أسواق التعدين المنتشرة في الولايات المنتجة، داعياً العاملين بالشركة إلى الاستمرار في الاضطلاع بمهمتهم الوطنية ومضاعفة الجهود خلال الستة أشهر المتبقية من العام.
خاتمة مهمة:
وهكذا تمضي سفينة الشركة السودانية للموارد المعدنية المحدودة لا تبالي برياح الحرب ولا تعقيداتها التي ألقت بظلالها السلبية على كل القطاعات الاقتصادية في البلاد، وتبقى السياسات وعزيمة الرجال هي الفيصل في كيفية عبور الشركة لتحقيق غاياتها الكبرى بحماية موارد البلاد، من خلال زيادة الإنتاج، وتعظيم الإرادات، دون أن تغفل أعين الشركة من النظر إلى المجتمعات المحلية وتحقيق رضاها المجتمعي بتفعيل مشروعات المسؤولية المجتمعية التي تعزز من استقرار القطاع، وتحقق مشرق الأمل، ومن سار على الدرب وصل.