عثمان البلولة يكتب..من يصبر يظفر
تملّك الجميع اليأس والإحباط من سقوط مدينة ود مدني حاضرة ولاية الجزيرة ، هذا شعور نبيل نابع عن حبهم لوطنهم ، (وكل أجزائه لنا وطن) ، لكن هذا لا يجعلنا أن نحيد عن الحق حتى يتوهم أهل الباطل أنهم على حق فل يتذكر الجميع حين كانت قواتنا المسلحة محاصرة في كل مواقعها في بداية الحرب، هل كان هناك أحد يدعوكم لدعمها؟ الإجابة بالتأكيد لا ؛ لأن الدافع فطري و وطني ، لذلك يجب أن نجدد دعمنا وثقتنا في قواتنا التي ترابط في الثغور وهي تتصدى لقوات الإرهاب ، المدعومة من قبل دولة الشر الساعية لتحقيق أهدافها الخبيثة والمشؤومة ؛ و يسندها عملاء أحزاب الحرية والتغيير في تنفيذ مخططها الرامي لنسف إستقرار البلاد ونهب ثرواتها وجلوس العميل على سدة السلطة وإن كان الثمن أشلاء جميع السودانيين دون مراعاة لظروف الذين تشرّدوا من منازلهم وانتهكت حُرماتهم ، نسبةً لفقدان (قحت) الوعي السياسي طوال مسيرتها التي تعمّر بالعمالة والارتزاق ضدّ الوطن وأهله منذ عقود من الزمان ، ظلوا يكرّسون طاقاتهم لتفتيت وحدة الوطن، فأتمنى أن لا ننجر وراءهم حتى لا نحقق لهم غاية من
غاياتهم الخبيثة بإحباطنا وهي الانفضاض من حول قواتنا التي قدّمت المُهج والأرواح رخيصة من أجل الوطن.
لأبد من الـتمسك بأبسط أنواع الأمل وننتظر الانتصارات إلى آخر يوم.
ليس تجيبراً للواقع لكن من قبل سقطت الخرطوم كلها إلا أجزاء قليلة منها تبقت ، لم يتملكنا اليأس والإحباط ، فسقوط ولاية الجزيرة عاصمة السودان السابقة لا يعني نهاية المطاف ، رغم أن سقوطها أوجعنا أكثر من الخرطوم ، لكن هذا قضاء الله وقدرته ، بأن يمحص ما في قلوبنا ليعلم من يصبر منّا أو من يجزع ، وقيّل قديماً من يصبّر يظفر .
أبناؤنا في القوات المسلحة يحيطهم السند الشعبيّ ، لأنه الملاذ الآمن له ولأن غايتهم مشروعة ، عكس قوات التمرد التي تقود حرب لإرضاء شخص واحد و أسرته وكالةً لمستمر جديد بالتأكيد لا تجد سند شعبي .
ندعو الجميع إلى تجاوز المعاناة والأهوال التي يتعرض لها المدنيون بسبب الصراع الحالي في كل الساقطة ، وإعادة تأكيد الدعم لقوات المسلحة بكل أخطائها لأنها المؤسسة الوطنية والشرعية، وإن شابتها شائبة .