اعمدة رأي

علي سلطان يكتب..وطن النجوم

الصحافيون من الجنسين وفي كل العالم مستهدفون ومحاربون يتعرضون للتهديد والقتل َالسجن والتشريد التصفية ، ولكن مع كل ذلك لا تلين لهم قناة ولا يحيدون عن طريق الحق الا قليل منهم غرتهم الاموال والمناصب والاهواء فتنكبوا طريق الحق المستقيم فكانوا عونا للطغاة والظالمين .

 

و بلدنا السودان حفظه الله و رعاه ليس مختلفا عن دول اخرى كثيرة ، فيجد الصحافيون في مثل هذه الأجواء الحالكة السواد و ليس رمادية مظللة انفسهم عرضة للاعتقال والسجن وربما السحل بناء على وشايات كاذبة مغرضة أو حسد أو حقد دفين .. فكم من صحافي أُعتقل بسبب سوء ظن كاذب أو وشاية أو تهمة ملفقة ..!*

 

*وفي أيامنا هذه الحالكات والحرب تدور ضروسا ضد التمرد والمتمردين .. تكون الساحة مهيأة للكيد والوشايات وتلفيق التهم جزافا دون تمحيص ولا تدقيق .*

 

*ولقد اندهشت ثم حزنت كثيراً وتالمت لما اصاب كاتبنا الكبير وشاعرنا المعاصر وصحفينا المخضرم الدكتور الباقر عبدالقيوم ابن جلاس وزينة اهلها و فخرهم .. فتم القبض عليه من قبل الاستخبارات العسكرية التي تتبع الفرقة 19 مشاة بتهم عديدة يشيب لها راس الوليد .*

 

*و ادخل الدكتور الباقر الاعتقال وهو رجل مريض بالقلب و ضغط الدم و السكري .. فهو عليل القلب مرضا ، ولكن قلبه يخفق بالجمال و ما زال نصيرا للمستضعفين والفقراء والمساكين واصحاب الحاجات .. فلم يتوقف مطلقا عن تقديم يد العون لكل محتاج يطرق بابه ، ويجتهد اجتهاداً عظيماً في إغاثة الملهوفين و الأرامل والأيتام واصحاب الحاجات.. مستفيداً من علاقاته الممتدة و الواسعة في الداخل و خارج السودان ، ويوظفها لصالح هؤلاء المحتاجين .. فكم من مرات ومرات سعى من اجل إلحاق طالبة يتيمة أبنة ارملة باحدي الجامعات أو في علاج فقير مريض لا يجد ثمن العلاج والدواء و حتى لو كان علاجه خارج السودان .. فهو صاحب مبادرات في مجالات مجتمعية شتى خاصة في الجامعات و منظمات الإغاثات و المؤسسات الخدمية وغيرها .. فهو رجل شهم كريم و صاحب مواقف مشهودة و تسبقه ابتسامته ، و َهي بلا شك عنوان دخوله الخلوق للناس و كل الناس .. مارايته قط الا مبتسما وهو يحمل مرضه وتعبه معه ثم لا يظهر ذلك لاحد .. رجل كتب الله له القبول فسرعان ما تتجه نحوه القلوب وتفتح له الابواب .*

 

*عرفت دكتور الباقر قبل نحو أربعين عاما في مدينة بالإمارات وكان قد وصل البلاد واسس فيها شركة تجارية مرموقة ، َحين زرته لاول مرة دهشت لان حيطان المكاتب زينت بلوحات عليها قصائد كتبت بخط جميل .. وكانت تلك بعض قصائدة التي كتبت بخط يده .. فالباقر شاعر مطبوع واديب مرموق و خطاط بارع رغم انه تخرج من كلية الطيران في أكسفورد .. وعندما دخل غمار الصحافة كاتبا سلاحه قلم نضيد كانه السيف اصبح عموده الراتب همس الحروف عمودا معروفا مشهورا.*

 

*و الباقر كما عهدناه رجل سوداني جميل وطني غيور محب لوطنه عاشق لترابه محب لجيشه مساندا له و مدافعا عنه و نحن نشهد بذلك و التاريخ يقف شاهداً على كل وقفاته المشرفة .. فانا لا و لم و لن اصدق ما أُلصق على ظهره من وشايات كاذبة ملفقة .. واذا كان الرجل قد حباه الله بعلاقات واسعة ومميزة مع رؤساء الدول و السفراء و كبار رجال الاعمال والاكاديميين فذلك يرفع قدره ولا يحط منه.. بل على العكس يجعله رجلا صميما حكيما مخلصا مبادرا.*

 

*لعل من اسوأ ما يتعرض له المرء ان يُشكك في وطنيته و حبه و في انتمائه لبلده . و الباقر هو الصحافي الاريب والرجل الخلوق، القامة السامقة ، المحب لبلده و اهله ، قد تعرض لاسوا من ذلك متهما بالخيانة والعمالة سبحان الله .*

 

*الحمد لله رب العالمين ان الباقر خرج الان من معتقله الى اسرته و أولاده بالضمانة الشخصية و قد عاني الكثير من الاعتقال .. ولكن مازال في جيشنا وقضائنا كثيرون ممن يلتمسون طريق الحق والنور .. وادعو في هذا المقام قادتنا في القوات المسلحة، ورغم انشغالهم بمعركة الكرامة والعزة، ان ينصروا أخانا الباقر وان يعود ليمتشق سيفه (القلم) مدافعا عن السودان وجيشه وبلده التي احبها واحبته .*

 

*سلام عليك اخي الباقر حيث انت .. واختم بابيات المتنبي:*

*(ألخَيْـلُ وَاللّيْـلُ وَالبَيْـداءُ تَعرِفُنـي*

وَالسّيفُ وَالرّمحُ والقرْطاسُ وَالقَلَـمُ) ..

 

لعلها تواسيك قليلا في محنتك أخي و صديقي العزيز الباقر .

النيل الإلكترونية

يزدحم الفضاء الالكتروني بالأخبار، وناقليها؛ بجدّها وجديدها.. فما الجديد إذن؟! هي (صحيفة النيل الإلكترونية) وكالة إخبارية مساحتها للكلمة الصادقة، ولا غيرها..

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى