هل انحسرت مواكب ابريل َو فقدت لجان المقاومة البوصلة
شهدت مواكب السادس من ابريل والحادي عشر منه انحسارا كبيرا ويعزيه الخبراء الي تراجع المساندة الجماهيرية وتفكك لجان المقاومة التي باتت مثل الجزر المعزولة بلا قيادة واضحة،كل ذلك اسهم في رسم مستقبل غامض للحراك الجماهيري،ويقول المحلل السياسي محمد السناري
هناك انحسار في أعداد المتظاهرين من موكب لآخر حسب تقديرات للعملية بعدد المربعات في أرض الواقع، هذا الانحسار بسبب سلوك بعض المتظاهرين، فهناك ثوار لديهم رسالة والبعض متفلتين يقومون بالتخريب واضاف السناري ان تقارير الشرطة اكدت علي وجود مجموعات مسلحة تعمل من داخل المواكب بعمليات السلب والنهب،واشار الي مبادرة الشرطة للعمل بالتنسيق مع لجان المقاومة
ويقول العميد حسن التجاني الناطق الرسمي باسم الشرطة “لقد طرحت الشرطة في السابق على لجان المقاومة التنسيق للمواكب فكرة التنسيق، فنحن دائماً أيادينا ممدودة لتقديم الخدمات فالمواطن أمانة في أعناقنا، وفي حال انحرف أي شرطي عن عمله تتم محاسبته بعقوبة تصل الفصل عن الخدمة وتقديمه للمحاسبة، فالشرطة تعمل بالعدالة.”
وتقول د. اماني الطويل بطبيعة الحال لعبت هذه اللجان أدوارا محورية في ثورة ديسمبر ٢٠١٨، حيث إن نجاح هذه الثورة تم بفضل كبير منهم، كما أعطاهم مشروعية سياسية جعلت لجان المقاومة تقوم بأدوار السلطة التنفيذية أحيانا، من خلال توزيع المواد التموينية بعد أن تلاعب النظام المحلول بمقدرات الناس، وكانت حكومة الثورة قد عجزت عن مواجهة الحالة.
يصنف شباب المقاومة أنفسهم كمستقلين عن كافة القوى السياسية أو التنظيمات الشبابية، ويطرح رموزهم عبر وسائل التواصل الاجتماعي أطروحات تدعو لإعطاء فرص للشباب لقيادة البلاد
وربما تكون أهم التحديات التي تواجهها لجان المقاومة حاليا هي القدرة على التواصل مع من هم خارجها، وخصوصا من الأجيال المختلفة، فغالبا ما يقع الشباب الثوري في خطأ محوري، وهو أنهم وحدهم من صنعوا الثورة متجاهلين قانون التراكم الطبيعي حيث ساهمت أجيال قبلهم في إحداث تراكم المعارضة للنظام بينما كان التغير الكيفي في جيلهم .
التحدي الثاني هو النمو الأفقي لهذه اللجان، وحالة الانقسام بينهم والمنتجة لعشرات الصفحات على وسائل التواصل الاجتماعي، وهو ما يعكس حالة شرذمة من نوع ما، ويجعل القدرة على التوافق ضعيفة، وبطبيعة الحال، لن تنتج قيادة من داخلهم متفقا عليها، تقود أي عملية تفاوضية قد تكون مطلوبة بشدة في المراحل المختلفة للأزمة السياسية السودانية .
وبطبيعة الحال، التعرض لمخاطر الاختراق موجودة طوال الوقت ضد لجان المقاومة، خصوصا مع فاعليتها في التحريض السياسي وقد تكون محاولات الاختراق ليست مسئولية الداخل السوداني فقط، ولكنها أيضا قد تكون أحد أهداف كل القوى الإقليمية والدولية
يكشف الواقع اليوم وبانحسار الزخم من مليونية السادس من ابريل التي اطلق عليها يوم الزلزال بان كل المؤشرات تؤكد بان اعداد كبيرة من المشاركين في المواكب السابقة باتوا علي قناعة بضرورة اشراك كافة الوان الطيف السياسي والمجتمعي دون اقصاء مجموعة حتي يكتمل الوفاق الوطني ، وانفضاض اعداد كبيرة منهم بعد تيقنهم باستحالة تنفيذ الشعارات الصفرية التي ترفعها لجان المقاومة بدون تفوض واتفاق بين كل الأطراف.