على كل..محمد عبدالقادر..يكتب معبرا عن التساؤلات المطروحة
للامارات معزة خاصة فى القلب، اكرمت وفادة اهل بلدي، وحملتهم على اكف الدعة والنعيم والاهتمام ، ومازالت تعطي بسخاء، وهم كذلك يبادلونها الوفاء والمحبة ويغدقون عليها من سعة اخلاقهم وعميق مودتهم الكثير.
اميز مافى العلاقة مع الامارات انها لاتكتفي باواصر السياسة الجافة ولا تعتقل نفسها فى برتكولات التواصل القائمة على اكلشيهات الجمل الدبلوماسية الباردة من شاكلة ( العلاقات الثناىية والازلية بين البلدين), وجمل التطبيب المحنطة والمنمطة بلاحراك اوروح ، اذ ظل الوجدان الشعبي محركا ومحرضا اساسيا فى يوميات المحبة المشتركة القائمة على استصحاب الحياة بكل تفاصيلها (كفر ووتر) ، وثقافة وتشكيل وشعر ، ورواية) وانشطة استثمارية وتجارية ومحافل اجتماعية ودودة لم تسلبها السياسة الدفء والحضور الدائم فى ذاكرة الشعبين.
تابعت خلال الايام الماصية باسف شديد العك الخشن واللعب على الاجسام فى مواجهة غيب انصرافها عن المعاني كثيرا من الرؤي والعبر والقراءة الصحيحة لمواجهات بائسة احدثت شرخا وانقساما كبيرا بين رواد ومتابعي نشاط الفنانتين السودانيتين السلطانة هدي عربي والملكة ندى القلعة .
اخترت ان اكتب بعد انجلاء غبار المعركة فمايهمني شخصيا وكل سوداني ان تكون بلادي حاضرة فى فعاليات اماراتية تدفع بالعلاقات الثنائية وتزهر فى مرابعها الخصيبة بالمودة غناء ووعيا شعرا وموسيقي،خاصة وان الدعوة تبنتها مؤسسة راسخة فى وجداننا معزة واحتراما ( مبادرة الشيخ محمد بن راشد) ،اذ افاضت على وجدان كل سوداني وعربي اطنانا من المحبة نظرا لما تبنته من برامج شكلت موردا عذبا لكل المعارف والمعازف والثقافة والفنون…
فى مقام محبة السودان تستوي عندي هدى عربي بصولجان ادائها الباهي وعطاء صوتها الذي ظل يتدفق على اذاننا شهدا وجمالا، وبين ندى القلعة ملكة الحماس، فكلاهما فى موضعه بديع يغرد فى فضاء زاه ومختلف داخل حديقة الغناء السوداني المثمرة.
المحير والمؤلم حقا ان تتواصل مؤسسة تحمل اسم رائد وقائد عربي مثل الشيخ محمد بن راشد نحت اسمه على ذاكرة الحياة باحرف من ذهب مع فنانة سودانية ايا كان اسمها ثم تاتي ذات المؤسسة بلا سابق موعد وتلغي الاختيار وتستبدلها باسم اخر فهذا الامر لايشبه المؤسسة ولا يعبر عن انضباطها الذي نعلم، ولايحمل احتراما اعتدنا عليه فى برامجها الموسومة عندنا بالاعجاب والتقدير..
شخصيا كان لي شرف تلبية دعوة للمؤسسة خلال السنوات الماضية لحضور اطلاق (تقرير المعرفة العربي) حيث رايت كيف انها محترمة وتعبر عن اسم صاحبها فى الدقة والانضباط والابداع.
وبعيدا عن (داحس والغبراء) التى تدور فى الاسافير الان، يحدر بنا التساؤل ، من الذي تلاعب بالاعدادات وادخل هدى عربي فى كل هذا الحرج؟! ، وهي التى تسلمت الدعوة واكملت ترتيبات الوصول، واختارت حتى الاكسسوارات والازياء وموعد المغادرة واسماء المشاركين بعد ترتيبات دقيقة مع المنظمين ومنتجي الاوبريت العربي..
من يتحمل فاتورة الاذى النفسي الذي طفحت به الاسافير، ولماذا تسمح مؤسسة بكل هذا الزخمه والاحترام لنفسها ان تكون ساحة لتصفية حسابات واثارة ازمات داخل الجسد السوداني الذي يعاني من نزيف وانقسام معلوم ضاعف (موضوع هدى وندى)من نكساته العديدة وجعل المعارك الاسفيرية محتدمة حتى كتابة هذا المقال ..
مازلت انتظر مثل غيري تبريرا مكتوبا حول دواعي ما حدث من مؤسسة ظلت محل احترام وتقدير السودانيين خاصة وانه لم يصدر توضيحا حتى الان يشفي غليل الاسئلة، لماذا تم اختيار هدى ابتداء، ولم تم التراجع ، وكيف تحولت الفرصة من (هدى عربي) الى (ندى القلعة)، ولماذا حدث كل هذا؟! ، وهل كان الغاء المشاركة قرار لجنة تمثل الجهة المنظمة ام ان اياد سودانية نافذة هناك عبثت ب(اعدادات المصنع) واحدثت كل هذه الازمة؟!.
هذه الاسئلة وغيرها ينبغي ان تجد الاجابة حتى لا يتكرر ماحدث، فالفراغ الماثل الان وصمت المنظمين ولد اسئلة القت حتى بظلال سياسية على تداعيات الاختيار واسباب الالغاء .
وبعيدا عن ما يدور الان من ملاسنات واشتباكات اسفيرية فان هدى عربي تستحق الانصاف والاعتذار والتعويض من المؤسسة التى احدثت كل هذا الشرخ، لانها لم تسع ابتداء لفرض اسمها على اللجنة، ولم تتحصل على اعتذار مكتوب يبرر كل ماحدث وهي فنانة صاحبة قاعدة مكنتها من احياء حفلات فاضت بها مسارح الامارات قبل ايام ، كل هذا لايقلل بالطبع من قيمة ندى الفنية عندنا فهي كذلك صاحبة رصيد وافر من العطاء الفني، ولكن ليتهم اختاروها ابتداء حتى لا تسدد هي الاخرى فاتورة الاتهام بانها سعت ب( ايدا وشديدا) وعبر نافذين سودانيين قريبين من المبادرة للاستئثار بالتمثيل بعد ان وقع الاختيار على مواطنتها هدى عربي.
هذا المقال نضعه فى بريد القائمين على امر (مؤسسة الشيخ محمد بن راشد) والمسؤولين عن التنظيم حتى لا يتكرر ماحدث على مبدع سوداني اخر، كما ان ذات التساؤلات نبعثها الي الاخ الكريم حمد الجنيبي سفير الامارات فى الخرطوم والذي اعلم دابه وحرصه على استقرار العلاقات السودانية الاماراتية فى جوانبها المختلفة سواء كانت سياسية او دبلوماسية ام ثقافية..
ويظل السؤال الذي ينبغي ان نجد له اجابة جميعا اين مؤسساتنا الثقافية والرسمية من كل هذا العبث، وماهو دورها فى اختيار من يمثلون السودان، ولماذا تصمت على مثل هذا الاذى..