بريطانيا ضرورة الاعتذار والتعويض لما احدثته من دمار!
استحسنت كثير من التيارات الوطنية مطالبة رئيس مجلس السيادة الانتقالي الفريق أول عبدالفتاح البرهان لدولة بريطانيا الاعتذار عن الجرائم الفظيعة التي ارتكبتها ابان استعمارها البلاد بداية بإبادتها حوالي اكثر من ثلاثة عشر من اجدادنا جيوش المهدية في معركة كرري! حيث استخدمت فيها الاسلحة المحرمة دوليا انذاك؛ دون اي اعتبار لادني المشاعر الانسانية! او القيم الاخلاقية؛ التي ماتزال تتمشدق بها في عالم اليوم! بريطانيا العظمى الدولة الاستعمارية التي قتلت الرجال بالسودان امس؛ تحاول اليوم اجهاض الثورة السودانية؛ من خلال الترويكا او الرباعية! بذات التدخلات السافرة التي ينقصها فقط الجيوش ولعلعة “المكسيم”! وكنا قد شهدنا جرأة وتكبر وغطرسة “عرفان صديق” السفير السابق وهو يأمر وينهي وكأنه المندوب السامي للتاج البريطاني بالبلاد!
يرى الخبراء والمراقبون ان معظم مشاكل البلاد التي تعيشها الان؛ هي جزء مما خططت له بريطانيا الاستعمارية! وارث من ادارتها ايام الاستعمار الاستيطاني للبلاد! المناطق المقفولة التي هي اشبه بالابرتايد تراثها العنصري! التي كانت بذرة الي يومنا هذا للمشاكل بين السودانيين؛ حتي ادت لانفصال الجنوب! ومايزال بذرة لهيبها مشتعلة الاوار في جبال النوبة وجنوب النيل الازرق؛ ومشاكل الجهويات التي نعيشها الان؛ كلها قد بذرت بذرتها بريطانيا في ارض السودان الطيبة!
اذا كانت مشاكل السودان التي يعيشها اليوم من صنع الاستعمار البريطاني الذي ضخ ثروات البلاد سابقا بصورة مباشرة! ويحاول اليوم ضخها عبر الوكلاء والتدخلات الدولية! ومن عجب دون خجل! تاتي في زي الناصح الامين؛ وأهل الخبرة المتمكنين؛ لمعالجتها! ذلك حقاً مما يستدعي لا الاعتذار وحسب؛ كما طلب “البرهان” ولكن في راي غالب المواطنين؛ يستدعي التعويض! علي ذلك الخراب الذي نعيش عقابيله ومضاعفاته حتي اليوم! ولم يكن السودان بدعا من الدول بهذه المطالبة فقد طالبت العديد من الدول التي استقلت لاحقا؛ من الاوروبي المستعمر؛ الاعتذار والتعويض! لما خلفوه من دمار مادي ومعنوي! نعم؛ علي الدول الاستعمارية الاعتذار وتخفيف معاناة الشعوب التي صنعتها لهم؛ فتركتهم للجوع والنزاع؛ بينما تطورت هي بما سلبته من موارد ماتزال تعمل علي سرقتها حتي اليوم!