اعمدة رأي

علي كل …محمد عبدالقادر يكتب: وزارة الثروة الحيوانية.. شمعة في الظلام..!


نادرة جدا الافعال الجديرة بالاحترام والتقدير في حراك جهازنا التنفيذي خلال الفترة الاخيرة، فالقائمون على امره اضاعوا وقت الشعب في الخلافات السياسية والجعجعة التى لم نر منها طحينا بعد.
الثلاثاء الماضي حرصت علي تلبية دعوة من وزارة الثروة الحيوانية لحضور احتفال الوزارة بتمليك الولايات قوارب وادوات للصيد وحماية الثروة البحرية، وكنت في مقدمة الحاضرين ثقة في ان الاهتمام بهذا القطاع ظل غائبا منذ امد طويل وادراكا للقيمة الاقتصادية التي تمثلها وزارة الثروة الحيوانية بالنسبة للسودان اذا ما اقدمت علي تنفيذ المشروعات الناجحة وبسطت سيطرتها ويدها علي ما تكتنزه الولايات من ثروات كبيرة وهائلة في مجال الحيوان والاسماك لم تستفد منها البلاد حتى الان.
سيظل السودان مع حال ثروته الحيوانية ك( كالعير في البيداء يقتلها الظما والماء فوق ظهورها محمول)، يجسد تماما نقص القادرين علي التمام، فما يعود على خزائنه من هذه الثروة لايزال ضعيفا ويحتاج مثل ما قال وزير الثروة الحيوانية والسمكية حافظ ابرهيم عبدالنبي الى ( ارادة وضمير)، واضيف من عندى ( ادارة ) قادرة على ضبط الموارد وتوظيفها وتنميتها لتكون المساهم الاول في خزانة الدولة لانها قمينة بذلك…
ما كان للسودان ان تخلو خزائنه او يعانى نقصا في الاموال والغذاء لو احسنت الدولة التعامل مع وزارة الثروة الحيوانية التى ظلت في كل العهود كما مهملا ،وزارة للتسويات والترضيات والمحاصصة بين الفرقاء.
افتقدنا خلال فترات طويلة الاستراتيجيات والمسروعات والخطط التى يمكنها ان تضع هذه الوزارة في مقدمة الجهات الايرادية ، وعايشنا كيف تواجه ثروتنا الحيوانية الاهمال تلو الاهمال حتى باتت وزارة طاردة تهرب منها الكوادر رغم الثروة الحيوانية والسمكية الهائلة التى يزخر بها السودان.
ان وزارة الثروة الحيوانية وبتدشينها لعدد ١٨ قارب وادوات للصيد وحماية الثروة البحرية وتمليكها لعدد ١١ ولاية تفترع استراتيجية مطلوبة لتنمية الثروة السمكية التى تحتاج الي كثير تخطيط واهتمام، فقد ظلت بعيدة عن دائرة الاهتمام خلال السنوات الماضية على الرغم من قيمتها الكبيرة في رزنامة الثروات التى تجعل من السودان بمسطحاته المائية المتعدد في مقدمة الدول المصدرة للاسماك ..
القوارب التى تصل قيمة الواحد منها مليار ونصف المليار تم توزيعها بحضور بعض ولاة الولايات من بينهم الجزيرة والقضارف ، تنفيذا لمايسمى باستراتيجية الاقتصاد الأزرق الخاصة بحماية الأسماك والاحياء المائية.
اخطر ما قاله الوزير حافظ في تقديري دق به ناقوس الخطر تاكيده على وجود فجوة حقيقية في الغذاء قال انها ستزداد لارتفاع الطلب على منتجات الثروة الحيوانية، كما توقع يحدث عجز في تصدير الكميات المطلوبة لعدم توفر الإمكانيات.
هذا تصريح واقعى ومخيف من المسؤول الاول في وزارة الثروة ينبغي ان تنعقد له اللجان والورش والفعاليات التى تفضي بنا الي توصيات تعيننا علي مواجهة مثل هذا الواقع الخطير وتفتح علي وزارة الثروة الحيوانية اهتمامات قيادة الدولة بدلا عن انصرافهم لرعاية وتشريف مناشط وهمية لاصلة لها بحياة وواقع الناس.
مازال اسهام الثروة الحيوانية والسمكية في الاقتصاد السوداني ضعيفا للاسف ، استراتيجية الوزارة تسعى الى رفع نسبته من 25% الي 60% ونامل ان ترتفع النسبة الى اكثر من ذلك في بلاد مازلنا نقرا ونسمع كل يوم عن ثروتها الحيوانية التى تقدر بماىة وعشرين مليون راس..
نتمنى ان نصل الي مرحلة تسد بها الثروة الحيوانية والسمكية فراغ الايرادات العريض وتحجز لبلادنا موقعا متقدما في فاتورة الصادر التي تعاني تدهورا مريعا افضي بنا الي الواقع البائس الذي تعيشه بلادنا الان.
شكرا لوزير الثروة الحيوانية حافظ ابراهيم عبدالنبي واركان سلمه وهم يضيئون عتمة الواقع بهذه الفعالية التى تؤكد ان الوزارة منتبهة الي دورها في تنمية الاقتصاد السوداني،نتمنى ان نرى مزيدا من المشروعات لتنمية الثروة السمكية وحمايتها.
على قيادة الدولة ان تضع نصب اعينها اهمية وزارة الثروة الحيوانية لانها تمثل بمواردها المتجددة حلا لكل ازماتنا الاقتصادية والغذائية…

505738 2Za7CpfdXm5iOM19oEQWt8N VIllVUYC

النيل الإلكترونية

يزدحم الفضاء الالكتروني بالأخبار، وناقليها؛ بجدّها وجديدها.. فما الجديد إذن؟! هي (صحيفة النيل الإلكترونية) وكالة إخبارية مساحتها للكلمة الصادقة، ولا غيرها..

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى