عثمان البلولة يكتب..مأساة الجزيرة: صوت من قلب الألم
أيام حزينة يعيشها الأهل والأحباب في قرى (السريحة وأزرق والهلالية) بولاية الجزيرة الخضراء، جراء الاعتداء الغاشم الذي شنته (مليشيا آل دقلو) الإرهابية على المدنيين العزل. حملة انتقامية شرسة استُخدمت فيها كل أنواع الذل والإهانة ضد أهلنا الكرماء في قرى الجزيرة شرقها وشمالها ووسطها، تحت مرأى ومسمع مؤسسات المجتمع الدولي الإنسانية والحقوقية حول العالم. لقد ثبّت لنا بما لا يدع مجالاً للشك أن أيدي هذه المؤسسات ملطخة بدماء الأبرياء في ولاية الجزيرة الجريحة، نتيجة غض الطرف عن انتهاكاتهم وإذلالهم للمدنيين.
ويشاركهم في هذه الحملة الانتقامية المكون الجنجويدي (قحت/تقدم) المتدثر بثوب المدنية الكاذب، وقد ظلت تمد يد العون عبر الحبل السري لمليشيا آل دقلو الإرهابية، بإزاحة الغموض وتوطيد أقدامها بصناعة المواقف داخل دهاليز المؤسسات الأممية المعنية بحماية المدنيين، وذلك عبر تجيير الواقع وكأنه صراع بين مؤسسات عسكرية فقط، وأن المدنيين لا صلة لهم بما يحدث.
كل ذلك من أجل عدم إدانتها أو حظرها أو إدراجها في قوائم العقوبات الدولية، أو التعامل معها كمنظمة إرهابية. وتتصدّى لكل ذلك مجموعة قوى الحرية والتغيير، التي سممت الأجواء الدولية وجعلتها لا ترى السودان وكربه إلا من زاويتهم الموبوءة بداء العمالة والارتزاق.