وعد الحق امين يكتب..نجوم في زمن الحرب ( جرد حساب )
وبمثل سيسجل التاريخ صحائف سوداء لنجوم نكصوا عهد النجومية ولم يراعوا حرمة الوطن الذي صنع منهم نجوماً، سيخلد بالمقابل مواقف مشرفة لنجوم لم يتوانوا عن واجبهم. فالنجومية لا تعني فقط الشهرة، بل تتطلب التزاماً حقيقياً تجاه القضايا الإنسانية والوطنية.
فالنجومية وحدها لا تعطيك الحب، القاسم المشترك هو الوطنية ومساعدة الآخرين. كلٌ على طريقته، هناك أمثلة ونماذج لأبناء الوطن من النجوم النبلاء، الذين زادهم من فعل الخير هو حب الناس وإحساسهم بالوطنية، فكانوا نموذجاً صالحاً للفنان المجتمعي الرسالي.
فما قدموه من فعل الخير لا يقل أهمية عن الدفاع عن الوطن وحمل السلاح، فكل مبادرة إنسانية ووطنية قاموا بها تعكس روح التضحية والولاء وتجسد معاني الوطنية. عبر هذه السلسلة من المقالات التي تحمل عنوان “نجوم السودان – جرد حساب”، نحاول تسليط الضوء على نماذج من نجوم المجتمع ما بعد الحرب. سنعرض بعض ما قدموه للوطن والمواطن. دعونا نحتفي بهذه النماذج المشرفة ونقول لهم (شكراً )باسم كل الشعب السوداني العظيم
طه سليمان « رمزا للوفاء والوطنية »
يحمل في قلبه حبًا كبيرًا لأهله في شمبات، ولم يتردد في مساعدة أهل المنطقة خلال فترة الحرب. ظهر وسط الأطفال وهو يخفف عنهم ويلات الحرب ويزرع في نفوسهم البهجة والفرح. كان بإمكانه أن يخرج إلى أي دولة ويعيش فيها مستورًا ومنعمًا، لكنه اختار الخيار الأصعب، وهو الصمود وسط أهله وعشيرته وإخوته في شمبات، يقف على احتياجاتهم ويخفف مصابهم وينثر السعادة في دواخل أطفالهم. طه ليس مجرد فنان فحسب، بل هو رمز للوفاء والإخلاص. أصر على تقديم الدعم والمساعدة لأبناء مجتمعه، مؤكدًا أن الفعل الحقيقي هو ما يثري الروح ويعزز قيم التكاتف.
شيخ الأمين « وصناعة مواقف الرجال والتاريخ »
ثمة مثل شائع يقول إن “الشدائد تصنع الرجال”، وهو مثل أراه لصيقًا بالشيخ الأمين عمر الأمين، الذي برز اسمه كأحد الشخصيات التي قدمت نموذجًا للإنسانية والتسامح. كان عنوانًا للكرم والعطاء، فالحديث عن الرجل قد يكون فيه إجحاف تجاه ما قدمه وظل يقدمه حتى الآن لأهل مدينة أمدرمان وما جاورها ، فالرجل ظل متسامح ومتصالح مع نفسه، كان مسيّدًه للغاشي وللماشي. صبر وثابر وصمت، وقضى الطرف عن الذين هاجموه. فتح داره لكل محبيه ومريديه، أصالة ونبلًا، عزاءً وكثوةً وطمأنينةً وإطعامًا وتطبيبًا وعلاجًا. شهد له حتى أعداؤه بدماثة خلقه وأدبه الصوفي، الذي كان يحركه لفعل الخير. كان وما زال باسط اليدين، ولم يقتصر دوره على تقديم الدعم المادي فقط، بل كان أيضًا مصدرًا للراحة النفسية للمتضررين من خلال استقباله للزوار. ساهم في تخفيف معاناة الكثيرين الذين فقدوا أحبائهم أو تضرروا من النزاع. كانت كلماته بمثابة تشجيع على الصبر والثبات، ولا نجد ما نقوله فشكرًا باسم كل من يعرف الشيخ الأمين.
«قلعة الجيش» حالة نادرة من التأثير والوطنية الصادقة
جسدت روح المقاومة والانتصار ، ساهمت في دعم الجيش السوداني من خلال كلماتها النضالية التي تلهب الحماس في قلوب الناس ، مما جعلها تتوج الان مملكة بتاج الوطنية والعسكرية ندي محمد عثمان ومع كل من ذكر أعلاه يبقي الوصف الأدق لـ ( قلعة الجيش ) حالة نادرة من التأثير استندت في التمدد علي وطنية صادقة وغيرة و( حب) لهذا البلد
سوهندا عبد الوهاب «انسانية لا تعرف حدود »
لم يكن موقفها الوطني أقل من الآخرين، بل أكثرهم قامة في الرعاية والاهتمام ومد يد العون بسخاء كثيف لم نشهده عند حواء السودان في الأمد البعيد. ما قدمته من مبادرات للأرامل والأيتام والتكايا وخراف الأضاحي وإطعام أفراد القوات المسلحة، أثبتت أن الفعل الإنساني لا يعرف حدودًا.
محمد جلواك و « مواقف مشهودة للتاريخ »
هكذا ينبغي أن يكون الفنان، مواقف مشهودة للتاريخ. محمد جلواك هو أفضل نموذج للمشاهير والنجوم، بخطوة إيجابية ووعي وإدراك إنساني وفني عميق سيتحدث عنه التاريخ. نعم، أثبت الرجل أنه يستحق مكانته في التاريخ بما قدمه وما زال يقدمه طيلة فترة الحرب عبر مبادرة نتشايل للارمال والأيتام والمحتاجين والكثير من المبادرات التي قام بها الرجل بتكلفه تتجاوز الـ«250» الف دولار
عاطف السماني «وبصمته في دفتر أحوال التاريخ»
واحد من العمالقة الذين يمثلون أصالة المغني السوداني منذ بداية الحرب، انخرط في صفوف القوات المسلحة مستنفراً. اختار أن يبقى في أمدرمان رافضًا مغادرتها أو إقامة حفلات كغيره من الفنانين، الذين أجبرتهم الظروف على مغادرة البلاد. وظل ملازمًا للجيش في صفوفه الأمامية فهذا الحديث لا يمثل ثقلا أو شأنا إضافيا في حق كل فرد منهم فهم لا يحتاجون الي كلمات ولسنا هنا لاستجداء عواطفهم او نيل رضاهم ، فما قاموا به يتجوب علينا أن نقولها وبكل فخرا وصدق ( شكرا طه سليمان ) (شكرا شيخ الامين) (شكرا ندي القلعة) (شكرا جلواك وسوهندا) فأنتم القادة وقت الشدة التي تثبت من خلالها المواقف شكرا لكل من استشعر المسؤلية فالقائمة تطول والاسماء كثر ننشد حزوهم وحتما سننتصر باذن الله