اعمدة رأي

عثمان البلولة يكتب..خطاب المتمرد حميدتي: إصرار على الفوضى وتهديد للسودان

في خطاب جديد، عاد المتمرد حميدتي ليطل علينا بكلمات ملغومة ومحملة بالتحريض على استمرار الفوضى في السودان. لم يكن هذا الخطاب إلا امتداداً لسلسلة من الخطابات السابقة التي ترسخ الانقسام والتأجيج بين أبناء الوطن. خطاب حميدتي الأخير يضع مزيداً من الوقود على نار النزاع الذي أكل من السودان الأخضر واليابس، وأدى إلى تشظي البلاد وتدهور الاقتصاد وتفشي الفوضى.
رؤية مشوشة وأهداف شخصية
لم يكن غريباً أن يواصل حميدتي في نهجه المعتاد، حيث يعمد إلى تصوير نفسه مدافعاً عن الحقوق ومظلومية الشعب، في حين تتناقض أفعاله مع تصريحاته. فقد بات واضحاً للجميع أن مشاريعه الشخصية، وخططه القبلية، تقف خلف كل هذا الدمار الذي لحق بالبلاد. فالحديث عن الإصلاح والعدالة لم يعد يجدي نفعاً حينما تكون الأفعال على الأرض قائمة على العنف والتصفية الجسدية والترويع.
في الوقت الذي يزعم فيه حميدتي أنه يقف مع “المهمشين” ويدافع عن حقوقهم، لا يمكن إغفال أن قواته الجنجويدية مسؤولة بشكل مباشر عن قتل وتشريد الآلاف من الأبرياء، وتحويل مدن بأكملها إلى ساحات قتال. فهل هناك أكبر تناقض من أن يدّعي شخص كهذا الدفاع عن الشعب، بينما سلاحه موجه إلى صدور أبناء نفس هذا الشعب؟
المؤامرة مكشوفة
ما يقوم به حميدتي لا يمكن فصله عن السياق الإقليمي والدولي الذي يسعى إلى زعزعة استقرار السودان، والاستفادة من موارده الغنية عبر أدوات من الداخل. تصريحات حميدتي ومواقفه تضعه في خانة واضحة: خانة المتآمرين على سيادة السودان. فالسعي لإعادة ترتيب الأوضاع السياسية لصالحه، عبر السلاح والفوضى، ما هو إلا جزء من مشروع أكبر يهدف إلى إبقاء السودان في دوامة العنف.

موقف الشعب السوداني
لكن حميدتي، رغم قوته العسكرية، لا يملك الشرعية التي يحاول أن يزعمها في خطاباته. فالسودان اليوم بات أكثر وعياً وإدراكاً للعبة التي يقودها هذا المتمرد. الشعب السوداني الذي عانى من ويلات الحرب والانقسام لا يمكن أن ينخدع بخطاب مموّه يتحدث عن الحقوق بينما الحقيقة تشير إلى أن حميدتي هو جزء أساسي من المشكلة.
المستقبل بين أيدي السودانيين
اليوم، بات لزاماً على السودانيين أن يقفوا صفاً واحداً في وجه المخططات التي يقودها حميدتي وأمثاله. لا يمكن لأي خطاب أن يغير الحقيقة المرة: السودان يحتاج إلى السلام والوحدة، بينما يسعى المتمردون إلى استمرارية الحرب لخدمة مصالحهم الضيقة. كلما طال أمد النزاع، كلما زادت خسائر الشعب، بينما لا يخسر حميدتي شيئاً سوى المزيد من الوقت.

النيل الإلكترونية

يزدحم الفضاء الالكتروني بالأخبار، وناقليها؛ بجدّها وجديدها.. فما الجديد إذن؟! هي (صحيفة النيل الإلكترونية) وكالة إخبارية مساحتها للكلمة الصادقة، ولا غيرها..

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى