د.جيهان الخضر تكتب..البرهان بطلٌ من الأساطير الشعبية..
ما كنت يوماً اتوقع ان اكتب ولكن وجب أن نخرج من حالة الصمت لأجلك يا سودان وقريباً قناة جيهان على اليوتيوب في بث مباشر عبر الصوت والصورة .
تقول الأسطورة العربية المشهورة التي صارت مثلاً يضرب للصبر وتحمُّلِ الشدائد، أن مِخْرَزاً نُسِيَ تحت الحمولة على ظهر الجمل “والمخرز معروف، يُرى بشكل معتاد لدى صانعي ومصلحي كل ما هو منتوج من الجلد كالاثاث وغيره ، يثقبون الجلد السميك بطرفه الحاد” والمخرز بضغط الحمولة ينغرز في ظهر الجمل، والجمل يمشي وهو ينزف دون شكوى أو تذمُّر، ودن حتى أن يبان عليه، حتى وصل بالحمولة سليمة إلى وجهتها، لينذهل الناس بكمية الدم المتدفق، ليعرفوا بعدها وبأثر رجعي مقدار الصبر والبطولة والتضحية.
ولقد صيغت هذه الأسطورة بصيغ مختلفة، نشراً وشعراً وحَكايا، وربما الصياغة الأكثر إبداعاً كانت لشاعر العراق الراحل، عبد الرزاق عبد الواحد، في قصيدته المطولة “صبر أيوب” وجاء في مطلعها بقليل من التصرف والإحلال والإبدال.
قالوا وظَلَّ.. ولم تشعر به الإبلُ
يمشي، وحاديه يحدو.. وهو يحتملُ..
ومِخْرَزُ الموتِ في جنبيه ينشتلُ
حتى أناخَ ببابِ الدارِ إذ وصلوا
وعندما أبصروا فيضَ الدِما جفلوا
صبرُ الجبالِ … صبورٌ أنتَ يا بطلُ!
تُرى هل هناك نموذج الآن يجسد هذه الأسطورة، مثال ما ورد في الأهازيج الشعبية “البشيل فوق الدبر ما بميل” نعم هناك ولا يحتاج الأمر للتلفت كثيراً، فأولئك الذين يعملون بطاقة الجن وصبر الأنبياء، أبطال سيخلدهم التاريخ وسيروي بطولاتهم وتضحيتاهم للأجيال القادمة، القوات المسلحة والأمن والشرطة وبقية القوات النظامية، والمستنفرين، وكل أولئك الذين آمنوا ووثقوا بجيشهم ووحدة بلدهم، وانتصاره على التتار ومغول العصر “الجنجويد” والخونة والعملاء من المتعاونين والمرشدين، ويعقدون العزم ويشمرون السواعد لإعادة إعماره..
اما حادي هذه المسيرة ومن غير ما نفاق أو تضخيم للذات، أليس هو الفريق البرهان؟ بالطبع هناك من سيرفع حاجب الدهشة، من المتأثرين بالسوشيال ميديا والدعاية السوداء التي يبثها القحاطة وعملاء الإمارات وأبناء زايد نفسهم ، والمغيَّبين من ذوي الوعي المشوَّش.
ولكن هكذا قدر الأبطال يغشون الوغى ويعفون عند المغنم، وهذا ديدن هذا البرهان، يتقدم عندما يزوَر الآخرون عند الإقدام والمواجهة، وتكفي الإشارة إلى تلك اللحظة التي توقفت فيها الأنفاس، واحتار الدليل وانعدمت الخيارات، فيمن سيحمل سك العزل للرئيس البشير، ويبلغه بقرار انحياز القوات المسلحة إلى جماهير الشعب السوداني، فانبرى لها الفتى النشمي وقال أنا، وحمل روحه على كفه ومضى غير عابئ بالعواقب وما ينتظره من أخطار، فنسبة هلاكه أكبر من نجاته، ولكن صوت الشعب بالنسبة له مقدم وحقه مقدس.
ثم اختاره الشعب لحمل الأمانة، ولم يكن هو الأقدم ولا الأعلى رتبة وفق التراتبية، ولكن كان الأكثر أهلية للثقة، فوضعوا الحمولة على أكتافه، ولكنهم نسوا أو أهملوا أن العديد من المخارز الحادة تحت الحمولة، أي حمولة تلك؟ إنها مسؤولية البلاد والأمة بكاملها، حمولة لا يجوز أن ترتج أو تسقط حتى يصل بها إلى حيث مقصدها، ومحطتها الأخيرة التي ينتظرها الجميع، وهي وطن آمن، وكما يتغنى به الشباب “حنبنيهو البنحلم بيهو يوماتي، وطن شامخ وطن عاتي، وطن خيِّر ديمقراطي”
إذن يا سيدي الرئيس، قدرك أن تمشي والمخارز تغوص في لحمك، تمشي وأنت تنزف، تلك المخارز التي يغرسها من لا يريد لشعب السودان خيراً، وكلبتهم في المنطقة دويلة الشر ، التي لا هي عربية ولا
متحدة، وهي مهددة بالزوال في طرفة عين ، مهما انتفخت وتمددت، فالمكر السيء لا يحيق إلا بأهله، وأقسى من المخارز، المخازي، وهم بكل أسى السودانيون الذين نظير بعض الفتات والفضلات، جعلوا من أنفسهم مطايا تركب عليها فلول التآمر على بلدهم، من القحاطة وبعض مرتزقة الشتات، والطابور الخامس من المرشدين والمتعاونين مع الجنجويد بالداخل.
سر يا سيدي الرئيس ومن معك من المؤمنين إلى غايتك، أمض رغم الألم والمعاناة، فلن ينالوا منك، لا بالاغتيال ولو أطلقوا كل مسيَّرات الدنيا، ولا بالشتائم والسُخرية والتثبيط الذي تبثه السوشيال ميديا والغرف الإعلامية التي تزيف الحقائق، وتنشر الأكاذيب، في دويلة الشر، لن ينالوا منك وأنت مسلَّح بالعزم والإيمان، وحولك هؤلاء الرجال ،
وسيجفل الجميع عندما تنيخ الرحل في بباب الدار، فيضاً من الدم يتدفق، ووقتها ستقدرك الأجيال، فالعبقري لا يعرفه أهل زمانه، ولا يُكرم نبيٌ في وطنه… وسوف يحكي التاريخ عن تلك التضحيات.
غداً الكل يعرف جسارتك وقوه جيشنا السوداني العظيم الذي تصدي لكل هذه المؤامرة وإصاله شعبنا الجميل البطل ،كما سوف يدركون وضاعه وتفاهه ورخصة بعض ساستنا الذين استبدلوا وطنناً ببعض الدولارات ،عموماً سوف يعلمون الكثير .
في الختام وبالدارجي هنالك سؤال؟
شعبنا العظيم نعم هذه الحرب كارثية شردت المواطن وانهكته ولكن ماذا كان سوف يحدث اذا استلم المتمرد حميدتي السودان بتاريخ ١٥ ابريل ٢٠٢٣ ؟بالله عليكم اسألوا انفسكم هذا السؤال وانا متأكده اننا جميعاً سوف نتفق في الإجابة.
( نواصل )