النيل الإلكترونية:متابعات
خِطاب إدانة
السادة المُحترمون،
في ظلِّ الظُّروفِ العَصيبةِ التي يَمُرُّ بها الشَّعبُ السُّودانيُّ، نودُّ أن نلفِتَ انتباهَ المُجتمعِ الدُّوليِّ إلى الجَرائمِ الفَظيعةِ التي تَرتَكِبُها قُوَّاتُ الدَّعمِ السَّريعِ في السُّودان. إنَّ هذه القُوَّاتِ لم تتوَرَّع عن ارتكابِ جَرائمِ حَربٍ مُنَظَّمةٍ ضدَّ المدنيِّين، دُونَ تَميِيزٍ بينَ جِهةٍ أو قَبيلةٍ، مُستَهدِفةً النِّساءَ والأطفالَ بشكلٍ خاص. وتَتمَثَّلُ هذه الجَرائمُ في:
1. مَقتل 22,300 مدني: حيثُ بلغَت نِسبةُ الضَّحايا من النِّساءِ والأطفالِ 72%، مما يعكسُ استهدافًا واضِحًا لهذه الفئاتِ الأكثَرِ ضَعفًا في المُجتمع.
2. إصابة 52,000 جَريح: تعرَّضَ العديدُ منهم لإصاباتٍ خَطيرةٍ تسبَّبت في عاقاتٍ دائمة.
3. تسجيل 3,013 حالة اغتصاب: جريمةٌ بشعةٌ تُرتكَبُ بحقِّ النِّساءِ، مما يعكسُ وَحشيةً وفَظاعةً هذه القُوَّاتِ في تعاملِها مع المدنيِّين.
4. سرقة 288 ألف سيارةٍ وشاحنةٍ ودَرَّاجةٍ نارية: بما يعكسُ حالةَ الفَوضى وغيابَ القانون.
5. الاستيلاء على منازِلِ المدنيِّين في ولايتَي الخُرطوم والجَزيرة*: مما أجبَرَ العديدَ من الأُسَرِ على النُّزوحِ والتَّشَرُّد.
6. سرقة المدَّخراتِ الماليَّة والمشغولاتِ الذهبيَّة*: بهدفِ تدميرِ المواردِ الاقتصاديَّة للأُسَرِ السُّودانيَّة.
7. اعتقال 71 ألف مدني: في ظُروفٍ تُعتَبَرُ الأسوأَ من حيثُ الإساءاتِ البَدنيَّة والنَّفسيَّة، وقد أدَّت هذه الظُّروفُ إلى وفاةِ حوالي 109 مُعتَقَل.
نَتيجةً لهذه الجَرائمِ، شَهدَ السُّودانُ موجةَ نُزوحٍ ولُجوءٍ هي الأكبَرُ في العقدِ الأخير، حيثُ نَزحَ حوالي12 مليون شخص إلى المناطقِ الآمِنة التي تَسيطرُ عليها القُوَّاتُ المُسلَّحة، بينما لجأ 1.2 مليون إلى دُوَلِ الجِوارِ تحتَ ظُروفٍ سيِّئةٍ من حيثُ الأمنُ والخدماتُ، وخاصَّةً في معسكراتِ تشاد وإثيوبيا.
ولا تزالُ قُوَّاتُ الدَّعمِ السَّريعِ تَستمرُّ في قَصفِ وحِصار مدينة الفاشرمنذُ أبريلَ الماضي، بالإضافةِ إلى قصفِ جَميعِ المرافقِ المدنيَّةِ بما في ذلكَ المُستشفياتُ والمدارسُ ودُورُ الإيواءِ ومعسكراتُ النُّزوحِ والمساجدُ. كما تَمَّ نَهبُ قوافِلِ وسيَّاراتِ الأُممِ المُتَّحدةِ التي تَحمِلُ الدواءَ والغِذاءَ للمُحاصَرين، مما يَعدُّ جريمةً إضافيةً تُضافُ إلى سِجلِّ جرائمِ هذهِ القُوَّات.
*نِداءٌ إلى المُجتمعِ الدُّوليِّ والأُممِ المُتَّحدة:*
نَحنُ، في المَركزِ السُّودانيِّ لِحُقوقِ الإنسانِ وحُرِّيةِ الإعلام، نَدعو المُجتمعَ الدُّوليَّ والأُممَ المُتَّحدة إلى:
– *تصنيف قُوَّاتِ الدَّعمِ السَّريع كمنظَّمةٍ إرهابيَّة*: نظراً للجرائمِ المُنظَّمة التي ترتكِبُها ضدَّ المدنيِّين.
– *مُعاقبة الدُّوَلِ التي تدعمُ قُوَّاتَ الدَّعمِ السَّريعِ بالمالِ والسِّلاح*: وفقاً للقانونِ الدُّوليِّ.
إنَّنا نُطالِبُ بتحقيقِ العدالةِ للضَّحايا ومُحاسَبةِ مُرتكِبي هذهِ الجَرائم، وضمانِ تقديمِ المُساعداتِ الإنسانيَّة للمتضرِّرين وتوفيرِ الحِمايةِ اللازمةِ لهم.
ختاماً، نَدعو جميعَ الدُّوَلِ والمُنظَّماتِ الدُّوليَّة إلى الوُقوفِ مع الشَّعبِ السُّودانيِّ في مِحنَتِه والعملِ على إنهاءِ هذه الفَظائعِ وإعادةِ بناءِ السَّلامِ والأمنِ في السُّودان.
أُمَيَّة يُوسُف حَسَن أَبوفِداية
مدير المركز السُّودانيِّ لِحُقوقِ الإنسانِ وحُرِّيةِ الإعلام
الثلاثاء، 3 سبتَمبِر 2024