ياسين عمر يكتب: الجزيرة اسلانج ونصيحة المسيح
مشهد مهيب شاهدناه في أيام نحسات على الشعب السوداني لتخريج جماعة من حفظة القرآن الكريم بمنطقة الجزيرة إسلانج شمالي أم درمان، وأنا أشاهد هذه اللوحة الجمالية الفريدة تذكرت قول الله تعالى: ( إِنَّ سَعْيَكُمْ لَشَتَّى ) ومررت بقصص القران في هذا السياق بين من يسعى ليُعبد الله في الأرض ومن يسعى في الأرض ليفسد فيها ويهلك الحرث والنسل ومن ومن فوائد هذه الحرب اللعينة وتمرد مليشيا الدعم السريع علينا مصداقاً لقول الله تعالى قد توحد الشعب السوداني بمكوناته الاجتماعية والسياسية وحركات الكفاح المسلح خلف قيادة البلاد الشرعية ومؤسسته العسكرية التي قوميتها كافة القبائل والعموديات الأهلية بلا استثناء.
هذا الالتفاف الذي وجدته القوات المسلحة من سواد الشعب السوداني الأعظم بمختلف أعرافه وإثنياته الاجتماعية لم يأتي من فراغ لقد ظلت القوات طوال الليالي والدهور يرفدها الشعب السوداني بالمال والجنود وهي تدافع عن تراب هذا الوطن العزيز جاهدة في تعزيز السلام الاجتماعي مجهدة لحفظ الأمن القومي، يد تنافخ وتدافع وتقاتل وأخرى تبني، لقد ظلت وما زالت مكافحة للجرائم المنظمة، ومخاطر حدود البلاد من الأطماع الإقليمية والدولية ويجد كل مواطن نفسه فيها، هذه المؤسسة الوطنية الخاصلة والتي وقفت شامخة أمام مشروع الخارج بكل ثبات وصلابة ومازالت تواجهه بشرف وأخلاق تمثل أصالة الشعب السوداني العظيم.
هذه الحرب وإن كانت قبيحة في شكلها العام إلا أنها كشفت معادن أناس طيبين لم يبخلوا على الذين اكتووا بنيران التمرد وأجبروا على النزوح من مساكنهم وانطبق فيهم قول الشاعر: “نزحوا لا ليظلموا أحدا لا ولا لاضطهاد من امنوا” فقدموا لهم الخير للناس كل الناس ولسان حالهم يقول إنما نطعمكم ونسقيكم ونوفر لكم الفراش والغطاء والدواء ونعد لكم أماكن قضاء الحاجة لوجه لا الله لا نريد منكم جزاءً ولا شكورا هؤلاء وعلى قلتهم قد اختصهم الله لقضاء حوائج الناس ووفقهم للخير وأجرى الخير على يديهم فسعوا لمعاونة المحتاجين وتفقدهم وقد توعد الله أمثال هؤلاء بقوله “وإن سعيكم سوف يرى” وطمأنهم مبشراً في تمام الآية: “ثم يجزاه الجزاء الأوفى” طوبى لمن جَعلتُ مفاتح الخير على يديْه، ووَيْلٌ لمن جَعلتُ مفاتح الشر على يديْه”.
المنافقون “وما أكثرهم في بلادنا” قد فضح الله أمرهم وكشف عوارهم فهم دائما يسعون في الأرض فساداً مع إنكار ذلك “والله لا يحب المفسدين” ومن صفاتهم في بلادنا يسعون للوقيعة بين الشعب والجيش تارة وأخرى بالتشكيك في قيادة البلاد العسكرية فيلصقون التهم والشائعات في هؤلاء جزافاً ويثيرون كل ما يهدد النسيج الاجتماعي، وتجدهم يتسابقون في الظهور عندما يخسر الجيش معركة من المعارك ويتوارون بعدها خجلاً عندما يحقق الانتصارات على المتمردين، هم يعملون على تحقيق ما فشل فيه جناحهم العسكري، ويضخمون كل مخالفة فرديه يرتكبها أحد جماعة المسلمين ويتحدثون عنها وكأنها الغالب فيهم والسمه الأبرز، هم العدو فأحذروهم وكما قال المسيح من ثمارهم تعرفونهم.