اعمدة رأي

عاصم البلال الطيب يكتب..بعد إنقلاب عربته بالاربعة من زادنا طه حسين للأسافير

مشهد مهيب قبالة ترانزيت لدى مغادرتنا بورتسودان وأشعة شمس الظهيرة تخالط بقايا نسمات شتوية ساحليه ، وجهتنا حليوة عطبرة خليوة ، وفنانو فلاش جهاز راحلتنا كابلى ومصطفى سيد أحمد وأنت سادر فوق ، الإستماع يحدد لونية الشخصية وهويتها الوجدانية ،تشنف آذاننا جنس غنوات
إلاّ باكر يا حليوة
لمـّا أولادنا السمر
يبقوا أفراحنا البنمسح بيها .. أحزان الزمن
نمشى فى كل الدروب الواسعة .. ديك
والرواكيب الصغيرة .. تبقى أكبر من مدن*

كلمات يصدح بها متنبئ الغناء السودانى وتناسب أهداف الرحلة بحثا وتنقيبا فى الثروات الخضراء والزرقاء والحمراء والبيضاء

إخضاع

ونجول من هنا لهناك فى الفلاش لنسمع ونخضع لابدع التصاوير بين كابلى وجبريل فى أحضان إشراق كسلاوى بين أحضان توتيل:

نغم الساقيات..حرك اشجاني..
وهاج الهوي انين السواقى
بين صب في حبه…. متلاش..
وحبيب…مستغرق…في عناق..
ظلت الغيد والقوارير صرعي…
والاباريق بتن في اطراق..
ائتني بالصبوح يا بهجة الروح…
ترحني ان كان في الكاس باق

بالمشرفات

*كنا أربعة فى السيارة ، أنا و زميلى وصديقى برتبة شقيق مصعب محمود والشاب الوثّاب إبراهيم السكرتير المرافق لمدير عام شركة زادنا والمقيم كمديره بالفلوات والخلوات و رابعنا المستثمر الأخضر محمد يعقوب سائق ومالك العربة المقلة و المزمع كب أموال حصاد الغربة فى أرض الوعد والنهر الأخضر قبالة برارى بربر . و من وراء ركبنا يخمسنا الدكتور طه حسين والمستشار بزادنا الفريق بكرى وسائق عربة المدير العام التاريخى الحاذق فنون القيادة لمسافات طويلة . الطريق من بورتسودان لعطبرة يقطع كيلومترات يتطلب عبور بعضها تلاوة الإبل المشرفات ال 114 الممتدحات تبركا فى نظم الشيخ البرعى . سيارة مقلنا خاصته دفع رباعى موديل السنة وإطاراتها على الزيرو وقيادة مالكها محمد يعقوب تسترخيك وانت تستمع لغناوى مصطفى سيد احمد لحليوة أرض النيل والسمر ولأهازيج كابلى ونظم توفيق صالح جبريل ووصفه لليلة تعرفها من وصفه لصبحيتها مستيقظا من نومة على صبوح و الأباريق فى إطراق وغيداء هناك فى الأحلام ضحوك*

*الرهان*

*مقصدنا تلبية دعوة صديقنا الحميم قبل تولى المنصب الدكتور طه حسين للوقوف ميدانيا على رهانه الكبير للتنمية والإعمار من ولايات الإنتاج واتخاذ نهر النيل مثالا والشمالية لو فى المقادير متسع وبراح . وما أنت بفاعل شيئا وبالغ وجهة إلا بما شاءالله . محمد يعقوب مستثمر ومفن فى الإستماع . تستهويه صورة آباريق ليلة جبريل وقد بتن فى إطراق بعد حالة من إستغراق شدهتنا لا نعلم معها لو تخطتنا عربة الدكتور طه وصحبه وكأننا شُراك فى جلسة الليلة وصحوها الضحوك وصخبيها الألذ*

*الإستغراق*
حدث مدوٍ يزلزل فى لحظات سكون الإستماع ويفض حالة الهدوء و شمس المغيب ترتاح فى قمم تلال البحر الأحمر الزرقاء أحيانا والمرهاء والرقطاء مرات بمرور السحاب ، الليل لحسن الطالع بعد لم يجن لطفا يصاحب إنفجار إطار السيارة مصدرا صوتا مدويا ، محمد يعقوب يحافظ بهدوء الإستغراق على رزم القيادة مراوحة بين التسعين والمائة والعشرين والكروزر مغرٍ ، ويتزامن الإنفجار مع خلو الطريق من سيارات لاحقة مقتربة ومعاكسة وعربة دكتور طه تعبرنا ونحن لا ندرى إلا بعد سيطرة محمد يعقوب على سيارته حتى هدأة بف النفث والوحل فى تلة رمل إنحرفت إليها بالإنفجار مغير الإتحاه ، حادث مفجع ينتهى تحت الإطار بينما اربعتنا فى ثبات خاصة انا ومحمد بربط أحزمة الأمان .

*الموثق*

ليس من شاهد يوثق غير الله على لحظات مؤجله فيها اقدار الأنفس والقبض حتى حين . ترجلنا أربعتنا ومحمد يعقوب يهتبل مصادفة فرصة الزيارة الميدانية و يقرر الإنضمام للرحلة على عجل فينسى لدى إستلام العربة تفقد العفريتة والإسبير . والإتصال بعربة الدكتور طه هو المخرج للإستلاف . هرعوا ثلاثتهم لنا قافلين ومسعفين للعربة مبسوطين لتمزق الإطار ونحن سالمين . ولربما فى ذات موضع الحادث بعد نحو اشهر قليلة تنقلب فى ىحلة اخرى عربة الدكتور طه حسين لاربع مرات به وسائقه الوفى ومرافقيه الشباب ومعاونيه المخلصين بحب له ولمهنتهم ، ولكأن بالعربة تثار لكثرة الترحال والتسفار ومشاوير ناس زادنا لا تنتهى للتوسعة ومن قبل الإصلاح وإعادة التأهيل ومن ثم التطوير

الإستشفاء

*لازال اللطف هناك قائما وفى كل مكان بالطبع ليتزامن مع غضبة العربة وهى تتقلب بالأربعة لينجو دكتور طه ومرافقيه إلا من رضوض وكدمات وإصابات طفيفة متفاوتة ابلغها تطال بعض غضاريف ظهر ورقبة دكتور طه و تستوجب الآن الخضوع لعلاج طبيعى لا يثنيه عن بعث رسائل فى صناديق اسافيير السودانيين من مستشفاه ويكلفنى صديقا قبل صحفيا بابلاغها كيف أشاء لإشراك الجميع فى رؤاه وأفكاره ومعاونيه ومستشاريه فى خطط وبرامج النهوض بزادنا ويدعونى مجددا لمرافته ريثما يتعافى لخليوة حليوة السودان. واعجب وليس بى سكر لإهتمام رجل دولة ثم لا اعجب إدراكا بتوافره على صفات القيادة وليس من أدل الرسائل التى يبعثها تباعا فى صناديق اسافير أجراس فجاج الأرض حتى بتن فى إطراق . تباعا وواحدة تلو الأخرى ابلغكم اهم الرسائل التى تبلغنى صوتيا من دكتور طه الموعود طبيا بممارسة مهامه بعد إسبوعين بحول الله و تنفيذ الاتفاق لمعاودة زيارة خليوة ولمعاينة الفرق خلال بضعة أشهر واتمام ما انقطع من زيارتنا دون إطراق بالذى يحلّ حتى تشرق شمس نهضة السودان*

النيل الإلكترونية

يزدحم الفضاء الالكتروني بالأخبار، وناقليها؛ بجدّها وجديدها.. فما الجديد إذن؟! هي (صحيفة النيل الإلكترونية) وكالة إخبارية مساحتها للكلمة الصادقة، ولا غيرها..

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى