أسامه عبد الماجد يكتب..عريس باريس
صحت وزارة الخارجية من سباتها واصدرت بياناً مطولاً، يبعث على الملل قبل يومين، انتقدت استضافة باريس لمؤتمر بشأن السودان، اختارت وبخبث ان يكون غدا ليصادف الذكرى الاولى لتمرد كبير جنجويد الدعم السريع حميدتي.. أعربت الخارجية في البيان عن بالغ دهشتها واستنكارها لانعقاد مؤتمر دون التشاور معها، ومن دون مشاركتها.. رغم ان وزير الخارجية الفرنسي صرح قبل شهرين من الان عن المؤتمر.
وبدأ لي ان ذاكرة الخارجية السودانية ضعيفة او هي مصابة بـ (زهايمر دبلوماسي) – إذا جاز التعبير – فالتاريخ يعيد نفسه، ففي هذا الشهر من العام 2016 تم تسجيل موقف للعداء الفرنسي تجاة السودان عندما استضافت حينذاك اجتماعا لقوى (نداء السودان) وعد وزير الخارجية وقتها البروفيسور ابراهيم غندور مشاركة مسؤول فرنسي في الاجتماع بمثابة “ تأييد ضمني” من فرنسا لمساعي المعارضة لإسقاط الحكومة بقوة السلاح.
مارست فرنسا يومها (الاستهبال السياسي)، وكان رد السفير الفرنسي عقب استدعائة من الخارجية بالخرطوم عدم رغبة بلاده في التدخل في الشؤون الداخلية للسودان فضلا عن عدم رغبتها في استعداء الخرطوم. ولكن بعد ثماني سنوات تكذب الايام فرنسا وهى تتدخل وبشكل سافر في الشؤون الداخلية للسودان بتنظيم مؤتمر.
قالت الخارجية الفرنسية وبكل قوة عين .. مطلوب من المؤتمر تحقيق ثلاثة أهداف رئيسية؛ أولها «الالتزام بتمويل الاستجابة الدولية للحاجات الإنسانية الضرورية للسودان».. وثانيها إحراز تقدم في ضمان وصول المساعدات من دون عوائق، .. وثالثها ضرورة «ألا يطغى عدم الاستقرار في النظام الدولي» على الأزمات التي تؤثر في الأفارقة، بما في ذلك السودان.
ولا ادري كيف واين ستنفذ فرنسا مخرجات هذا المؤتمر.. والذي يهدف لامر واحد لا ثان له وهو اعادة الحياة للمليشيا وقائدها.. خاصة وقد استعانت بالذراع السياسي للمليشيا وقدمت الدعوة لتنسيقية «تقدم» برئاسة عبد الله حمدوك.. رغم محاولتها التموية باعلانها عدم توجية الدعوة للدعم السريع .. لكن حمدوك يكفي وقد ظلت ترعاه باهتمام بالغ.. لأنه يحقق لها اهدافها مثل رعاية الشواذ والمثلية.. بالمناسبة وزير الخارجية الفرنسي الحالي كان متزوج من رجل تم تعيينه الان رئيسا لوزراء فرنسا.. (الحكاية خربانه من كبارها).
ان فرنسا منذ قدوم حمدوك ظلت تقدم له الدعم.. واستقبلته من قبل استقبال الرؤساء ونظمت في عهده الغابر مؤتمر مانحين ولكن خابت نتائجه.. وكانت الاموال التي حققها اقل من اي مؤتمر مانحين دولي عقد في حقبة الانقاذ.. ان الموقف الفرنسي ثابت تجاة السودان رغم تغير الحكومات وهي تستضيف اليوم معارضة مسلحة بقيادة عبد الواحد نور.
كانت الفتيات يغنين:
يا الماشي لي باريس جيب لي معاك عريس
شرطا يكون لبيس و من هيئة التدريس
ولكن باريس التي تباهي بانها عاصمة الثقافةو الفن و الاناقة، هي عاصمة النفاق السياسي والظلام وهي تنظم مؤتمر لاجل عريس تقدم وقحت حميدتي.
ومهما يكن من امر.. فان يديه مخضبتين ولكن بالدم !!.