عثمان البلولة يكتب.. ماذا يريد اللهو الخفي؟

خاض الناس في جدلية حياة وموت حميدتي رغم إنها قضية إنصرافية أراد منها اللهو الخفي شغل الشارع العام، وصرفه عن الدمار السياسي والاجتماعي والاقتصادي الذي أصاب البلاد جراء هذه الحرب التي شنّتها قوات التمرد بإيعاز اللهو الخفي ثم عملائه الذين تربصوا بها منذ أن جثموا على سدة حكمها.
كنت على قناعة تامة ما لم يصدر بيان رسمي بوفاة حميدتي لن أخوض مع الخائضين ، لكن بعد فقدنا لمؤسساتنا التعليمية ، (مراكز البحوث والدراسات العلمية والجامعية والمعاهد التعليمية والمكتبات العامة والخاصة وغيرها) و( المؤسسات الصحية والمستشفيات الحكومية والخاصة)
و(الطرق والجسور و محطات الكهرباء والمياه والطاقة و البيئة وغيرها) واضف إلى ذلك فقدنا العظيم لشباب كانوا منارة العلم والمعرفة وشعلة من العطاء والإبداع المنشود من بينهم العالم والطبيب والأستاذ والبروفسور و الدكتور والبسطاء والأبرياء وغيرهم من مشاعل الوطن.
وإن كان هذا قد مات في سوداننا فإن حميدتي أصبح ميت في وجداننا وفي سوداننا وإن ملأ الأفق صلاحاً وتقوى ، فإن الذي يقاتل ليحيي حلمه لا خير فيه ، و إن الذي يقاتل ليحيا غيره مرحباً به.