عثمان البلولة يكتب..”جابت ليها سرقه سراير”
حكى لي صديقاً يسكن في ولاية من ولايات السودان الوسطى و في قرية من أريافها ذات ليلة هو نائم أستيقظ على أصوات بكاءاً شديد ، وأصغى إليها و عرف بأن شخص ما توفى ، و عادةً في الأرياف يذهب الناس لمكان العزاء ، و صديقي هذا حمل (لحافو) على كتفيه ليدخلهُ إلى منزله ثم عاد إلى ليحمّل سريره فلم يجده واستغرب من ذلك !! (كمان جابت ليها سرقة سراير) تقاضى عن الأمر و أنصرف لمكان العزاء ، الشاهد في القصة إنعدام الأمن فاجعة كبيرة يصعب حلها فردياً .
أتذكر في العام 2009 م ذهبت إلى ولاية نهر النيل وهي واحدة من الولايات التي تنعم بالاستقرار والتعايش الاجتماعي بين سكانها رغم أنها تضم العديد من القبائل السودانية وكانت هي أول زيارة لي، برفقة أعمامي بغرض التعدين في مجال الذهب ، وعند دخولنا لها حلّ علينا المساء وموجات البرد تشتد علينا كل ما مضى الوقت ، توقفنا للمبيت عند أحد الأصدقاء و قام بواجبنا ، وكنت أصغر القوم حمّلت غطائي للنوم على متن العربة، خوفاً وتأميناً من السرقة، وفي مخيلتي قصة سرير صديقي ؛ لكن فاجأني صديقنا الأخر بأنه لا حاجة تدعوك للنوم على متن العربة ، تعجبت !! وسألته لماذا ؟ أجابني نحن هنا نترك عرباتنا دون تأمين ،تعجبت اكثر !! لأننا في الخرطوم وقتها لا نستطيع أن ترك عرباتنا دون تأمين حتى ولو أمام أعيننا.
لم أتعجب من حالة الاستنفار العامة التي أعلنتها ولاية نهر النيل، للتصدي للمتمردين الذين يسعون جاهدين لزعزعة الأمن والاستقرار داخل الولاية، و لو أتبعت باقي الولايات نهجها لمّا أنفرط عقد أمنها وسرقت أموالها و أنتهكت أعراضها أتمنى من باقي الولايات الآمنة التي لم تطأها أقدام التمرد أن تحذو حذوها لتسلم من دنسه ، وحفظ الله الجميع.