فتح الرحمن النحاس يكتب لامفاوضات يابرهان
لن نصدق أن البرهان أو أي واحد في كابينة القيادة العسكرية العليا للجيش، لم يفهم بعد ماذا هناك في (أحشاء) مايسمي (بالمفاوضات) بين الجيش والتمرد، من اهداف اخري (غير ظاهرة)، فإن كان المعلن مايقال عنه المساعدات الإنسانية والممرات الآمنة وغيرها من (خدع)، فإن ماهو (مخفي) يتمثل في مصادرة إرادة الشعب و(تجريم)الجيش و(إحياء) المليشيا المتمردة، و(فرضها) علي الخريطة السياسية للسودان، مايعني تسهيل إعادة إنتاج (فوضي وميوعة) الحكم في السودان، كنسخة مكررة لحقبة قحت المقبورة،فكل طاقم القيادة والبرهان نفسه يفهمون ذلك، فيبقي السؤال الحائر، إذاً ماجدوي هذه المفاوضات العبثية..؟!!..ثم كيف نفهم قول البرهان أنهم ذاهبون للمفاوضات وهو في كل أحاديثة يؤكد علي المضي قدماً في (إبادة التمرد) وأن كل من (خان) سيحاسب وألا تفاوض مع (الخونة) داعمي التمرد..؟!!*
*أليس هو التناقض في المواقف ياقيادة الدولة..؟!! ألم يكن الأجدي رفض التفاوض بأي شكل من الأشكال لحين (تطهير) الوطن من رجس التمرد..؟!! وكيف يطيب التفاوض وهاهي مدني وكل الجزيرة (مستباحة) والنهب والقتل وتشريد المواطنين في عنفوانه..؟!! هل (أوفي) التمرد (بشروط) الجيش وخرج من البيوت والمؤسسات التي احتلها، أو وافق علي فتح ممرات آمنة لإيصال المساعدات الإنسانية عقب كل جلسة مفاوضات سلفت..؟!! وهل تنتظر منه قيادة الجيش أن يلتزم بذلك..؟!! ثم أننا لم نسمع بأي (وسيط) من الوسطاء اتخذ موقفاً قوياً يفضي إلي إجراءآت (عملية صارمة) تجبر التمرد علي تنفيذ ماتفق عليه..!!
*كنا نتوقع من قيادة الدولة أن (تواجه) الوسطاء بهذه الحقائق و(طلب الإجابة) عليها قبل الموافقة علي الذهاب لأي مفاوضات..!!
*قبول التفاوض في هذا المناخ الداخلي (المكفهر) بمعاناة الشعب والنزوح وظهور (نغمات الإحباط) العام تجاه تأخر (حسم) هذا التمرد اللعين، مع إستمراره في التمدد والقرصنة والقتل والتخريب، يشي بأننا في ضعف أو أننا مازالت فينا بقية (جاهلية) من حسن النوايا تجاه هذه المليشيا التي لا إلا لها ولاذمة ولا أخلاق…فنحن كشعب وجيش (متين) نبرأ إلي الله من أي (ضعف وإنصياع) لأطراف خارجية تلهث وراء إنقاذ التمرد من (هلاكه النهائي) بعد أن بلغ الذروة من إرتكاب الجرائم..فكل هذه المفاوضات رغم ماوضع علي طاولاتها من جرائم التمرد، إلا أنها حتي الآن لم تخرج علي شعب السودان بمايشفي صدوره ولانظنها ستفعل ذلك…وعليه فيابرهان وكل قيادة الجيش ، (أركلوا) هذه المفاوضات (العبثية) وتوجهوا ومن خلفكم الشعب لإكمال أبادة التمرد، بإعتبار أن كل (الشواهد) علي الأرض توضح أنه لن يجنح للسلم، والإنصياع لصوت العقل، وابحثوا عن من وراء التمرد وواجهوه بكل الحزم، فنحن لسنا شعب (مهيض الجناح) ولا جيش (مهزوم) ولاخوف فينا إلا من رب الكون، فامضوا بنا إلي حيث ساحات النصر المشرف.