اعمدة رأي

عماد الدين السنوسي – مصر ومفاتيح حل الازمة السودانية

مواصلة لجهود الدولة المصرية في حل الازمة السودانية ونزع فتيل الازمة بين الجيش ومليشيا الدعم السريع وتحركات مصر الكثيفة اقليميا ودوليا بقيادة رئيسها عبدالفتاح السيسي لوضع حدا للازمة السودانية وانهاء معاناة ملايين المدنيين ، توجهت انظار السودانيين خلال الساعات الماضية صوب منبر جدة ، في انتظار ما ستخرج عنه من محادثات وبشريات ترفع الضغط عن كاهل الشعب السوداني الذي فقد أعز ابناءه وممتلكاته فداءا للوطن وتطهيره من الغزو العالمي.

تحركات الرئيس السيسي تعتبر واحدة من مفاتيح حلول الازمة التي مهدت الاجواء لعودة استكمال مفاوضات جدة .
بحسب معلومات خاصة ان الحكومة المصرية قادت حراكا واسعا خلال الايام الماضية لتغيير منهجية التفاوض على اسس جديدة تراعي مصلحة الدولة السودانية وسيادتها والنظر بعين ثاقبه الى احوال الشعب السوداني وما وصل إليه من ظروف سيئة جراء الحرب .

الثقل المصري الكبير ودبلوماسيتها في المنطقة جعلها واحدة من الدول الحاضرة بقوة لحلحلة شفرات تفاوض الجيش ومليشيا الدعم السريع وجلوسهم للتفاوض ، وايضا من اهم اسباب رجوع طرفي الصراع لطاولة التفاوض ، مصر لها علاقات جيدة بالوساطة الامريكية السعودية والتأثير عليهما بشكل كبير وغير مباشر وذلك لما تمتلكه من علاقات وتوازنات إقليمية يمكنها من احداث تغيير واضح في سير المحادثات لصالح الشعب السوداني وسيادة السودان وترابه.

دول الجوار أيضا قادت جهودا من أجل وقف النزاع الدائر منذ 6 أشهر تقريبا، آخرها كانت اجتماعات وزراء خارجية دول الجوار في مقر جمهورية مصر بالامم المتحدة ، وتسعى من خلالها، إلى تقريب وجهات النظر بين قادة الجيش والدعم السريع وتلافي أخطاء المبادرات السابقة.

توقع كثير من السودانيين ضم مبادرة دول جوار السودان إلى منبر جدة باعتبارها احد المنابر الدولية التي ساعدت في تشخيص الازمة ومنعت التدخل الاجنبي وتدويل القضية ، لاعتبارات بانها اكثر الدول تضررا من حرب السودان جراء النزوح وتهديد امنها القومي وتقليل موارد شعبها ، بسبب الضغط التي تواجهه من كثافة اللاجئين .

مصر تعتبر الدولة الوحيدة من مئات الدول التي استقبلت القدر الاكبر وظلت تعامل الشعب السوداني بنفس ميزات شعبها على اراضيها ، وسارعت على اقتسام الخبز والعلاج والماء مع شعب السودان وظلت باستمرار تؤكد بان القضية السودانية جزءا لا يتجزأ من مصر وأن الشعب السوداني سيظل محل حفاوة وتقدير دائمين ، واراضيها ستظل مفتوحة لاجلهم .

سفيرها بالسودان صاحب الكاريزما والوجود الفعال «هاني صلاح» سفير بمواصفات رئيس دولة شكراً يا بك!!

ظل جسرا لعلاقات رفيعة المستوى بين البلدين يتحرك بتوازن مراعيا سيادة السودان ، وامنه لا يتدخل فيما لا يعنيه ، يشعر بالم معاناة اشقاءه في السودان ورغم الظروف الاقتصادية التي تمر بها مصر ، استجاب لنداءات الاغاثة والعون لاشقاءه في السودان بتحريك القوافل والمساعدات الطبية ، الذي يشهد بها كل بيت وقرية بان خير مصر مازال متواصل ، كما أن توجيهاته كانت مستمرة لتذليل عقبات دخول السودانيين التي تعترضهم بالحصول على تأشيرة الدخول مراعيا لظروف المرضى وكبار السن واصحاب الهمم نعم هذه اخلاقه وسياسته وصفات القادة التي يعامل بها مع الصغير قبل الكبير بالف ألف شكر يابك..

كما أن جسور السند والتواصل مازلت متواصله عبر قنصلها تامر منير الرجل الذي يعمل بصمت بعيدا عن ضوضاء الساسة وزخم العمل الدبلوماسي ، مفضلا خدمة الشعب السوداني بنفسه والوقوف على ادق تفاصيل المشكلات للحل مما شكل علاقات شعبية مع كل جميع اطياف المجتمع السوداني رغم قصر مدة استلام ملفه في السودان .

في مصر حيث الشعور بالأمان وانت بجانبك واحد من اشهر قناصلة السودان الذين عملوا في السودان خلال الفترة الماضية ، المستشار احمد عدلي امام ، احد الشخصيات التي كتبت اسمها بمداد من نور يعرفه الصغير قبل الكبير ، بحكم موقعه الرفيع الذي تقلده بمصر مترقيا بعد وظيفته بالسودان ظل قريبا من الشعب السوداني ، ولعل ثبات القرارات المصرية تجاه شعب السودان واحدة من جهود الرجل تجاه اشقاءه في السودان .

مازال عدلي بنفس الهمة وروحه الطيبه ، الذي بدأها في السودان ، يسأل ويتفقد عن احوال اشقاءه مساعدا ، لهم رفقا وعونا ، كان خير رفيق عند ضيق السودانيين ..

إذن هذا الدين في رقبة كل سوداني شريف يعرف معنى الاشقاء الحقيقين ، بعد أن تلفظ الحرب انفاسها ويعود السلام والأمان لوطننا السودان.

ونواصل..

النيل الإلكترونية

يزدحم الفضاء الالكتروني بالأخبار، وناقليها؛ بجدّها وجديدها.. فما الجديد إذن؟! هي (صحيفة النيل الإلكترونية) وكالة إخبارية مساحتها للكلمة الصادقة، ولا غيرها..

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى