اعمدة رأي

أسامه عبد الماجد يكتب..(كلاش) على كتف اميرة

دشن رئيس الوزراء المصري الأسبق رئيس مبادرة اسناد السودانيين المتأثرين بالحرب بمصر د. عصام شرف، امس الاول مقر المبادرة الطوعية التي قامت بدور كبير منذ انطلاقتها القوية.. وتتولى ابنة السودان اميرة الفاضل، امين عام المبادرة.. موقف اخلاقي ووطني منها، وكانها تحمل (كلاشنكوف) وتقاتل الى جانب القوات المسلحة التي كان يقف قادتها موقف المتفرج وقحت تغرس خنجرها المسموم في خاصرة الوطن. وتضايق اميرة في الاتحاد الافريقي
الناس معادن ومعادن البشر تظهر عند الشدة.، فالمواقف تكشف صدق القلوب وصدق الانتماء.. ويظهر صدق اميرة الأن وهي تخوض الحرب الثانية لها.. كانت الاولى في مواجهة قحت والتي بدأت الحريق مثل المليشيا التي اطلقت الرصاصة الاولى.. القاسم المشترك ان المعركتين ضد (الوطن) لا (الوطني) كما صورت قحت وعصابة حميدتي.
عند الخلاف يأخذ الناس مواقعهم.. يظهر المعدن النفيس والانسان خسيس.. كانت اميرة معدن نفيس في الحربين.. بينما الخسة صفة ذميمة تليق بقحت وذراعها العسكري من مرتزقة آل دقلو.. حاربت قحت اميرة وسعت لابعادها من منصب مفوض الشؤون الاجتماعية بالاتحاد الافريقي.. أرفع موقع خارجي يحصل عليه السودان منذ الاستقلال.. لكن خسرت ومن قبلها عبد الله حمدوك.. واصطدموا بانها منتخبة ولايمكن ابعادها.
ابلت اميرة بلاء حسنا وشرفت السودان ومثلته خير تمثيل.. والى جانب انجازها لمهام عملها، كان رئيس مفوضية الاتحاد الافريقي موسى فكي والذي يكن للسودان كل تقدير.. بعكس ماصورته وزارة الخارجية ومحاولات الوزير علي الصادق باستعدائه.. كان فكي يسند ملفات مهمة لاميرة انجزتها باقتدار لخبرتها الطويلة في العمل العام والطوعي والانساني والسياسي.

كانت (بت الفاضل) أقرب للاحتفاظ بمنصبها مثل ابنة مصر د. اماني أبوزيد مفوضة البنية التحتية والطاقة.. والتي وقفت معها كل مصر.. لكن قام حمدوك سرآ بترشيح سيدة لخلافة اميرة كانت مقربة من ياسر عرمان وكانت ضمن فريق حملته للانتخابات الرئاسية في 2010 .. وسيدة أخرى لمفوضية الصحة والشؤون الانسانية.. غادرن باكراً حلبة التنافس الإفريقي لعدم استيفاء الشروط اللازمة المؤهلة للقائمة النهائية.. رغم موجة التضليل العاتية التي مارستها قحت بوصفها لحمدوك بالمنقذ وتارة بالمؤسس وهو المدمر.
خسر حمدوك قبل المرشحتين واظهر جهله وحكومته بقواعد وتكتيك الترشيح للمؤسسات الاقليمية.. وكذلك ثبت جهله بطريقة التعامل مع المؤسسات الدولية، والا ما خاطبوا الاتحاد الافريقي لسحب أميرة واستبدالها.. ان كفاءتها دفعت الاتحاد الافريقي للتمسك بها لعام اضافي رغم انف حكومة قحت.. بعدها حظيت بثقة منظمة العالم الإسلامي للتربية والعلوم والثقافة ( الايسيسكو )، ومقرها المغرب ، مديراً للشراكة والتعاون..ان ماحدث تجاهها كان خيانة وتشوية لسمعة السودان، لكنها انتصرت.
تخوض اميرة اليوم حرب الكرامة بذات التجرد والاخلاص مع اناس كرام في المبادرة من مصر رئيس الوزراء الأسبق د. عصام شرف ومن السودان السفير كمال حسن وسيدة الاعمال المهندسة ازهار مراد والفنان علي مهدي واخرين.
كثيرا ما ارى وجه شبه شديد بين أميرة ورئيس سنغافورة السابقة حليمة يعقوب – اول امراة تحكم بلادها – والتي سلمت الراية لخلفها قبل اسبوع.. اعلنت حسينة زهدها في السلطة وعدم ترشحها مجددا رغم حظوظها الكبيرة في ولاية جديدة.. بينما ضربت اميرة ذات المثال عندما استقالت من منصب وزيرة الرعاية الاجتماعية.. ضمن حالات نادرة الحدوث ايام الانقاذ والتشبث بالكراسي و(الحفر).
كان سجل حسينة حافلاً بالانجازات وكذلك اميرة التي قامت بجهد جبار في الوزارة وقدمت مبادرات وطنية رائدة ومتفردة.. وكانت تدافع عن حقوق الفقراء بشراسة.. يذكر لها الرأي العام مواجهتها لوزير المالية وقتذاك علي محمود في جلسة بالبرلمان وانتقادها الحاد للموازنة.. وعددت الاسباب (إغفال إدخال أسر جديدة في مظلة التأمين الصحي، عدم رصدها لمبالغ لذوي الإحتياجات الخاصة.. وتوقف دعم الاسر الفقيرة). ¤ وطالبت برفع الحد الأدنى للمعاش.. وإعمالا بمبدأ الشفافية تمسكت بصرف أموال الصناديق بصورة مباشرة.. حتى ان الوزير ضاق ذرعا بها وقال انها جاءت لتشكوه للبرلمان.. صدحت اميرة بقول الحق وقالت مقولتها المشهورة يجب التعامل مع هذة الملفات مثل سلعة القمح والبترول.. بعدها وجد المشير البشير استقالتها امامه.. مضت وتركت خلفها سيرة مضيئة.. كحسينة السنغافورية التي تشابهها كذلك في الثقة والتأهيل والانجاز وكذلك في ارتداء الحجاب الذي يزيدهن وقارا ويكسبهن الاحترام والقبول الرباني قبل المجتمعي
ومهما يكن من امر.. اميرة نموذج لسيدة اسلامية معتدلة لم يطعن احد يوما في ذمتها المالية كذبا وبهتانا، كانت واحدة من قلائل شرفوا السودان خارجيا.. ومثلما هزمت قحت، حتما ستنتصر في معركة اسناد المتاثرين جراء حرب المليشيا.. لأنها حرب كرامة يخوضها الشعب الى جانب جيشه.

النيل الإلكترونية

يزدحم الفضاء الالكتروني بالأخبار، وناقليها؛ بجدّها وجديدها.. فما الجديد إذن؟! هي (صحيفة النيل الإلكترونية) وكالة إخبارية مساحتها للكلمة الصادقة، ولا غيرها..

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى