رشان اوشي تكتب..لماذا يتجول البرهان خارجيا!!
يحتاج السودان فعليا لفتح مسارات جديدة لعلاقاته الدولية والإقليمية، خاصة بعد التغييرات المحورية التي فرضتها الحرب، حيث أصبحت الصورة واضحة فيما يتعلق بالجوار الأفريقي والمجتمع الدولي برمته.
وبات واضحا أيضا أن خروج رئيس مجلس السيادة “البرهان” من مباني القيادة العامة واتجاهه لمدينة بورتسودان لهذا الهدف، هو القيام بجولة خارجية ذات مسار مرسوم بدقة لتغيير دفة العلاقات الدولية السودانية، فيما يحقق تطلعات السودانيين، الذين اكتشفوا مؤامرة الإمارات ضد وحدة السودان وأمنه.
زيارة “البرهان” لدول الجوار (مصر وأريتريا)، وقراره بفتح المعابر مع الجارة أريتريا، فيه إشارة واضحة لإثوبيا “آبي أحمد” التي لم تحترم حقوق الجوار، وكان دورها سالبا في الأزمة السودانية، بجانب أطماعها في منطقة الفشقة.
لقاء البرهان مع الأمير القطري، حيث احتفى الأخير بزيارته جدا، وتفاعلت “قطر” بشكل إيجابي مع القضية السودانية، وكانت كريمة جدا في وعودها ببذل كل ما بوسعها للمساهمة في وضع حد لمعاناة السودانيين، ولا بد من الإشارة لأدوار النظام القطري في تحقيق السلام بإقليم دارفور، حيث أنفقت الإمارة ما يقارب (8) مليار دولار في إعادة إعمار دارفور بعد اتفاقية الدوحة للسلام، عبر السلطة الإقليمية التي كان على رأسها السياسي الضليع والنزيه “د. تجاني سيسي”.
جولة “البرهان” تشير إلى أن الرجل كشر عن أنيابه، وبدأ في تنفيذ جولة سحق التمرد.
“البرهان” قائد نخبوي وليس شعبوي، يعلم كيف يدير خيوط اللعبة، حنكته العسكرية بجانب ذكائه المتقد جعلاه قائدا غامضا، ولكنه الآن قرر أن تكون أفكاره مكشوفة للسودانيين، وبات واضحا في مسألة حسم التمرد وإغلاق الباب أمام الأجندة الأجنبية الطامعة في ثروات بلادنا.
جهود عظيمة بذلاها جهاز المخابرات العامة ووزارة الخارجية، في تقويم مسار العلاقات الدولية السودانية، حيث وصلت تقارير ومعلومات انتهاكات حقوق الإنسان المتمثلة في عمليات النهب، احتلال منازل المواطنين، جرائم الاغتصاب، التهجير القسري وقتل المدنيين إلى منضدة محكمة الجنايات الدولية، وبذل جهاز المخابرات جهدا خارقا في جمع المعلومات والأدلة أثناء الحرب، وبذلت وزارة الخارجية جهودا دبلوماسية عظيمة في التنسيق والتواصل مع الجهات الدولية لإدانة قادة المليشيا.
وبالفعل أثمرت جهود المخابرات والخارجية في انتزاع إدانة وزارة الخزانة الأمريكية لقائد ثاني التمرد “عبد الرحيم دقلو” وحجز أمواله.
إذا سيتجه السودان شرقا، بعد أن أحرق الغرب بلادنا، وستكتمل مسيرة الازدهار بمشروع وطني حقيقي وقادة يمثلون آمال وتطلعات الشعب السوداني.