سياسية

ماوراء زيارة محمد بن زايد الي إثيوبيا واثرها علي السودان

النيل الإلكترونية:متابعات

لفهم طبيعة الزيارات التي يقوم مؤخراً محمد بن زايد آل نهيان لعدد من دول الجوار السوداني الحراك و علاقتها بتطورات الاوضاع في المنطقة و مستقبل التفاهمات لابد لنا من ان نعي ماهي حقيقة الاوضاع في الخليج ولماذا تحاول الإمارات مسابقة الزمن لتسيطر علي القرن الأفريقي وموانئه وموارده وماهو موقع السودان في هذه الإستراتيجية؟.

منذ تولي الملك سلمان الحكم في المملكة بدأت السعودية مرحلة جديدة داخليا وخارجياً وتسارعت هذه الخطوات مؤخراً فالجميع يعلم ان الرياض باتت حاضرة بقوة في المشهد العالمي وقادمة بقوة لقيادة الاقتصاد بما تشهده من تطوير وتحديث فهنالك مُدن تبنى ومصانع وطرق وموانئ وقوانين يتم تغيرها وقرارات قوية وكبيرة وتحول كبير في السياسات وانتقال لكل الشركات العاملة في الشرق الاوسط بمقارها الرئيسة للرياض.

باختصار شديد فقد سحبت السعودية البساط من تحت الامارات التي بات الانهيار يتهددها خلال عامين خصوصا ان الامارات لم تعد قادرة على اجتذاب اموال الروس والايرانيين والصينيين والاتراك الذين يمموا صوب السعودية، وتحول كل الدول الخليجية الاخرى نحو دعم الاستراتيجية السعودية فباتت الامارات تغرد وحدها خارج السرب الخليجي وهو الامر الذي تدرك الامارات عواقبه الوخيمة على اقتصادها ووجودها برمته.

ومن هذا الباب جاءت خطة الامارات للسيطرة علي كثير من الدول بسبب الموارد والمؤاني وقطعا هنا نفهم سر تحرك الامارات للسيطرة على السودان لموارده الكثيرة ولموقعه الاستراتيجي ، ولكن أتت رياح السودانين عكس ما تشتهيه الامارات وقياداتها فالجيش السوداني قد افشل مخطط الانقلاب الذي دعمته الامارات والشعب السوداني بوعيه التف حول قواته المسلحة و السعودية قامت بسحب بساط الحلول والمفاوضات لجدة وتركت الامارات وحلفائها في السودان يركضون خلف الاحداث بغير جدوى.

فقحت المركزي قد اصبحت خارج اللعبة وهذا ما صرح به مصدر استخباراتي كبير للمتابعات، ولم يعد لهم حضور وتاثير غير ذلك الميديا والوسائط و مليشيات الدعم السريع وضعها في تراجع كبير وليست لها قيادة مع اقتراب سيطرة الجيش السوداني على كامل البلاد.

قام بن زايد بزيارة لمصر واخرى لتشاد والان يقوم بزيارة لأديس ابابا ولم تخل اجندة كل تلكم الزيارات من السودان ومحاولات بن زايد المستميته للسيطرة على هذا البلد ومحاولات انقاذ الاستراتيجية الاماراتية في القرن الافريقي.

نجح محمد بن زايد في تحيد تشاد وفشل مع مصر لأن مصر تدرك خطورة الاستراتيجية الاماراتية عليها وعلي كامل المنطقة ، فماهو التأثير المحتمل لزيارته الحالية لإثيوبيا الداعمة بقوة للاستراتيجية الاماراتية.

لم يعد بيد محمد بن زايد غير ورقة الحرية والتغيير وهو يحاول حسن استغلالها ليضمن موطئ قدم ينفذ من خلالها لإستعادة السيطرة علي السودان ، وهنا يحاول بن زايد عبر الضغط على الجيش السوداني لقبول شيء من التفاهم مع قوى المركزي.

بعض الأوساط الاعلاميه تحدثت عن محاولات بن زايد فتح جبهة جديدة للحرب ضد السودان في اتجاه اقليم الفشقة وهو الامر الذي بات مستحيلاً مع تطورات الاوضاع الداخلية في الجارة أثيوبيا والتي بتدخل بسيط من السودان ودعم لأي من اطراف الصراع فيها سيكون حكم أبي أحمد ضرباً من الماضي لذلك لن يتورط الي احمد في جبهة خارجية حالياً وقد حاول التدخل عبر النيل الازرق ولكنه فشل ، والقوميات الاثيوبية المتصارعة داخليا من أمهرة وتغراي لا يدعمان اية صراع خارجي حاليا فهم مشغولون بمستقبل أثيوبيا.

ختاماً و علي هامش زيارة بن زايد سيناقش بعض الاجندة الاخرى في موضوع العلاقات بين القوميات الاثيوبية وتطورات الصراع الداخلي وقوات فانو و سيتطرق للعلاقات المصرية الاثيوبية وسد النهضة والعلاقات الاثيوبية الاريترية وميناء مصوع والحرب لكن الملف الرئيسي الذي يشغل بال محمد بن زايد هو ملف العلاقات السعودية مع دول القرن الافريقي وكيفية تحجيم النفوذ السعودي على المنطقة وضرورة السيطرة على السودان ومداخلها بالنسبة للامارات الان تنحصر في ايجاد موطئ قدم لقحت المركزي وايجاد قيادة بديلة لمليشيا الدعم السريع بعد الاجتماع بقياداتها المتواجدة حالياً بأثيوبيا.

النيل الإلكترونية

يزدحم الفضاء الالكتروني بالأخبار، وناقليها؛ بجدّها وجديدها.. فما الجديد إذن؟! هي (صحيفة النيل الإلكترونية) وكالة إخبارية مساحتها للكلمة الصادقة، ولا غيرها..

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى