الباقر عبد القيوم علي..عدت يا عيد و جيشنا أكثر عزةً و منعة
يأتي عيد قوات شعبنا المسلحة الباسلة ال(69) هذه المرة في ظروف إستثنائية ، قاسية و بالغة التعقيد حيث أن جنودنا البواسل يخضون معركة الكرامة و هي المعركة الوجودية ، المفصلية و و تعتبر معركة مصيرية و لذلك لا مجال فيها للتهاون أو المهادنة ، لانها محددة للحد الفاصل في (أن نكون أو لا نكون) ، و نجد أنه و لأول مرة في تاريخ إحتفالات الجيش بعيده ان الشعب يترقب و بشغف شديد هذا اليوم ليحيي فيه جميع ضباط و صف ضباط و جنود و عاملين مدنيين بالقوات المسلحة تحية فخر و إعتزاز ، و محبة و تقدير فائق و إحترام زائد ، عرفاناً من الشعب بأنهم هم المثل الأعلى في العطاء و الفداء و البذل و الولاء لهذا الوطن الغالي .
يأتي هذا العيد و قواتنا المسلحة تخوض أشرس المعارك دفاعاً عن الوطن و شعبه ، و هي تسعى جاهدة في تفتيت تلك الموامرات العابرة للحدود و هم يدكون أحلام أسيادها وداعميها في الداخل و الخارج ، حيث ما زال جنود قوات الشعب المسلحة يقدمون أقوى صور البطولات و التضحيات و هم يجسرون أجسادهم ليعبر الوطن من فوقهم إلى بر الأمان ، راسمين بعظيم تضحياتهم لوحة شرف باذخة في معركة السيادة الوطنية والكرامة راسمين بمداد دمائكم أجمل اللوحات المشرقة التي ستزين صفحات تاريخ بلادي بهذه المشاهد البطولية و من المؤكد ستكون في محل فخر و قدوة للأجيال القادمة ليتعلموا منها أجمل آيات التضحية والفداء .
في هذا العيد الإستثنائي نجد أن هنالك جسور متينة من الثقة قد بنيت بين الشعب و جيشه ، حيث أن الشعب وضع نفسه في صف واحد و خندق واحد للدفاع المقدس عن وجودية هذا الوطن .
ظلت القوات المسلحة في هذه الحرب وهي تقدم أروع الدروس في الوطنية و قد سطرت أجمل الملاحم التي ستكون في المستقبل القريب إضافة لتاريخها في سجل تاريخ السودان الحافل ، و هذه شهادة سيحفظها الأجيال بكل تفاصيلها في هذه الحرب التي إستخدم فيها العدو عبر أبواقه المشروخة و أعوانه الجبناء أقذر انواع الوسائل لزرع الفتنة داخل هذه المؤسسة ، و ذلك بالتشويش فنجدهم قد قاموا بإستهداف أعظم قياداته من أجل القتل المعنوي بمحاولة نزع الثقة عنهم بالأكاذيب و التلفيق و قد حاولوا وضعهم في موضع شك و ريبة عبر محاولات يائسة بصناعة محتوى إعلامي فاسد ليرسخوا عند الشعب صور ذهنية سالبة ، فبدوأ بالقائد الفذ اللواء سليمان بابكر قائد الفرقة 19 مشاة ثم عرجوا للقائد البطل فيصل محمد الحسن قائد الهجانة و ما زالوا في هذا الإتجاه حتى وصلت بهم الوقاحة لصانع النجاح البلدوزر الصامت سعادة الفريق إبراهيم جابر عضوء مجلس السيادة ، و هؤلاء جميعهم من أميز ضباط قوات الشعب المسلحة الذين يعتبرون مدارس للرجولة و القيم و الإباء والشمم ، و هم من أميز حامي حمى هذا الوطن ، و قد أفنوا أعمارهم مدافعين عن عزتها وكرامتها ومنافحين عن شرفها وكبريائها في وجه كل غاز أو معتد ، و لا يمكن ان يضعهم أحد في مكان هكذا شبهة إلا خائن معتد و صاحب أجندة خبيثة ، وكل هذه الأمور باتت معلومة لكل أفراد الشعب السوداني .
أتقدم بأطيب الأمنيات و أحر التهاني لقواتنا المسلحة بمناسبة الذكرى ال(69) ، و هي ما زالت تبلى بلاءً حسنا في ميادين هذه المعركة التي بدأت تباشير نصرها تلوح لنا في الأفق وفقاً لما نراه في ميدان المعركة ، و لهذا وجب على الشعب السوداني الإستعداد و التحضير إلى مرحلة ما بعد الحرب ، و لن يتم ذلك إلا بالتكاتف و ترك الإختلاف و محاولة تفويت الفرصة على المخربين و العملاء الذين يريدون تفتيت بلادنا ، وكما يجب علينا ان نتوحد خلف الثوابت الوطنية و أن ندع نقاط التخالف و الخلاف وراء ظهورنا ، و أن نؤسس لانفسنا مشروع وطني جامع يقود لدولة تسع الجميع .