اعمدة رأي

عثمان ميرغني..الهمّاسون بالحرب

*الهمّاسون بالحرب..*

*عثمان ميرغني*

العسكريون أكثر الناس إدراكاً لمصائب الحروب، وهم –من هذه الزاوية- أكثر الناس حرصاً على تجنبها، ولكن مع ذلك من السهولة أن ينزلقوا الى مستنقع الحرب لأن الذي يحمل عود الثقاب لإشعال براميل الوقود هو ضمير مستتر يهمس في أذن من يملك القلم الذي يوقع قرار إطلاق الرصاصة الأولى .. همسة بريئة أنها ضربة خاطفة وينتهي كل شيء لصالحك.

في حرب روسيا وأوكرانيا وجد الرئيس بوتين من يهمس في أذنه أنها ضربة خاطفة سريعة تصحح فيها الأوضاع وتحرم حلف الناتو من حلف استراتيجي، كلها يوم أو يومان وتسقط أوكرانيا الصغيرة كما سقطت تفاحة نيوتين بالجاذبية، ولكن مرت الآن 14 شهراً ولا تزال الحرب أبعد من أن تُرى نهايتها.. ويدفع الشعب الروسي أول ثمنها قبل الأوكراني..

ولماذا نذهب بعيداً.. هنا في السودان، بالتحديد في حريق دارفور.. كانت هناك ألف طريق سالكة لحل سياسي سهل بلا دماء.. ولكن الرئيس المخلوع عمر البشير وجد من يهمس في أذنه إنها ضربة خاطفة، تثبت قوتك وزعامتك و تنهي التمرد، وبدأت أرجله تغوص في المستنقع شيئاً فشيئاً حتى دخل في حظيرة الألغام الدولية وأصدر مجلس الأمن أكثر من 30 قراراً ضد السودان، ثم أخيراً أحال القضية الى محكمة الجنايات الدولية والتي لا تزال تتربص بالمتهمين لتظفر بهم.. و كان الحصاد المُر أرواح أكثر من 300 ألف قتيل، وملايين المشردين في الداخل والخارج.. وأيتام وأرامل ينتظرون العدالة والإنصاف في الدنيا قبل الآخرة..

وفي النيل الأزرق، وفي لحظة جنونية وجد الرئيس المخلوع من يهمس في أذنه – أيضاً- ويوسوس له أنها ضربة خاطفة.. تنتقم فيها من الذي قال أنه رئيس مثلك.. و صدر الأمر بالحرب ، ثم لم يستطع أن يصدر أمراً بوقفها.. فما أسهل قرار إطلاق الرصاصة الأولى وما أصعب قرار آخر رصاصة..

النيل الإلكترونية

يزدحم الفضاء الالكتروني بالأخبار، وناقليها؛ بجدّها وجديدها.. فما الجديد إذن؟! هي (صحيفة النيل الإلكترونية) وكالة إخبارية مساحتها للكلمة الصادقة، ولا غيرها..

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى