حميدتي الوفاء بالعهود.. الاطاري نموذجاً
يرى كثير من المتابعين ان خطاب نائب رئيس مجلس السيادة الانتقالي لاهالي ورموز وقيادات الريف الشمالي لمدينة بحري كان خطابا شفافا كعادته ودرسا بليغا في الساحة السياسية لتكريس قيمة الوفاء بالعهود و ضرور الالتزام بها، والوفاء المسؤول بالالتزام تجاه ماتم توقيعه من وثائق وخاصة ما أشار اليه من موضوع الساعة! الاتفاق السياسي الاطاري ،الذي ذكر الجميع بالتزامهم به من خلال التوقيع ! بما يحتم عدم التنصل منه او حتي التلميح بذلك حتي لا يفقدو مصداقيتهم امام انفسهم وامام الشعب الذي يراقب وينتظر من قياداته السياسية التوافق علي حكومة مدنية تعمل علي استكمال مسار الانتقال المدني الديموقراطي بالبلاد!
يرى كثير من الخبراء والمتابعين ان الدعوة التي اطلقها نائب رئيس مجلس السيادة بصورة تلقائية تجسد احد المميزات الحقيقية التي يتمتع بها “دقلو” وذلك ما ساعده علي النجاح في كل الاتفاقات التي كان طرفا في ابرامها، نتيجة صدقه ووفائه بالعهود حتى ولو كانت علي نفسه! وهي قيمة اخلاقية كبيرة ظلت محل اشادة ورضا من جميع الذين تعاملوا معه وخاصة الشعب الذي اكتسب في قلوبه مكانا كبيرا نتيحة هذا الوفاء والصدق الذي يتمتع به!
أشار كثير من المراقبين للشأن السياسي الداخلي الي ان الدعوة بالوفاء والالتزام بالتوقيع علي الاطاري بددت كثيرا من غيوم الشك والانطباعات التي تم الترويج لها حول الانصراف عن الاطاري والتنصل منه من قبل بعض الموقعين عليه خاصة بعد تصريحات لبعض رموز المكون العسكري التي ربما فهم منها البعض تلميحات بامكانية التراجع عن الاتفاق الاطاري!
أكد الباحث والناشط السياسي محمد التجاني نوح ان الدعوة بالوفاء للاطاري التي صرح بها حميدتي هي دعوة للوفاء بمطلق العهود والمواثيق المتفق عليها بين الجميع وهي اشارة للمجتمع الدولي الذي ساند الاطاري كما هي في ذات الوقت دعوة لمعالجة ازمة البلاد التي يمثل الاطاري فيها الفرصة الاخيرة لمعالجة اوضاع البلاد المأزومة! وهي تكريس للمسؤولية وتحملها من قبل القيادات والرموز السياسية لتعافي الساحة من خلال الالتزام الجاد بعيدا عن المناورات التي ذُبحت علي اعتابها كثير من البدايات الجادة لتوافقات كان يمكن ان تقود البلاد لمعالجات حقيقية، وهو بذلك يضع الجميع امام مسؤولياته التاريخية فيما يتعلق بمستقبل البلاد من خلال العملية السياسية التي وصلت الي نهاياتها الحاسمة من اجل استعادة الحكم المدني بالبلاد واستقرارها.
تاتي الدعوة بالالتزام والوفاء بالاتفاق والبلاد تمر بمنعطف حرج لاتحتمل معه ادنى هامش مناورة او الاعيب سياسية تقود الي تفتيت البلاد او الى المواجهة بين مكوناتها المختلفة الامر الذي لايعني سوى ضياع الفرصة الوحيدة لتماسك البلاد ونجاتها الي بر الامان!