عثمان ميرغني يكتب: مشروع وادي الهواد
نبدأ اليوم نشر الحلقة الاولى – التمهيدية – لمشروع وداي الهواد الزراعي، والذي تزيد مساحته في المرحلة الاولى عن 2.4 مليون فدان ويعتبر أكبر من مشروع الجزيرة مساحة و المحاصيل التي يمكن زراعتها والنشاطات الاقتصادية الأخرى، ويتمدد في 4 ولايات.
أهمية هذا المشروع تتجاوز الجدوى الاقتصادية لكونه يربط ولايات عديدة و يتصل بأطراف مشروعات زراعية أخرى، وفوق هذا لأنه سيصبح أنموذجاً يحتذى في بقية المشروعات المستقبلية في السودان إذا استطاع تجاوز تحد كبير هو الحصول على رضا وتراضي المجتمعات التي تقع داخل منطقة مشروع الهواد.
إنسان هذه المنطقة كغيره في نواحي السودان المختلفة شديد الارتباط بالأرض من حيث كونها أرضاً بغض النظر عن قيمتها الاقتصادية، ومثل هذا الارتباط قد يصبح نعمة إن أحسن التعامل معه بما يرضي إنسان المنطقة ، وقد يصبح نقمة تعطل المشروع تماماً بل تحوله الى بؤرة خلافات وصراعات إن خابت تقديرات الحكومة في التعامل مع هذا الملف الحساس.
وقد لاحظت ذلك بنفسي عندما نشرت أول تنويه لهذا المشروع أن جبالاً من الهواجس ارتفعت، فللحكومة سجل طويل من الصدامات مع رغبة المواطنين لا تزال آثارها في بعض المناطق حتى اليوم، على سبيل المثال ما تعرضت له قبيلة المناصير عند تشييد سد مروي و تعنت الحكومة في إرغام بعضهم على فك الارتباط بالأرض التي ألفوها وألفتهم واستمدت روحها منهم.
من الممكن أن يصبح مشروع الهواد واقعاً خلال أشهر قليلة، ومن الممكن أن يتعطل، يتوقف الأمر فيه على الطريقة التي يمكن إدارة ملف هذا المشروع خاصة في الجانب المتعلق بإرضاء السكان في المناطق التي يحتويها..
على كل حال ما أعرضه في حلقات هذا التحقيق هو محاولة لوضع كل المعلومات أمام الجميع، ثم النظر في الفرص والتحديات و محاولة دفع فكرة المشروع ليصبح الأنموذج الذي تحتذي به بقية مناطق السودان.