عجيب زمن المك عجيب
صديق دلاي
مربوطا مع حالة السيولة الأمنية ومن عالم تسعة طويلة وبقية الإنفلات الأمني ظهر المك عجيب أول أمس في أم بدة بحشد كيفما أتفق مواصلة لتهديد المجتمع والدولة والأمن العام , توعد المك عجيب بالكثير والمثير وقد نفهم تمردا عسكريا ومعارضة سياسية ولكن كيف نفهم الكلام العجيب من المك عجيب إلا قتله في مهده وإلا فقدنا وئام السودان
كنا صغار وأمامنا شيخ الحلة والعمدة وحتي الصمد مع المزارعيين حكاية من الضبط والربط والهيبة والإستقامة , وكان شيخ الحلة أقوي من ضابط الشرطة ورئيس المحلية ويغشاه عند المساء في بيته مترامي الأطراف ذو النفاجات والديوان المتاهة , يغشاه أصحاب الحاجات وضيوف الهجعة وعند الملمات يزوره سرا وجهرا المسؤليين للتودد للجماهير لتمرير خطة او قرار
وفي بيت الإدارة الأهلية تزبح البهائم كرامة وسلامة حينما تصل الأطراف لعفو القاتل رجوة من العمدة والشرتاي والناظر والمك فأصبحنا فجأة أمام إدارة أهلية نسخة السلطة تقف ضد ثورة في حجم ثورة ديسمبر وتجلس أيام بلياليها في جبلونات معرض الخرطوم وتقف في صف المراتب والموز ثم تباع وتشتري بالبوكس التايوتا وتجدها ذات مساء مع السيد البرهان لعرقلة مسار الثورة وهي لا تعلم أنها وقود لحريق الثورة وفي كل مرة تسلم الثورة المجيدة و تدخل خصومها بيوت العنكبوت
وسمعنا التساخر من دعوة أحدهم يتحدي السيد فوكلر بطرده وهدم التسوية وهذا جهل مريع يستحق الرثاء الكثير علي إدارة أهلية كانت ضمان عظيم لسلام إجتماعي وكانت حقيقة وطنية باينة وسلطة قوية بين منسوبيها لا تعرف بوابة السلطان و الوزير بل هم من يأتوأ لها متوددين ليس علي طريقة حميدتي والبرهان لشراء حاضنة وجماهير لإكمال سرقة ثورة مجيدة بل أيضا إهانة لمكون مهم في النسيج والسلطة الوطنية فمن نعزي في هذا الفقد الجلل
وأخيرا شهدنا مقدمة الجحيم بتولي وزرها نفرا من نسخة السلطة وجيل الأفندية حينما أتت بهم الإنقاذ البائدة بديلا للإدارة الأهلية المؤثرة والقوية بعيدا عن السلطة والجاه وبوكس التايوتا وهدايا طلاب السلطة المعروفين وهم يتحدثون مع تلك النسخة عبر حقائب المال وما أقساها من إهانة وإدانة
شهدنا مقدمة الجحيم , والمك عجيب يتوعدنا بإخلاء الخرطوم بكونها من ممتلكاتهم وأنه سيعيد بوكس حميدتي ثم أشار لفعلة ترك وأنه سيغلق الخرطوم أيضا وخرج الدباسيين بكلام له ذات الطعم والنهج وهنا ينشط حمالة الحطب لتدمير البلد بكونهم خارج السياق بفعل ثورة ديسمبر وقوة التغيير
نعيش كل هذا التراجع في زمن نضرب مثالا من يوغندا وهي تنتصر علي الإيدز وكينيا تحتفل بالتداول السلمي للسلطة والصومال تودع الجوع وتبني وطن من فولاذ بينما جيبوتي تزدهر وتشاد تستقر و رواندا حكاية وإعجوبة من السلام والرفاهية وعندنا المك عجيب يهددنا بإغلاق الخرطوم وتخريب التسوية والبوكس أية من أيات التراجع المخيف للإدارة الأهلية القديمة
أن التغيير والوعي الذي قدمته ثورة ديسمبر وجيل الشباب الوثاب لن يترك هذا التراجع المخيف يكمل هدفه وسيكون الرد من عالم ودنيا (حا نبنيهو) والغيث بدأ بقطرة وهناك إشارات واضحة بتنجيح التسوية وهزيمة تفكير العصور الأوسطي والتقدم بالسودان الذي تجمع في صندوق وجغرافية القيادة العامة وغنا للوطن بكل اللغات والأناشيد , الفاشر تحي عطبرة وعطبرة تغني للفاشر , وإنفجار الفرح من الوجدان السليم رغم أنف عجيب ومن خلفه.