
قرار تعيين اللواء عباس محمد بخيت نائباً لمدير جهاز المخابرات العامة، هو تقدير مستحق لرجل دولةٍ صقلته التجارب، وأكسبته ساحات العمل الخارجي قدرة نادرة على الموازنة بين الصرامة الأمنية والحنكة الدبلوماسية.
لقد ظل عباس بخيت صوت السودان العاقل في المحافل الإقليمية والدولية، يبني جسور الثقة حين تتصدع، ويعزز حضور البلاد في ملفات طالما أراد الخصوم تغييبها.
اليوم، وهو يتقدم الصفوف إلى موقع نائب المدير العام، فإنه لا يضيف فقط خبرة رفيعة، بل يضع رصيداً وطنياً ضخماً في خدمة الدولة، ويسند القيادة العليا للجهاز في واحدة من أدق المراحل التي يمر بها السودان.
اللواء عباس بخيت يمثل جيل الضباط الذين فهموا أن الأمن ليس جدراناً مغلقة، بل هو حضور في قلب الدبلوماسية، وشبكة علاقات تحمي البلاد كما تحميها القوة الصلبة.
إنه اختيار في توقيت دقيق، ورسالة بأن السودان ما زال يملك رجالاً قادرين على الجمع بين الحزم والرؤية، وبين حماية الداخل وتعزيز الصوت الوطني في الخارج.