حوارات

الراحلة (جريزلدا) زوجة البروفسير العلامة السوداني عبد الله الطيب في اخر حوار قبل وفاتها …البروف عبدالله الطيب مات مسموماً (بالأحزان)


تزوجته في السر خوفاً من أهلي وعرفت في شخصه (الله)…

جائزة الملك فيصل سارعت برحيله وشعوره بعدم الوفاء من بلاده (أغتاله معنوياً)…
عانى من التهميش وعدم الإنصاف حتى في آخر أيامه..!!

أهديته عمري وشبابي وضحيت بأهلي ودياري وحفرت قبري جواره…
أنا دايره الشعب السوداني يفتخر بنفسو وعزتوا والثوب القومي شرف وكرامة…

طبعنا متقلب وحاد وكان الحب القاسم المشترك لحل قضايانا ومشاكلنا…
بعض المثقفاتية جعلوا من الطيب صالح رمزاً للأدب والفكر وتجاهلوا عبدالله الطيب لأهداف غير معلومة. .

الحقوق لا تهضم وإن طال أمدها والتاريخ لا ينسى وإن تم تغييبه عمداً….

نميري حاربه جداً وتم طردنا من جوبا عشان خاطر بعثه أمريكية…
متواصلة مع أهله وعشيرته وللدامر والتيمراب خواطر وذكريات…
هذه قصتي للبشرية والأجيال ودرس من دروس التضحية والحب…

أعيدوا الغزل والنسيج وأحفظوا التراث قبل أن يفنى أو يُسرق…
إحدى قصص العشق الأسطورية السودانية لا تقل عن حكايات ألف ليلة وليلة وتبعياتها من النوادر العاطفية أمثال قيس وليلى روميو وجوليت عنتر وعبلة وهنا التاريخ يهدينا قصة جديدة للبشرية وللعالم وللتاريخ وللأجيال بطلها عاشق بدرجة (بروف) العلامة والمفكر (عبدالله الطيب) والفاتنة الإنجليزية (جريزلدا)

فصولها التضحية ودروسها التمسك بالاختيار والقرار.. الحسناء التي تخلت عن وطن كامل يعج بالأنوار والأزدهار الهدف فيه واضح والحلم فيه فسيحاً متوجهة بقلبها إلى بلاد تموت الأزهار من شمسها زادها ودافعها رجل سوداني أمنته على نفسها وأحلامها فخلدت قصتهما في التاريخ السوداني المعاصر
ارتبطت به روحياً وفكرياً، فأصبحت في خاطره ووجدانه هياماً يطوف حوله إلى أن فارق الحياة جلست معها للتوثيق فكانت كما النسمة في سلاسة حديثها فاتحة خزائن أسرار تاريخية ومصيرية في رحلتهما معاً حتى الآن..
حوار: علي أبوعركي

بالمعايشة والتجربة ماذا أنت قائلة عن الحياة السودانية بماضيها وتنبؤات مستقبلها؟
في الماضي كانت الحياة بسيطة وجميلة ألا أن هناك تحولات حدثت جعلتها تدور في حلقة دوران غير مفهومة وعلى سبيل المثال كان هناك مشهد يؤثرني وهو منظر الطلاب وهم يرتدون الأبيض بالجلباب الناصع قمة الروعة.. وكمساهمة عامة حتى الجمارك كانت تعفي قماش هؤلاء الطلاب دعماً للتعليم..

إلا أن قدوم محيي الدين صابر من مصر وهو مسؤول عن ملف التعليم حرمنا من تلك اللوحة التي كان يرسمها الطلاب بهندامهم الأنيق والجميل فقد اتخذ عدة قرارات غير مدروسة كان أولها استبدال الزي، فقد تحول من الجلباب إلى القميص والبنطلون لم يقف على ذلك حتى كتب الأطفال كان يأتي بها من مصر وهذا اختيار ليس في مكانه، لأنه يفرق ويفقر طبيعة وميول هؤلاء الأطفال ولا يعزز ثقافتهم بموروثهم ومكتسباتهم وامتدت تشريعاته حتى العطلات.
فقد وضع الإنجليز العطلات في شهور بعينها بصورة مدروسة ودقيقة قبل قدومه كانت العطلات من شهر 7_ 4 حتى يتسنى لهؤلاء الصبية مساعدة أسرهم في أيام الحصاد آنذاك وحتى 4 لأن تلك فترة الصيف وفيه يأتي السحائي والرمد وبعد استبدال هذه الشهور ماذا حدث أصاب السحائي كمية من الطلاب وحرمهم من السباحة ورفاهيات السينما وهذه بعض من القرارات تسببت في تحولات الحياة السودانية..

ارتبط ردك بجزئية كبيرة عن الثوب السوداني لماذا؟
لأن الثوب القومي يمضي نحو الاندثار وللحقيقة هو جميل ويجب الاعتناء به والمحافظة عليه يكفي تميزه عن غيره من الشعوب.. ويجب ألا يقف حده بالمحافظة عليه فقط يجب أن يسعى لتطويره وممكن تقول (أنا دايره الشعب يفتخر بنفسوا وعزتوا والثوب القومي شرف وكرامة)، وصراحة مظهر الشارع العام بقى (بايخ ) (لبس كيف كيف طلبة الجامعات شكلهم كيف كيف) يجب أن يسعى القطاع العام والخاص والمؤسسات التربوية إلى تشجيع الانتماء والقومية..

كيف تم اللقاء بينك والبروف عبدالله الطيب وأين كان ذلك؟
بدأت الحكاية عندما كنت طالبة في جامعة لندن كلية الفنون الجميلة وللتدرج أكثر من ضروريات الكلية أنه حتى تتخرج بالدرجة البكالاريوس يجب عليك المرور بعدة تخصصات (يوم فلسفة ويوم رسم ويوم للتربية) في محاضرات التربية جاء وفد من السودان للدراسة بقسم المستعمرين كان ذلك في العام خمسة وأربعين

بعد الحرب العالمية الثانية تكون الوفد من مجموعة أذكر منهم أحمد الطيب محمد علي الشفيع شوقي وآخرون البروف كان من أعضاء هذا الوفد..
*أين كان زواجكما في انجلترا أم السودان وبأية طريقة تم السودانية أم الإنجليزية؟

في البداية الأمر كان الزواج في السر وتم الزواج في إنجلترا بصورة مدنية بواسطة محكمة الأحوال الشخصية لم يكن معلناً حتى لأسرتي وعندما علموا بذلك أصابهم إحباط شديد جراء ذلك نسبة لشكل الاختلافات التي كانت بيننا ولكن إصراري على الاختيار والقرار الذي اتخذته حوّل الزواج إلى أمر واقع وبعد ذلك أشيع أمره على نطاق أوسع..
أكثر الخصائص والجماليات التي مثلت عنصر جاذبية ودعتك للارتباطات به؟

ثقافته العالية وقدرته الفائقة على الاستنتاج والتحليل وقراءة الأحداث والمستقبل، كاريزمته الساحرة التي تشدك إليه وتجعلك هائماً في عوالمه وعن جماليته أسنانه ناصعة البياض وملامحه التي تظهر قوته وتصالحه مع نفسه والآخرين فهو بسيط غير معقد دائم التفاؤل والأمل راضٍ عن نفسه وما قدمه، محب لماضيه.
بعد الارتباط هل صار البروف (خواجة) أم أصبحتي سودانية؟

لم يصبح البروف خواجة ولم أصر سودانية كلا منا تمسك بمفاهيمه ومعتقداته، كونا ثقافة مبنية على تحمل الآخر واحترامه ومن ثم العمل على إضافة وتطوير بعضنا البعض وهذا ما ساعد في استمرارية وطول العلاقة التي جمعتنا مع بعض وأرى أن من الضروري أن تنشأ صياغة تفاعل وتعامل مع كل شريكين حتى يثمر ذلك مودة ورحمة بينهما..
*كيف كان العلامة يقضي يومه وما السمات البارزة في حالته المزاجية وطبعه؟

يبدأ برنامجه بالذهاب إلى العمل الذي يأتي منه بعد منتصف اليوم يتناول وجبته ويخلد لساعات من النوم شاي المغرب عندنا من الأساسيات التي لا أتنازل عنها ويحبذ النوم على السطح دون الغرف يقضي جزءاً من وقته في القراءة والاطلاع، يحب السينما والأعمال المسرحية.. وواجبي تجاهه ترتيب كل المتعلقات بداية من ملابسه وسكناته واختيارات أزيائه وكل ما يتعلق بالمظهر العام.. محب للسباحة ويجد ضالته في الزوارق.. وسباح لا يشق له غبار وبالنسبة لطبعه فهو متقلب وفي بعض الأحيان حاد وأنا كذلك ولكن كان الحب هو القاسم المشترك لحل كل قضايانا ومشاكلنا وهو ما يدعونا دوماً للتخلص من الثغرات، وهذا ما جعلنا سعداء.
*الثقافة والعادة السودانية تحتفي بالحوش والديوان لكثرة ضيوف البيت السوداني كيف تعاملتي مع هذا الواقع إبان فترة قدومك؟

أنا أحب هذا النوع من الترابط تعاملت مع هذا الواقع بفرح شديد لأنه قدم لي نوعاً آخر من شكل التعامل والتواصل الإنساني لم يمثل لي أية عقبة بل كنت حريصة للاندماج والانغماس لفهم المزيد من خصائص هذا المجتمع الجميل..

النيل الإلكترونية

يزدحم الفضاء الالكتروني بالأخبار، وناقليها؛ بجدّها وجديدها.. فما الجديد إذن؟! هي (صحيفة النيل الإلكترونية) وكالة إخبارية مساحتها للكلمة الصادقة، ولا غيرها..

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى