اعمدة رأيحواراتفنية

عثمان ميرغني يكتب..”كونفدرالية النيل”

وزير خارجية الشقيقة مصر الدكتور بدر عبد العاطي زار أمس بورتسودان والتقى رئيس مجلس السيادة الانتقالي الفريق أول الركن عبد الفتاح البرهان.. سلمه رسالة من الرئيس عبد الفتاح السيسي.. وبالطبع كان في ضيافة وزير خارجية السودان الدكتور علي يوسف.

التصريحات المشتركة حملت الكلمات المعهودة عن العلاقات الوثيقة بين البلدين إلا أن التوقعات تشير أن مصر تتطلع لحل سريع للأزمة السودانية عبر الحوار السياسي الذي يسمح للجميع أن يكون جزءا من الحل بدلا من المشكلة.

مصر نجحت في عقد لقاء للقوى السياسية السودانية المتباينة في شهر يوليو  2024 وترغب في تطوير تلك الخطوة لمزيد من التفاهمات التي تضع لبنة بناء مؤسسات الدولة السودانية بعد الحـ؛رب.

و تجتهد مصر في المحافظة على مسافة واحدة من المكونات السياسية السودانية  تسمح لها أفضل وضع لدفع جهود التسوية.. وإلى حد كبير نجحت مصر في ذلك فهي حاليا تستضيف الطيف السياسي السوداني وتفسح لهم المجال في المشاورات والتفاهمات الثنائية والمتعددة التي تساعد في تقريب الأنفاس.

و في تقديري أن ثمرة كل هذا المجهود أينعت وقريبا يحين قطافها.. لتفضي إلى اتفاق سياسي شامل ينهي الحـ؛رب و يستعيد بناء هياكل الدولة السودانية لتمارس نشاطها الطبيعي.

و ربما الأفضل أن تكون العلاقات الثنائية بين البلدين محل نظر أيضا.. حتى تشرق عليها شمس يوم جديد بمجرد أن تضع الحـ؛رب أوزارها.. وفي هذا السياق أقترح النظر في مرحلة جديدة تتجاوز الماضي البعيد والقريب.. لتصنع مستقبلا مختلفا.

اقترح بناء “كونفدرالية النيل” التي تجمع البلدين في ما يمكن أن نطلق عليها “التحالف الناعم” Soft Alliance  .. تقوم فكرته على وحدة الأهداف دون اشتراط وحدة الوسائل.
“كونفدرالية النيل” هي رابطة اطارية تسمح للمؤسسات في البلدين تعظيم العائد عليهما في سياق بناء شراكات منتجة لمختلف القطاعات.

ولأن الفكرة تتطلب التدرج المدروس ستكون البداية من القطاع الاقتصادي.. الذي يسمح ببناء شراكات استكشافية قابلة للتطور التلقائي حال نجاحها.
و لضمان نجاح التجربة يتولى القطاع الخاص في البلدين ضربة البداية في تلمس الشراكات ذات العائد الراجح المحسوس.. بعد توفر البنية التشريعية المناسبة التي توفر ضمانات حقيقية للاستثمارات المشتركة.

ولأن “كونفدرالية النيل” عبارة عن “تحالف ناعم” Soft Alliance
فإن أهم ما يميزه أن العلاقات ذات سمات مرنة.. قابلة لاستيعاب المتغيرات والسياسات التي قد لا تنجح من البداية في خلق البيئة الطموحة.. ولكنها بالضرورة ستتخطى العقبات والتحديات تدريجيا في أفق منظور.

يمكن توليد أفكار كثيرة  في هذا الاطار.. فمن الممكن مثلا تجربة  “التحالف الناعم” Soft Alliance  في حدود جغرافية محدودة.. مشتركة بين البلدين.. قبل تمديدها إلى كامل الرقعة الجغرافية الشاملة للبلدين. أو تحديدها بمشروعات بعينها.. قبل نشرها أفقيا ورأسيا في المجالات كافة.

هذه اضاءة مختصرة سريعة لهذه الفكرة وسأعود بمزيد من التفاصيل الذي يحوي مقترحات عملية قابلة للنظر.

النيل الإلكترونية

يزدحم الفضاء الالكتروني بالأخبار، وناقليها؛ بجدّها وجديدها.. فما الجديد إذن؟! هي (صحيفة النيل الإلكترونية) وكالة إخبارية مساحتها للكلمة الصادقة، ولا غيرها..

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى