اعمدة رأي

مزمل أبو القاسم يكتب..قُم فاعتذر أو اصمت يا عبد الحي!

خاض الجيش آلاف المعارك في حربه المقدسة ضد المليشيا المتمردة الغاصبة، وقدم تضحيات جسام كان وما زال قوامها أرواح غالية ودماء زكية، وزفّ آلاف الشهداء وآلاف الجرحى وآلاف الأسرى، وفارق ضباطه وضباط صفه وجنوده الأهل والأحبة وعافوا متاع الحياة الدنيا ورابطوا في الثغور والخنادق محتضنين سلاحهم، يقاتلون بكل شجاعة وجرأة وإقدام قرابة عشرين شهراً.

وتحملوا وطأة الحصار والجوع والقصف وفقدان الرفقاء ومجافاة الأهل والأحبة دفاعاً عن الشعب والوطن، وما زالوا يفعلون بلا شكوى ولا تذمر ولا منٍّ ولا أذى.

قدّم الجيش تضحيات غير مسبوقة في معركة الكرامة، وقاتل قتال الأبطال في أسوأ الظروف، ومع ذلك خرج علينا الشيخ عبد الحي يوسف مُجرِّداً إياه من كل فضلٍ لأي انتصار، وناسباً كل الانتصارات التي تحققت على المليشيا الغاصبة إلى المجاهدين والمستنفرين وحدهم، وذاك قولٌ كذبٌ ومنكر، لم ولن يصدر ممن عناهم عبد الحي الذي أحيا الفتنة، وشق الصف، ومايز بين رفاق السلاح والخنادق.. نسأله هل سمعت بجندي مقدام وبطل اسمه (عثمان مكاوي ود فور)؟ ألم يكن جندياً مخلصاً في الجيش الذي أنكرت فضله ونفيت تضحياته؟ ألم تسمع بشهداء الحرس الرئاسي الذين افتدوا بلادهم وأهلهم وقائدهم بأرواحهم وأنقذوا وطنهم من السقوط في أيادي الأوباش؟ ألم يطرق سمعك اسم اللواء الركن الشهيد ياسر فضل الله (حافر قبرو) في نيالا؟ ألم تسمع باسم البطل الشهيد، اللواء أيوب؟ هل جاوز سمعك اسم الرائد البطل الشهيد لقمان بابكر؟ هل سمعت باسم الشهيد المقدم سلمان الخير؟ هل سمعت باسم الشهيد وكيل عريف ناصر محمد أمين؟ ألم يطرق سمعك اسم الشهيد العميد طيار حافظ محمد الحسن الشايب؟ ألم يصلك نبأ استشهاد قرابة العشرين ضابطاً برتبة عميد من الدفعة 42 (دفعة الشهداء)؟ لو أردنا إحصاء كل الشهداء والجرحى والأسرى الذين قدمهم الجيش الذي ذممته وأنكرت فضله وتضحياته فسنحتاج وقتاً طويلاً ورصداً مضنياً، فكيف تجرده من كل فضلٍ لأي انتصار تحقق على أوباش آل دقلو والكفيل المعتدي الأثيم؟ ثم.. كيف تطعن في قائد الجيش وتذمه وهو يقود جنده الميامين أثناء المعركة؟ وكيف تكون الفتنة إذاً إذا لم يكن القدح والذم في سعادة الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان (قائد الغر الميامين) طعنةً نجلاء في الظهر للجيش نفسه؟ تحمل قائد الجيش ويلات الحصار مع جنده وقاتل معهم كتفاً بكتف داخل مقر قيادة الجيش، وتحمل عبء تجهيز الفرسان وتسليحهم وتدريبهم وتوفير غذائهم وسلاحهم وذخائرهم، وظل يتفقدهم في كل الثغور ومسارح العمليات، كما تولى تدريب وتسليح المستنفرين والمجاهدين عندما نفروا لإجابة دعوته لهم، فكيف تمايز بينه وبينهم؟ ولمَ تقدح في شجاعته ورجولته ووطنيته وفدائه لوطنه وإخلاصه لشعبه وجيشه؟ هذه المعركة لا تخص الجيش وحده، لأنه تستهدف الوطن كله، وتستهدف المواطنين قبل العسكر، لذلك اصطف كل أهل السودان خلف جيشهم فيها، وأعانوه بما استطاعوا وبما يفوق استطاعتهم، وصبروا عليه في لحظات التراجع والانكسار ولم يكفوا عن دعمه مطلقاً، ولم يشككوا في قدراته، وتفانوا في دعم قادته وغفروا لهم أخطاءهم وزلاتهم حباً في الوطن قبل الجيش، ومن يفعل غير ذلك إما عميل وخائن لا يريد لجيش الوطن أن ينتصر، أو متمرد ومنافق مخذِّل يريد أن يشق الصف، ويوهي العزم، ليخدم أجندة المليشيا وكفلائها وداعميها.. فليختر عبد الحيّ موقعه مما ذكرنا، وليستغفر ربه ويُحسن اعتذاره ويرعوي.. فمعركة الكرامة لا تحتمل سوى صفين.. صف الوطن وشعبه وجيشه الباسل، وصف العمالة والخيانة.. ففي أي الصفين هو؟

النيل الإلكترونية

يزدحم الفضاء الالكتروني بالأخبار، وناقليها؛ بجدّها وجديدها.. فما الجديد إذن؟! هي (صحيفة النيل الإلكترونية) وكالة إخبارية مساحتها للكلمة الصادقة، ولا غيرها..

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى