اعمدة رأي

سالي زكي تكتب..هل التفاوض أم استمرار الحرب  !

الأمر يبدو بسيط ويردده البعض إما ابيضّ أو اسود اماً سلام او حرب ولكن هذه القضية ليست بهذه السهولة في السياسة لا يوجد ابيضّ واسود ولكن الاختيار  مبني علي نهج متعارف عليه عبر التاريخ بالتأكيد دولة مثل السودان تحوي هذا القدر من التنوع الاثني والأيدولوجي والثقافي من الصعب ان يوضع تصور كامل في فتره وجيزة ولكنه ليس بمستحيل.

إذا أخذنا بالتاريخ فحتي التحالفات الكبيرة بين الدول استطاعت ان توحد صفوفها عندما دعمت قضيه بعينها  أو احيانا فكر واحد إذا أخذنا كمثال  المعسكر الشرقي استطاع ان يضع له مشتركات تمكنه من الوقوف ضد المعسكر الغربي ، بالتالي القوي السياسية في السودان إذا تسامت ونظر السياسيين للقضية السودانية بأكثر واقعية من الممكن لهم  إنهاء هذه الحرب في زمن اقل .

الجميل أن هنالك من تحالف تقدم أصبح يقوم بادانة الدعم السريع علانية دون اقحام جهات اخري  كان يدينها مساوي بها وبين هذه المليشيا .لذك وجب التفكير في كيفية توقف الحرب وعند التحليل من الإجابات الأكثر منطقية وواقعية هي أهمية تكوين جبهة عريضة لا تضع أمامها إلا دحر الجنجويد او التركيز علي إيقاف هذه الحرب عبر  مواجهة المهدد والضلع الأساسي في الحرب بالتأكيد هنالك قضايا فرعية ولكن تترك لأوانها .

ستتوقف الحرب عندما تقوم القوي المدنية ذات العلاقات الإقليمية والدولية اي القوي المدنية ذات العلاقات الجيدة بالدول الراعية والداعمة للدعم السريع كالإمارات وبريطانيا  بوضع تصور جديد يخدم تقليل حجم الخسائر وتقليل امد الحرب هذا التصور يركز علي ان   مصالحهم في السودان هي في خطر لان الدعم السريع لن يكون له مستقبل في السودان باي صورة من الصور ولان العلاقات بين الدول تقودها المصالح من الممكن ان تلعب القوي المدنية ذات العلاقات بالإمارات وبريطانية دور كبير تجاة إيقاف الحرب  عبر تعاهدات جديدة تضمن لهم تبادل المصالح مقابل توقفهم عن دعم المليشيا .

احيانا السياسة تستدعي وضع اولويات اذا  اتفقنا انه   لا يوجد أبيض وأسود في السياسة  هنالك لون رمادي يقود الي اللون الأبيض اي الدولة المدنية الديمقراطية لابد ان تمر باللون الرمادي لإنهاء ألحرب .لابد ان تتوقف الحرب والمتبع الآن من القوي السياسية يؤخر توقف الحرب بعدم وضع تصورات منطقية واقعية او حلول جديدة من الممكن ان يتفق عليها،  دائما ما يروج السياسيين الي أهمية دعم موقف محدد اماً الحرب او السلام اماً التفاوض او القتال دون شرح تاريخ كل منهما وكيفة انتهاء الحروب عبر التاريخ وما هي  ظروف انتهاء كل الحروب بحسب معطيات الدول  .

الحروب تنتهي بتفاوض ولكن حتي الحرب العالمية الثانية انتهت بتفاوض بعد هزيمة واستسلام المانية النازية في ارض المعركة إذا الحروب تنقل وتسطر ما يتحقق فعليا  في ارض المعارك  . يذكر البعض رواندا علي سبيل المثال ولكن  الحالة الرواندية تختلف لان الحرب كانت تشمل قبيلتين الهوتو والتوتسي  والجبهة الوطنية الرواندية كانت تمثل التوتسي  بالتالي  تأخذ صفة الشرعية في الحرب امًا الدعم السريع لا يمثل قبيلة ولا جهة سياسية .

إذا التفاوض في كل التاريخ يوثق ويسطر وينقل ما يتم في ارض المعارك لذلك لتتوقف الحرب يحتاج ان يقود الجانب المدني ثورة حقيقية تكتب كيفية كتابة تاريخ وانتهاء هذه الحرب .إذا رغبت القوي المدنية بالحفاظ علي وحدة الدولة السودانية لابد من ان تعي الدرس بانهاء هذه الحرب ودحر الجنجويد اولاً. كفانا إبادة لن يجد السياسيين من يحكمون ، ثم لكل حادث حديث فلنترك بقية القضايا الفرعية لتناقش عبر مؤتمر دستوري جامع بعد الحرب .

النيل الإلكترونية

يزدحم الفضاء الالكتروني بالأخبار، وناقليها؛ بجدّها وجديدها.. فما الجديد إذن؟! هي (صحيفة النيل الإلكترونية) وكالة إخبارية مساحتها للكلمة الصادقة، ولا غيرها..

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى