مدير المخابرات العامة رجل المهام الصعبة
النيل الإلكترونية:تقرير خاص
“حباب الطلة حار بالحيل غيابك”
هكذا استقبل الشعب السوداني عودة جهاز الأمن و هيئة العمليات بالجهاز ما بعد الحرب … لقد كان حل هيئة العمليات وتقليص سلطات جهاز الامن بوابة إختراق السودان وخطأ دفع السودان وشعبه ثمنه باهظا وكانت الضريبه دمار السودان واهتزاز اركانه واعمدته باستغلال واستهداف فئة الشباب .
كان السيناريو واضحا ،،، وكانت الأصوات تعلو بالتحذير من انفلات زمام الامور حال تراجع جهاز الأمن عن المشهد … ويري خبراء أن تقليص صلاحيات جهاز المخابرات وقتها كان وبالا علي السودان في ظل الاحتقان السياسي وحالة الاستقطاب الحاد آنذاك .
رجل المرحلة
ولا شك ان القيادة الرشبدة هي العمود الفقري لاي مؤسسة وقد كان وجود المدير العام لجهاز المخابرات العامة فريق اول امن احمد ابراهيم مفضل علي قمة جهاز الأمن في هذه المرحلة التي تمر بها البلاد وكفاحه المشهود من اجل تقوية الجهاز أمرا معلوم للجميع .
قاد مفضل الجهاز في اوفات عصيبة وجمع شتاته واستعاد قوته وكسر شوكة من يستهدفون السودان، فقد بذل جهاز الأمن في هذه الحرب الغالي والنفيس قدم الشهداء من فئة الشباب وفقد خيرة الضباط الاكفاء وكلما سقط شهيدا منهم زادت عزيمتهم بكسر شوكة التمرد واستعادة كل شبر تم تدنيسه بواسطة المليشيا .
إنفلات العقد
ولما كان جهاز الأمن يعمل بقطاعات أخري كان دعمه للاقتصاد الوطني واضحا بكل مفاصل الدولة ..أحكم سيطرته علي مخربي الاقتصاد ، ويري الخبير الاستراتيجي د. مصعب الهادي أن العقد انفلت بغياب الجهاز وأكد بأن قطاعات عدة بدأت في الانهيار والتهاوي بسبب غياب هذه المؤسسة وقال “حذرنا كثيرا ولم يسمعنا أحد ” وأضاف بأن السودان الآن دفع ولا زال يدفع الثمن غاليا ،وحذر الهادي من تكرار التجربة وطالب بإطلاق يد الجهاز في كل القطاعات السياسية والاقتصادية والمجتمعية حتي ينصلح حال البلاد
. مؤكدا بأن مرحلة ما بعد الحرب ستكون أكثر تعقيدا وتحتاج لمزيد من الضبط والحزم لتفادي بعض الظواهر السالبة .
إسناد للدولة
واكد الخبير السياسي محمد الشايب تطور المفهوم العسكري التقليدي من الجيوش الاحترافية المهنية البحته للتصدي او الهجوم (الدفاع والغزو ) لاسباب تختلف وفقا لطبيعة الحرب واسبابها او دوافعها الي المفهوم الاوسع والاشمل كنتاج طبيعي لتركيبة جغرافيا الدول وتشكلاتها التي تفرضها المصالح المشتركة التحكمية او المتقاطعة او المتنافسة .
اخذ هذا المفهوم ان تكون مكونات الامن القومي للدولة اقتصادية او امنية او سياسية واختصت الأجهزة الأمنية الاستخباراتية بان تكون جزءا اساسيا من العمليات العسكرية النوعية والاسنادية الخاصة للجيش النظامي الاحترافي المهني الذي يتشكل من اركان مترابطة برا وجوا وبحرا وتقانه واضحي مشاركة الجهاز الاستخباراتي ليس معلوماتيا فقط بل يقوم بادوار متنوعة مركزية ولا مركزية فتتجه الدول لاعداد افرادها جلهم بان تكون عالية الجهازية والتجهيز خاصة في المجموعات القتالية المختارة لأداء مهام خاصة وهو ما اتجهت اليه حكومات السودان في العقود الاربع الأخيرة.
ايضا قام الجنرال أحمد إبراهيم مفضل بتحييد كثير من الدول الاوربية وقام بتمليك عدد من الدول الأفريقية كينيا واديس أبابا ولعب أدوار مثمرة في تطوير العلاقات الثنائية الأمنية بين مصر والسودان
خاتمة
سيظل جهاز الأمن هو الرادع الوحيد لكثير من التفلتات الأمنية والسياسية خاصة لفترة ما بعد الحرب،، وسيكون وحده من يستطيع مجابهة التوقعات والقراءات التي تشير الي وجود تفلتات امنية تعقب مرحلة نهاية الحرب . وتفكيك بعض الكيانات التي تعرقل مسار السلم والاستقرار ووضع البلاد في مسارها الصحيح.