حوارات

إبراهيم جابر:حميدتي يضمر لي عداء شخصيا ولم اتابع ما يقول في تسجيلاته

النيل الإلكترونية:أصداء سودانية

مع أجواء الانتصارات التي تحققها القوات المسلحة والقوات النظامية وحركات الكفاح المسلحة والمقاومة الشعبية ، جلسنا إلى عضو مجلس السيادة الانتقالي الفريق إبراهيم جابر  بمكتبه في مدينة بورتسودان في حوار  تناول تفاصيل وخفايا من عدون مليشيا الدعم السريع وانقلابها . كما عرجت على ملفات أخرى مهمة بيّنت جوانب أخرى من الانتصارات المدنية والتنفيذية التي تتصل بالدولة ومؤسساتها المختلفة لا سيما في الجانب الاقتصادي الذي يشرف عليه السيد الفريق ، جهود كبيرة تتصل باعادة الاعمار والنشاط الزراعي والتعديني  وتنظيم حركة الاستثمار وغير ذلك من الجهود التي تصب بطريق غير مباشر في جهود المحافظة على الدولة وقرارها وسيادتها كما هي مبررات حرب القوات المسلحة في خوض الحرب لدحر عدوان المليشيا  .

إلى مضابط الحوار

السيد الفريق نبدأ هذه المقابلة بسؤال إفتتاحي ، ماهو تعريفك لما جرى في يوم الخامس عشر من غبريل 2023م؟

ما حدث هو انقلاب عسكري محض بواسطة وحدة من وحدات الجيش هي قوات الدعم السريع فهي مثلها مثل باقي وحدات القوات المسلحة المختلفة ، القوات الجوية او البرية ، البحرية التي تتبع للقائد العام لقوات الشعب المسلحة  ، تمردت على القيادة وبدأت في تنفيذ انقلاب على القيادة  ، وهذا الإنقلاب فشل وأنتهى منذ اليوم الأول  خلال اربع أو خمس ساعات فقط ، بعد ذلك  تحول لشي آخر ، وهو انقلاب دعمته قوى عالمية وإقليمية وسياسية محلية بتنسيق مع بعض دول الجوار السوداني. وأذكر انني في يوم الاربعاء قبل تحرك المليشيا بثلاث أيام بعد ان عكفت  بدأت في ترتيب ونشر  قواتها واحتلال مطار مروي قلت لعثمان عمليات” كيف تفعل قوة تتبع للجيش ذلك وترتكب هذه الخروقات الكبيرة ، ورد علي بحديث لم يكن مقنعا ، واذكر ان  لمدير الاستخبارات بالدعم السريع اللواء الخير موقفا وطنيا مشرفا وكان يرى بضرورة نزع فتيل الأزمة وبذل جهدا وطنيا صادقا لاحتواء منع الصدام ورجوع وعدم تحرك جنود المليشيا ومحاصرة مطار مروي .  وقد وضح   فشل انقلاب تحول المليشيا إلى مجموع اسرية بعد ان كانت قوات تقع تحت إمرة القائد العام لقوات الشعب المسلحة وإحدى وحدات الجيش السوداني .
وتوصيف هذه الحرب ؟

هذه ليس حربا واحدة ولكنها أربع حروبات اولها القتال الدائر الآن بين المليشيا والقوات المسلحة ، وهناك الحرب الاقتصادية ، كما توجد حرب إعلامية سياسية ، وآخيرا حرب الدعاوى الإنسانية والضغط عبر مداخلها المختلفة .
ماذا عن المسألة السياسية والاتفاق الإطاري وموقعه مما جرى وهل هو سبب الحرب المباشر وتمرد قوات الدعم السريع ؟

الدعم السريع بدا انقلابه بعد فشل الحل السياسي وكان جاهزا لارتكاب هذه المخالفة  وهذه الخروقات ، ولابد من القول إن الاتفاق الاطاري دخلته مجموعات واطراف عديدة ولكن كل طرف بـ ” فهمه “، وكانت هناك مجموعة من الأحزاب  لها رؤية تقوم على تحديد مدة  عشرة سنوات للفترة الإنتقالية ، ومرد تلك المعاونة التي قدمتها هذه الأحزاب للمليشيا بفهم جعل الإتفاق الإطاري طريقا يوصلها إلى السلطة والتي لن تصلها   عبر الجماهير لأنها أحزاب بدون وزن ، لذلك اتجهت لتنتظر من مليشيا بدون برنامج أو منهج ولا مشروع  أن تأتي لها بالديموقراطية عبر البندقية .
والقوات المسلحة تصد لمهمامها وقدمت رؤيتها  وتم التوافق ووقعت على هذا الأساس ، محمد حمدان دقلو مضى الى غرب السودان ونتذكر الزيارات التي تمت له في مقر اقامته هناك وكان فولكر من الزائرين حيث تم ترتيب السيناريو المعروف وتطمينات الغرب لدلقو والوعد بتبييض تاريخه الأسود بعد الخدمات التي قدمها لوقف الهجرة غير الشرعية الى أوربا  . تزامن ذلك مع حديث حول ما حدث في 25 اكتوبر حيث تمّ وصفه بالانقلاب ، ومعروف إن الانقلاب يكون ضد الحكومة المدنية المنتخبة ، وحمدوك لم يكن منتخبا آتينا به وعيّناه وعندما حاول التحرك في المناطق والاتجاهات الخطرة أوقفناه ، الغرب اعطى دقلو الدعم ، فتمّ ترتيب الأمور مع تشاد والنيجر ، واحكم تنسيق التمويل مع الإمارات  لانجاز الانقلاب .
ماذا عن صبيحة يوم الإنقلاب ؟

في التاسعة وخمسة دقائق خرجت من مسكني  إلى منزل جاري ، وفي ثواني محدودة   تم هجوم من قوات المليشيا على منزلي في محاولة لاعتقالي ، حتى افراد حرسي لم يسلموا من الهجوم وتمّ التحفظ عليهم لكنه  خرجوا بإعجوبة ، والرئيس الفريق أول  البرهان  كان بمنزله وتابعتم ما جرى هناك في القيادة العامة حتى خروجه ، وكذلك الفريق ياسر العطاء تمت محاولة القبض عليه من منزله ، وكما قلت إن الامر كان مخطط وبتنسيق عالي لكنه بعد فترة قصيرة انتهي لتبدأ المليشيا في تنفيذ الخطة “ب”.
ماهي ملامح هذه الخطة البديلة التي بدأت المليشيا في تنفيذها إثر فشل الانقلاب ؟
بعد ان تم القضاء على انقلاب مليشيا الدعم السريع اتجهت مباشرة إلى استهداف المناطق الاستراتيجية وتدميرها واحتلالها ثم المراكز الخدمية المختلفة من مؤسسات وهيئات وافرع الكهرباء والمياه والاتصالات والمقار الحكومية ، ولم تسلم حتى دور العبادة من كنائس ومساجد ، وكان عملا ممنهجا ومخططا له بشكل مسبق . وهناك محور آخر من محاور هذه الخطة هو محور النهب والسرقات لمساكن وممتلكات المواطنين والمقار الحكومية ومؤسسات القطاع الخاص بتركيز غريب على دور العلم والمؤسسات العلاجية  ، حتى وصل الأمر إلى اغتصاب النساء وبيعهن في  جرائم لم تحدث في السودان ولم تسلم منها مناطق درافور أو الخرطوم وولاية الجزيرة وغيرها .
وموقف الجيش من ذلك بعد ان تجاوز ما حدث في صبيحة الخامس عشر من إبريل ؟
الجيش السوداني معروف أنه يتمتع بعقلية عسكرية دفاعية واجه عدوان المليشيا ، وسعى بالتمسك قدر الإمكان والدفاع عن مقاره المختلفة ، برغم ان مليشيا الدعم السريع حشدت  220 ألف جندي ومعهم 29 الف محكوم  اطلقت سراحه من السجون التي دخلتها ، فضلا عن مجموعات من اللصوص والعملاء والخونة استقطبتهم في فترات لاحقة  واصبحوا جزءا من قواتها ، مع أمكانيات كبيرة من السيارات القتالية والمسيرات والأسلحة ، كل ذلك وكل ذلك الحشد بدون رؤية او منهج أو برنامج خاص بها .
حاولت المليشيا الطرق على العامل القبلي والإثني ؟
فعلا ، واذا تمّ  تصوير كل القبائل التي يقاتل بعض ابنائها بأنها منتمية للمليشيا فهذا غير دقيق ، هناك منسوبي حجر العسل والقبائل في غرب السودان والفونج ، لكنه لا يعني تمرد هذه القبائل مجتمعة ، بسبب الجهل حاولت المليشيا تحريك الثغرة الإثنية ، ولكن مواطني وشعب السودان واعين تماما ونرى العديد من التنسيقيات من مختلف القبائل نهضت لبيان هذا الأمر ومجابهته ، ولا ننسي ان الحرب اثرت على أكثر من 12 مليون سوداني  10 مليون موجودين في مناطق الجيش او نزحوا الى المناطق التي يسيطر عليها ، الدولة لم تتدخل فطبيعة المواطن السوداني التكافل وتقديم العون فحتى الآن لم نر معسكرات نزوح كما يحدث في  البلاد الأخرى ولم ينتظر النازحين المنظمات لتأتي لهم بالأكل ، واعتمدوا على التكايا وتبرعات السودانيين من داخل وخارج السودان .
هاجمك دقلو  في خطابه  الآخير  وقال انك حاولت قتل اخيه عبد الرحيم بنشر قناصين ؟
انا شخصيا لم اتابع ما قاله عني فهو يتحدث على الدوام بجهل ، وانا شخصيا لم التق به الا مرات قليلة واخرها كان في العام 2019 م ، واعلم انه ظل على الدوام  يضمر لي عداء وكراهية شخصية وبشكل غير طبيعي .
بمناسبة الطرق القبلي والجهوي من جانب المليشيا اعلان قائدها في ولاية الجزيرة محمد أحمد كيكل استسلامه للقوات المسلحة هل من تعليق ؟
تسليم  القيادي بمليشيا الدعم السريع المتمردة  لنفسه مع مجموعة كبيرة من اتباعه ومتحركاته ضربة القاصمة لظهر المليشيا ، وارى إن  خطوة كيكل نتجت عن الضغط المتواصل من القوات المسلحة والقوات المشتركة والمقاومة الشعبية في الجبهات المختلفة  أن استسلامه  سيزيد  من الانهيار المعنوي والنفسي لجنود وقيادات المليشيا .
وماذا عن حركة الاقتصاد السوداني الآن وخصوصا أن  ذلك يقع تحت مسؤوليتكم ؟
هو الآن اقتصاد حرب ، لكن اقول إن ” الأمور ماشة ” عبر الكثير من الجهود من علاقات دولية ومناصرين للدولة ، ونجد حتى ميزانية العام 24 طبقناها كاملة ، وفي الايام القادمة سنعقد ورشة كبرى خاصة باعادة الإعمار لمناقشة كليفة تعويض الخسائر ، ودعوة الناس للتبليغ عن الخسائر التي نتجت عن انتهكات افراد المليشيا التي ثبتت عبر منتسبيها ،ومن حسن الحظ انها ادلة من تصويرهم انفسهم جمعناها وانتجنا منها عدد من الأفلام هي دليل اثبات يمكن ان نعتمد عليه في اثبات الحقوق العامة والخاصة .
النشاط الزراعي لا شك إنه تأثر بهذه الحرب وبالطبع نجد ملف الزراعة له علاقة مباشرة بدعاوى الجوع ونقص الغذاء ، ماذا فعلتم فيه ؟
الموسم الماضي كان ممتازا جدا وتميز بإنتاجية عالية الآن نحن مستهدفين 40 مليون فدان ، 17 ذرة ، 6 دخن ، 4 أخرى في شمال درافور أيضا بمحصول  الدخن ، 6 سمسم  ، 5 فول سوداني ، 2 عباد الشمس ، ونجد ان جزء من حرب مليشيا الدعم السريع هو شن حرب تقوم على سياسة التجويع ، كما أشرت إن الأمر تمت تغطيته بجهود التكايا والمنظمات ، والدولة الآن تتعامل بمرونة من أجل تحقيق مصلحة المواطن وتوفير الغذاء له عبر 7 معابر ، و5 مطارات  ، ونحن نتعامل بفهم واسع  الدول الغربية والمناحين لم يأتو بشي يذكر ولكن نحن جاهزون لاستلام ما ياتي ، ومجموعة من الدول العربية قدمت مساعدات ” كويسة ” نحن نشكرهم عليها . لكن الواقع ان السودانيين ليسوا بجوعى ، وما يجري في الفاشر من نقص في الغذاء سببه الحصار الذي تفرضه المليشيا ولم تستجب .
قلت لنائبة  الأمين العام للأمم المتحدة ان الشعب السودان يأكل محاصيل محلية اذا كنتم جادين في دعمه اشتروا من الأسواق الداخلية الدخن ، الذرة وغيرها ، اشتروا من المرزاعين وقدموها للمحتاجين على الأقل يكون ذلك تشجيع على الانتاج ودعم للإقتصاد واختصارا للترحيل والتوريد .

النيل الإلكترونية

يزدحم الفضاء الالكتروني بالأخبار، وناقليها؛ بجدّها وجديدها.. فما الجديد إذن؟! هي (صحيفة النيل الإلكترونية) وكالة إخبارية مساحتها للكلمة الصادقة، ولا غيرها..

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى