اخبارسياسية

بيان من حزب الموتمر السوداني

القوات المسلحة .. الاستجابة لأصوات معاناة الشعب أم لضجيج أبواق دعاة الحرب؟!

القوات المسلحة .. الاستجابة لأصوات معاناة الشعب أم لضجيج أبواق دعاة الحرب؟!

حملت الانباء اليوم بياناً معنون باسم وزارة الخارجية عبر عن رد القوات المسلحة على دعوة الولايات المتحدة الامريكية لجولة مفاوضات جنيف في ١٤ أغسطس القادم حول وقف العدائيات وفتح ممرات توصيل المساعدات الإنسانية وايجاد سبل مراقبة فعالة لضمان تنفيذ ما يتفق عليه.

حمل البيان مغالطات عديدة حول إعلان جدة وأسس مفاوضات الحل السلمي التي تأسست عليه سابقاً، وهذه المغالطات هي تعبير صريح عن قلة الارادة في الوصول لحل تفاوضي يوقف النزيف المستمر الذي سببته حرب ١٥ أبريل.

وهنا فإنه من المهم التذكير بحقائق واضحة حول محاولات الوصول لحل سلمي عبر منبر جدة في الفترة السابقة:

١- انطلقت مفاوضات جدة في السادس من مايو ٢٠٢٣، بعد ٣ أسابيع من اندلاع الحرب بين القوات المسلحة والدعم السريع بتيسير سعودي امريكي واثمرت التوقيع على إعلان جدة بتاريخ ١١ مايو ٢٠٢٣، وهو اعلان حمل التزامات واضحة من الطرفين واجبة التنفيذ، ومن ثم تواصل التفاوض بين الطرفين وتم الاتفاق في ٢٠ مايو ٢٠٢٣ على اتفاقية وقف إطلاق النار قصير الأمد والترتيبات الإنسانية.

٢- بتاريخ ٣١ مايو ٢٠٢٣ اعلنت القوات المسلحة تعليقها المشاركة في منبر جدة بسبب ما اسمته خرق الهدنة وعدم التزام الطرف الآخر باخلاء المستشفيات ومنازل المدنيين، وفي يوم ٢ يونيو ٢٠٢٣م أعلنت المملكة العربية السعودية والولايات المتحدة الأمريكية في بيان مشترك تعليق محادثات السلام في جدة بين القوات المسلحة وقوات الدعم السريع. وانتقد البيان بشدة أفعال طرفي الصراع في السودان واتهمهما بعدم الالتزام بوقف إطلاق النار وعرقلة جهود الإغاثة والتهدئة.

٣- خلال جولة التفاوض الأولى كانت الحرب محصورة في ولاية الخرطوم فقط، وبعد غياب عن التفاوض لمدة أشهر تمددت الحرب لولايات عديدة في السودان ومن ثم عاد طرفي النزاع لجولة جديدة من المفاوضات في جدة بتاريخ ٢٦ اكتوبر ٢٠٢٣م اثمرت مجموعة من الالتزامات حول اجراءات بناء الثقة وترتيبات انسانية حملها بيان الميسرين بتاريخ ٧ نوفمبر ٢٠٢٣م والذي تأسف على عدم توصل الطرفين لاتفاق حول وقف اطلاق النار.

٤- في أواخر شهر مارس الماضي أعلن المبعوث الأميركي توم بيريللو استئناف محادثات جدة خلال أسابيع محدودة، وظلت الاتصالات متواصلة في هذا الشأن اخرها اتصال وزير الخارجية الأميركي بالقائد العام للقوات المسلحة بتاريخ ٢٨ مايو ٢٠٢٤ م والذي حث فيه على العودة للتفاوض، وهو ما رفضته القوات المسلحة في تصريحات نارية على لسان السيد مالك عقار في ٢٩ مايو ٢٠٢٤.

يتضح من كل ما مضى حقائق واضحة هي أن تقييم الوساطة السعودية الامريكية حول اعلان جدة هو أن الطرفين لم يقوما بتنفيذ التزاماتهم الواردة في إعلان جدة، وأن كل المحاولات الأخيرة لاستئناف منبر جدة ظلت تصطدم بتمنع القوات المسلحة عن الانخراط في التفاوض، كما أن اثارة الحديث عن ضرورة دعوة القوات المسلحة بصفتها الحكومة السودانية يتناقض مع الصيغة المتفق عليها في جدة نفسها وهي أن التفاوض بين طرفين هما القوات المسلحة والدعم السريع!!

عقب الاعلان عن مفاوضات جنيف وافق الدعم السريع على المشاركة في المباحثات، وهو موقف جيد ومطلوب، واستبشرت قطاعات واسعة من الشعب السوداني خيراً بفتح نافذة أمل تنهي معاناتهم التي تطاولت، وضجت الوسائط باستطلاعات رأي عديدة عبرت عن موقف شعبي كاسح مطالب بالعودة للتفاوض، في حين اعترضت جماعات قليلة من عناصر النظام البائد ومن المستفيدين من استمرار الحرب على مشاركة القوات المسلحة في مباحثات جنيف.

أمام القوات المسلحة خيارات واضحة لا تحتمل التأخير اما أن تجلس للتفاوض سعياً لتحقيق السلام أو أن تختار استمرار القتال حتى يقضي الله أمراً كان مفعولا .. عانى الشعب السوداني وبلات وأهوال جراء هذه الحرب، والتعويل على الحل العسكري سيضاعف من هذه المعاناة وسيطول أمد تشرد الناس وعذاباتهم، فهل تنصت قيادة القوات المسلحة لأصوات معاناة الشعب السوداني وتصم الآذان عن صخب ضجيج أصوات دعاة الحرب ؟

م.خالد عمر يوسف – نائب رئيس حزب المؤتمر السوداني
30 يوليو 2024م

النيل الإلكترونية

يزدحم الفضاء الالكتروني بالأخبار، وناقليها؛ بجدّها وجديدها.. فما الجديد إذن؟! هي (صحيفة النيل الإلكترونية) وكالة إخبارية مساحتها للكلمة الصادقة، ولا غيرها..

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى