عثمان البلولة يكتب..كيف أغتصبت حتى الموت؟
هممتُ بصديقٍ لي يسكن في قرى جنوب الجزيرة المطلة على الطريق القومي الذي يربط ولاية الجزيرة بولاية سنار عندما تمددت مليشيا الدعم السريع ، هاتفته بعجلٍ وقلقٍ شديدا للاطمئنان عليه وأسرته و حادثني بحزنٍ وهمٍ كبيرا شعرت وكأنه علي بمضضٍ يحادثني ، بدأ هذه المكالمة بتوتر شديد وصوت خافت وقتها عرفت بأن صديقي حلتّ به نازلةٍ وكربٍ عظيم حكى لي كيف تم إغتصاب زوجته الحامل في شهرها الثالث وشقيقته أمام عينيه.
تعطلت هنا كل لغة الكلام أمام مشهدٍ مهيب يسقط كلّ أنواع العذاب على من يُروّى له ، وبكلّ أسفٍ مضت إلى ربّها زوجة صديقي جراء نزيف حاد نتيجة الاعتداء الجنسي عليها أما شقيقته تم إجراء اللازم لهما واستقرت حالتهما.
عاوَدْتُ الاتصال به اليوم التالي لكي أرفع الروح المعنوية لصديقي الذّي أنتهكت كرامته في عقر داره من قبل عصابات غرب أفريقيا التي لا خلق لها ولا أخلاق، كلمني شخّص بصوت باهت وجدته خال صديقي عرفته بنفسيّ وسألته عنه فقال لي (البركة فينا وفيكم يا ولدي) حينئذ تملكني البؤس والحزن العميق على صديقي الذي مضى إلى ربّه شهيداً – بعد أن اقتصى لعرضه ولنفسه من أثنين من أفراد العصابة التي تهكمت على داره و أردهما قتيلا – أم على وطني الذّي يتألم من إنتهاكات مأجوري أسرة آل دقلو التي لا تعرف حقاً ولا باطل.
ولذلك أُنبّه كل الآمنين قبل إقترب خطر هذه الميليشيات فلّ تنفروا جميعاً لعمل مقاومة شعبية عامة لحماية أعراضكم و أموالكم من هؤلاء المجرمين، وتجنبوا التباعد بينكم حتى لا يأكل الذئب شيئا من الغنم القاصية.
حفظ الله الجميع.