جامعة الخرطوم..مشاكل وحلول وأيادي خارجية تستغل الطلاب
تواجه جامعة الخرطوم “أم الجامعات السودانية” مشكلات حقيقية موروثة نتيجة للسياسات الاقتصادية والتعليمية التي انتهجتها الحكومة السابقة ،والذي أنعكس سلبا على مسيرة الحياة الاكاديمية،ما جعل أسر الطلاب يعيشون في حالة من الاحباط والتحسر على مستقبل ابنائهم، مما اضطر عدد من الطلاب ترك قاعات الدراسة من غير عودة فيما غادر اعداد كبيرة منهم للالتحاق بالجامعات خارج البلاد ،الأمر الذي قاد الدولة على مستوى المجلس السيادي التدخل للبحث عن حلول عاجلة تعيد للجامعة هيبتها .وأكد الخبير التربوي عباس نصر أن مشكلة جامعة الخرطوم هي جزء من الازمة السودانية الراهنة، ذات الابعاد السياسية، والتي ترجع الى الظروف الاقتصادية الصعبة التي تعيشها البلاد.وأضاف واحدة من مشاكل الجامعة الممارسة الخاطئة للنشاط السياسي داخل حرم الجامعة بدعاوى الحرية ، وقال إن خطورة ممارسة الأنشطة السياسية ليس فقط تثير الفتن بين الطلاب فقط وانما تبعد الجامعة عن أداء دورها التعليمي .وطالب الخبير ادارة الجامعة بضرورة الانتباه لهذه المشكلة ووضع ضوابط ولوائح مع التشديد على العقاب الصارم لكل من يخالف اللوائح والنظم واردف الخبير قائلا ” نصيحتي للاساتذة أن يعملو على نشر الوعي وسط طلابهم من خلال المحاضرات التي تقدم للطلاب وتبصيرهم بخطورة ممارسة العمل السياسي على مستقبلهم وتابع ..على الطلاب الابتعاد عن السياسة والاتجاه نحو الدراسة الاكاديمية الى ما بعد التخرج في الجامعة حفاظا على مستقبلهم التعليمي .ولفت الخبير الى خطورة التعطيل المتكرر للدراسة بالجامعة مشيرا الى وجود اكثر من ثلاث دفعات الآن في فصل دراسي واحد معتبرا ذلك مضيعة للوقت وأضاف أن أي تأخير يترتب عليه ضغوط اقتصادية كبيرة على الاسر وعلى اولياء الامور قبل الابناء وتكون خصما من عمر الطالب .ويقول ( استاذ جامعي) فضل عدم ذكر اسمه أن جامعة الخرطوم مشكلتها ادارية بحتة وقال إن هنالك أيادي خارجية لها أجندتها تحاول استغلال الطلاب والاساتذة لتحريك الشارع لصالحها ..وتساءل اين ادارة الجامعة من كل ما يحدث ؟ لماذا تقف موقف المتفرج ولا تحرك ساكنا ؟وتقول م.أ.م ( موظفة) بالجامعة إن مشاكل الجامعات السودانية كلها تنحصر في المشكلة الاقتصادية وقالت تشهد الجامعات هجرة واسعة للاساتذة بسبب ضعف المرتبات والاجور وأشارت الى اجازة الهيكل الراتبي لاساتذة الجامعات ورات إن ذلك خطوة جيدة نحو استقرار الجامعات وربما يشهد عودة عكسية للعقول مرة اخرى.ويتوقع المراقبون بعد التغيير الاداري الشامل الذي حدث للجامعة أن تذهب الادارة الجديدة بالجامعة نحو حلول جزرية تنهي أزمة الجامعة الى الابديذكر أن جامعة الخرطوم قد احتلت مرتبة متأخرة من بين التصنيف العالمي لأفضل خمسة آلاف جامعة حول العالم وحلت في المركز 2847 العام الجاري، وتقع على المستوى الأفريقي في المركز 89 ، وفي قوائم التصنيف العربي أحرزت المركز 102 مقارنة بالمركز 113.