اعمدة رأي

هبه بت عريض تكتب..مآلات حرب أبريل : بين الصدمه والمقاومه

يبدو السؤال عن أثر حرب 15 /ابريل على الشعب السوداني في هذه الأيام مثيرا للشفقه وغير ذا صلة بموروثات وثقافة الشعب السوداني الاصيل ، اذ ان المآلات الدموية والوحشية للحروب والانتكاسات المتتالية للسلوكيات في كل من مدن العاصمة الثلاثه،والاحداث التي صاحبتها في كل من الجنينه ،نيالا ،زالنجي، الفوله،الابيض علي التوالي، مما لا يدع مجالاً للشك بأن الاحلام الكبيرة التي رفعها ملايين المتظاهرون في الخرطوم في ديسمبر 2019 عبر شعار ” حريه، سلام ،عداله” ، تحولت الى كوابيس مرعبة تطال كل افراد الشعب السوداني، وان الثوار يعيشون صدمة وتشهد مواقفهم نكوصاً نحو قضايا بدايات الثوره التي ظنوا انهم قد تجاوزوها ….

إذ لا يقتصر الأثر السلبي على القتل والسرقه والنهب والتهجير بل أمتد لاغتصاب النساء واختطافهن والمتاجره بهن في الاسواق ،في انتكاسه غير مسبوقه في حالات الحروب المشابهه التي أعقبت ثورات الربيع العربي في كل من العراق ، سوريا، اليمن حتي الجاره ليبيا ، فجرائم الدعم السريع تجاه المواطنين العزّل لم تفرق بين المستهدفين على أساس الجنس او العمر او الانتماء فالجميع امامهم ( كيزان وفلول) او ( عسكر او اساتذة جامعات) وهؤلاء الأخيرين نصيبهم الاعتقال والتعذيب وربما التصفيه، كذلك الحال للتدهور الاقتصادي الذي صاحب الحرب كطبيعة الحروب ،فالجميع موظفي دوله والدوله في حالة دفاع عن الشعب وسيادتها ، وبطبيعة الحال فان المجتمع الدولي يساوي بين قوات الشعب المسلحه وقوات الدعم السريع باعتبار انهما ( طرفي نزاع) متجاهلاً سبب الازمه وفارق الممارسة بين الجيش السوداني والدعم السريع الذي كان ينتمي له قبل احداث الحرب وان عمر الأخير لا يتعدي العشر اعوام من بين مئة عام خاض فيها الجيش السوداني حروب خارجيه وداخليه آخرها حرب الجنوب … بالعوده لجرائم الدعم السريع والقصف العشوائي التي تمارسه علي الأحياء التي مازال يسكنها المواطنين العزّل ،لإرهابهم وإخراجهم منها بالقوه، ليسهل لهم نهب مقتنيات المواطنين من سيارات وغيرها و التي تجري بقصد ممنهج ، تظلل تلك الممارسات حياة الجميع في المناطق المشتعلة ولم تسلم منها منطقه إذ أنه مازالت قوات الدعم السريع تتمد ترهب وتروع الآمنين في حدود الولايات المتاخمه للخرطوم وتمارس هوايتها المفضلة في السرقه والنهب والاغتصاب ، دون تمييز، على أساس طبقة او جنس ، ويبدو ان المساواة الوحيدة التي تحققت اليوم في السودان باستثناء الولايات الآمنه هي مساواة الجميع امام فوهة البندقية .

تحول حلم الثوره السودانيه من حلم “الحرية والسلام والعدالة” الى كابوس القتل والسلب والنهب والاغتصاب، يذهب يدا بيد مع تدهور وضع النساء فعلياً ورمزيا، ويتوازى مع نكوص في الخطاب السياسي العام تجاه قضايا النساء وحقوقهن، بعد ان صدح عالياً إبان عهد الثورة اجسام تناهض الحريات وتدعو لحرية المرأه وإعطائها حق القوامه ومنها تنظيم ( لا لقهر النساء) الذي لم نسمع له صدي عندما اغتصبت النساء وتم سبيهن ،خاصه ان قوات الدعم السريع تدّعي أن هدفها من الحرب ( جلب الديمقراطيه).

وقبل أن يفيق الشعب من صدمة الحرب و نزوحه خارج الخرطوم ،ضارباً في الارض باحثاً عن الآمان ، تاركاً ماله وأرضه ليواجه صدمه أخري وهي غلاء الايجارات في الاقاليم وقفل بعض المعابر ،لتذداد معاناته بالايام والشهور طلباً لتأشيرات دخول دول الجوار خاصه ( مصر) ، وتفاغمت الاذمه وبلغت حدتها عند مرضي الامراض المزمنه حيث انعدمت الادويه المنقذه الحياه عند ( مرضي السرطان ،غسيل الكلي ،أمراض السكري والضغط) حيث توقفت المستشفيات بسبب اتخاذها سكنات من قِبل قوات الدعم السريع ….
ومازالت الحرب مستمره والشعب السوداني يساند قواته المسلحه ويستجيب لنداء القائد العام ،والجيش يتقدم علي أرض الواقع بفضل جنوده البواسل وبفضل دعوات الشعب المكلوم ،ثقةً في الله وإيماناً بقدرات قوات الشعب المسلحه ،وكل الأكف تُرفع ب *اللهم أنصر القوات المسلحه ،اللهم سدد رميهم ،الله نصرك الذي وعدت بأن الشعب السوداني ظُلم وأنك علي نصره لقدير* .

النيل الإلكترونية

يزدحم الفضاء الالكتروني بالأخبار، وناقليها؛ بجدّها وجديدها.. فما الجديد إذن؟! هي (صحيفة النيل الإلكترونية) وكالة إخبارية مساحتها للكلمة الصادقة، ولا غيرها..

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى