الفريق اول الكباشي والاشاعات
تقرير: محمد جمال قندول
ظل عضو المجلس السيادي الفريق اول ركن شمس الدين الكباشي عرضة للشائعات خلال الآونة الاخيرة، حيث كان الجنرال ضحية لشائعات المرض التي تم نفيها في أكثر من سانحة، وأخيراً راج جدل واسع حول قلة ظهوره الرسمي، فيما كانت آخر الشائعات التي اصطادته الانباء التي زعمت تقديم استقالته قبل اسبوعين، قبل ان يظهر في منشط بالقصر الرئاسي مفنداً الانباء الكاذبة.
وبرز الرجل كاحد أهم رموز التغيير التي انهت حقبة الانقاذ، حيث ظهر ممسكاً بزمام ملفات سياسية مهمة منذ ابريل 2019م وحتى اليوم، وكان من ضمن الذين رسموا اتفاق سلام جوبا، فضلاً عن ظهوره كمتحدث رسمي للمجلس العسكري في الاشهر الاولى للانتقال.
اتفاق السلام
وبرز الجنرال الكباشي كاول ناطق رسمي للمجلس العسكري الذي تشكل في اعقاب سقوط نظام الانقاذ، حيث اظهر قدرات سياسية رفيعة، فضلاً عن انه متحدث لبق ومباشر في الرسائل الذي يريد ايصالها. وخاض غمار ماراثون اتفاقية السلام، حيث كان ضمن الوفد الذي ظل يجوب الاجواء ما بين الخرطوم وجوبا لرسم الاتفاق، بالاضافة الى وجوده ضمن فريق المكون العسكري المفاوض لقوى الحرية والتغيير في اعقاب النكسة الاولى للفترة الانتقالية حول ترتيبات وشكل الحكم التي افضت للتوقيع على الوثيقة الدستورية الشهيرة، بجانب اشرافه على ملفات مهمة بالقصر الرئاسي، ومنذ فترة طويلة ظل الكباشي يلتزم الصمت، حيث ظل في حالة اعتكاف بعيداً الإعلام الا الاخبار الرسمية الصادرة في نشرة انباء المجلس السيادي.
وفيما يبدو ان صمت (الجنرال) هو ما جلب له عناء الشائعات ومشقة الاخبار الكاذبة، وجعله في خانة (الجدل) الذي بات سمة مصاحبة لكبار المسؤولين في الدولة بفعل التحولات المتناقضة في فترة الانتقال المتعثرة لمدة عام في انتظار فك شفرة الازمة.
وخلال الفترة الانتقالية كان الكباشي من ثوابت المشهد، فالرجل كان ضمن اول مجلس عسكري، كما انه حافظ على وجوده في المجلس السيادي الذي تشكل على مرحلتين، اضافة الى انه نائب القائد العام للقوات المسلحة.
الملفات السياسية
ويرى الكاتب الصحفي والمحلل السياسي عزمي عبد الرزاق، أن عضو المجلس السيادي الفريق اول ركن شمس الدين الكباشي عرف عنه انه اول دفعته في الكلية الحربية، كما أنه متحدث فصيح، وانتقل من ادارة الملفات السياسية داخل المكون العسكري الى العمل السري، واضاف ان الكباشي يبدو حالياً انه يشرف على عمل مجلس الوزراء بتسيير الاعمال التنفيذية للدولة بحكم وجوده داخل القصر الرئاسي طوال ايام الاسبوع.
ويضيف عبد الرزاق ان الرجل هو الخليفة المحتمل لقيادة المؤسسة العسكرية حال قدم الفريق اول ركن عبد الفتاح البرهان استقالته او تنحى عن منصبه لاي سبب يذكر، حيث ظهر ذلك جلياً حينما سافر البرهان الى بريطانيا مشيعاً الملكة اليزابيث الثانية، حيث كان في وداعه بصورة توحي بانه نقل اليه صلاحيات رئيس مجلس السيادة وقيادة الجيش.
وقال عزمي: (الفريق اول ركن شمس الدين الكباشي لم يظهر في المؤتمرات الصحفية ولا يتحدث لاجهزة الاعلام، وربما يعزى ذلك لسببين، الاول ان تصريحاته بعد فض اعتصام القيادة بمفردة (حدث ما حدث) جلبت اليه بعض سخط، وتم تفسير حديثه الذي جلب عليه سخط الشارع الثوري، والسبب الثاني لربما ان الرجل اوكلت اليه مهاماً تحتاج الى قدر من السرية والعمل بعيداً عن الاضواء، حتى لا تتأثر تلك الملفات بردود الافعال واثارة الرأي العام، ولكنه على كل حال رجل حازم وحاسم وقادر على اتخاذ القرار في الوقت المناسب
ملامح ومحطات
وبحسب سيرته الذاتية فإن الكباشي المولود في قرية انقاركو جنوب مدينة الدلنج بولاية جنوب كردفان في عام 1961م، نشأ في أسرة عسكرية، حيث ان والده كباشي إبراهيم شنتو كان عسكرياً في القوات المسلحة وكذلك عمه جابر بشير علي أحد أشهر معلمي سلاح المدرعات، الأمر الذي جعله يتشرب (الكاكي) منذ صغره، كما عرف ان الشهيد داؤود ريحان عمه ابن خالت والده من اهم ركان اسرته الكبيرة، حيث بلغ مرتبة العقيد قبل ان يستشهد في بحر الغزال، في ملحمة تحرير “قوقريال”، وحينها كان الكباشي ملازماً في الجيش، وهو أخ غير شقيق للكاتب الصحفي جمال عنقرة، كما ان خاله اللواء يوسف مكي الذي اشتهر كاحد ابرز القادة العسكريين في جهاز الأمن وعمل لفترة طويلة في منطقة النيل الأزرق مديرا للجهاز.
وطاف الفريق الركن شمس الدين كباشي على عدة مناصب عسكرية أكاديمية وقيادية مهمة، حيث كان معلماً في معهد الفرقة الخامسة مشاة هجانة ومعلماً في كلية القادة والاركان وقائداً لمعهد ضباط الصف في جبيت ومديراً للاكاديمية العسكرية العليا وقائداً للفرقة (17) بسنار وقائداً ثانياً للفرقة (15) بالجنينة، ثم مديراً لادارة التدريب ونائباً لرئيس اركان القوات البرية ورئيساً لهيئة العمليات المشتركة ويتحدث اكثر من لغة.
وبالعودة الى الخلف فإن الكباشي قد درس الابتدائية في قريته انقاركو، بجانب تطوافه على عدد من المدارس لطبيعة عمل والده مثل الدلنج وبابنوسة والمندل والحمادي وتلودي، ودرس شمس الدين المرحلة المتوسطة بمدرستي هبيلا وهيبان بجنوب كردفان، ثم الثانوية بمدرسة تلو الثانوية بمدينة كادوقلي، ثم التحق بالكلية الحربية السودانية في فبراير عام 1981م، حيث كان اول الدفعة (32)، وتخرج فيها في فبراير عام 1983م برتبة ملازم.