جمال الوالي في إفادات مهمة منها قصة بين الرئيس المعزول عمر البشير والرئيس الجزائري الراحل بوتفليقة
برحابة صدر واسعة، ودعابة حاضرة، واستعادة لماضٍ زاهر في الكرة السودانية بشكل عام والمريخ على وجه الخصوص، كان رئيس نادي المريخ الأسبق جمال الوالي حاضراً عبر مجموعة (شمارات في الإمارات) الناشطة بموقع التواصل الاجتماعي ( واتساب)، الضيف غير المألوف الذي تمت إضافته للمجموعة بطلب من أعضائها وهو ما لاقى موافقة فورية منه للرد والنقاش واستعادة العديد من الذكريات، حيث أجاب على عديد التساؤلات ابتداء من كواليس استضافة ملعب المريخ للحدث التاريخي البارز في العام 2009 وهو فاصلة المنتخبين المصري والجزائري والتي كسبها الأخير بهدف تأهل به لمونديال 2020 في جنوب إفريقيا. جمال الوالي المعروف بتحفظه في الكثير من المواقف التي تصاحب مسيرته كان بعيداً عن ذلك وتحدث عن فاصلة مصر والجزائر بقوله “الحديث عنها يحتاج إلى ايام لأنها فعلاً كانت ملحمة وأكد بان الحدث مثل له على الصعيد الشخصي فتحاً من الله لأنه قام بعمل كبير في تأهيل الاستاد وقتها كما تمت إضافة الطابق الثاني (شاخور) بصبر ومتابعة كبيرة صباح مساء وبتوفيق كبير من الله سبحانه وتعالى ودعم من الجماهير العريضة وإخلاص كبير في العمل أكرمنا فيه الله بأن يشاهد كل العالم هذه المباراة من استاد المريخ، وهذا فضل ونعمة من الله نشكره عليها دائماً. وواصل الوالي في سرده الحقائق لترشيح استاد المريخ لهذا الحدث التاريخي بقوله: “كنت صديقاً لرئيس الاتحاد المصري المرحوم سمير زاهر كما تربطني علاقة صداقة كذلك مع رئيس الاتحاد الجزائري محمد روراوة – اطال الله عمره – وأعتقد أنّ المصريين اختاروا السودان لإستضافة المباراة نظراً لسهولة الحركة بالنسبة لهم ولكونهم لا يحتاجون تأشيرات لدخول البلاد”. استذكر الرئيس جمال الوالي في سياق سرده قصة طريفة حدثه بها رئيس الاتحاد الجزائري محمد روراوة عندما أبلغه رئيس الاتحاد المصري سمير زاهر انه سوف يختار السودان في حال الوصول لمباراة فاصلة ورد عليه .. ان شاء الله في المريخ أنا جاهز، وكان روراوة يقصد كوكب المريخ تعبيراً عن جاهزيته للعب في أي مكان، وشاءت القرعة أن تأتي به فعلاً للسودان وفي ملعب النادي الذي يحمل إسم كوكب المريخ. وأشار الوالي إلى ان من الأسباب التي جعلت ملعب المريخ في الواجهة أيضًا آنذاك أنّ كلّ قادة كرة القدم في العالم حضروا استضافة ملعب المريخ لإحتفالات الاتحاد الافريقي لكرة القدم (الكاف) بالعيد الخمسين والذي وصفه بأنه كان حدثاً عظيماً. ولم يخلو سرد جمال الوالي من بعض المفاجآت حول كواليس استضافة هذا الحدث التاريخي، مؤكداً بأنه على المستوى الشخصي تفرغ تماماً لتجهيز الملعب منذ إعلان نهاية المباراة في مصر وتحديد اللقاء الفاصل بعد 72 ساعة. وأوضح بأن رئيس الاتحاد الجزائري تحدث معه وكشف له عن تلقيه اتصال هاتفي من الرئيس الجزائري وقتها، بوتفليقة الذي سأله عن الاحتياجات العاجلة للفاصلة في السودان، فكان الرد من روراوة: “عاوز جمهور لكن الوقت ضيق للحصول على تأشيرات دخول السودان .. ليقوم الرئيس بوتفليقة بالاتصال مباشرة بنظيره في السودان عمر البشير وطلب منه المساعدة وعلى الفور تمت الموافقة وفتح الدخول من غير تاشيرات للجمهور الجزائري وتوقف الوالي قليلاً معلقاً: “لم يكن أحد يتصور هذا العدد الكبير في نقل الجماهير والامكانيات الكبيرة التي سخرتها الجزائر واعتقد ان الاخوة في الجزائر قاموا بعمل خيالي في تجهيز أكثر من خمسين طائرة حضرت للخرطوم خلال 48 ساعة فقط”. لم نفرق في التعامل لم يدع الرئيس جمال الوالي انطباع مساندته للمنتخب المصري يمر مرور الكرام حيث رد بقوله: “أنا درست في مصر وهي من أحب البلاد إلى نفسي وأرتاح فيها كثيراً لكن بالمقابل وبالأخص في مباراة الفاصلة كنت حريصاً على تقديم أقصى المساعدات للجانبين وبالتساوي وخصصنا لكل بعثة باص و3 سيارات صغيرة بالاضافة لبعض المستلزمات الأخرى كما قمت بتوفير كمية كبيرة من المياه لكل الجماهير مجاناً وأقمنا دعوة عشاء للبعثتين قبل المباراة ولم نفرق في التعامل بينهما عموماً وهي أيام لم ننام فيها إلا سويعات”. كما علق على بعض الإفادات بشأن شراء التذاكر للجمهور المصري بقوله: “يجب ألا ننسى ان فئة كبيرة من الشعب السوداني تتواجد بالشقيقة مصر وكان تقديري ان الملعب يجب أن يكون مناصفة بين الجمهورين الجزائري والمصري وهو تقدير يقبل الصواب والخطأ”. واكد الرئيس جمال الوالي ان الاحداث خلال مسيرته الرياضية كثيرة وتتراوح ما بين الصعود والهبوط لكنها كانت بحب واخلاص وتوفيق من الله. الجلسة الحوارية مع الرئيس المحبوب لم يغب عنها أحاديث الانتقالات والتسجيلات التي كان يتصدرها الوالي ، فكان السؤال عن تسجيل اللاعب النيجيري كلتشي من الهلال وقتها ورد الوالي: “دي كانت زعلة من صلاح إدريس بسبب انتقال اللاعب علاء الدين يوسف للهلال رغم اتفاقه وقتها مع المريخ وبالمناسبة اللاعبين النيجيريين الثلاثة كلتشي وايداهور وايفوسا في الأصل كان من المفترض ان ينتقلوا للمريخ في وقت واحد ولكن الهلال سبقنا وقام بتسجيل كلتشي نافياً أن يكون قد تنازل عن الأخير للهلال. “لكل زمان رجاله لكن إذا طال العمر ربما كل شيء مقدر” .. بهذا رد الرئيس جمال الوالي على تساؤلات حول إمكانية عودته رفقة صلاح ادريس لإدارة ناديي القمة الهلال والمريخ خلال الفترة القادمة. وعاد الوالي بذاكرته الى الوراء وتحدث عن فترته مع المدرب الالماني اتوفيستر الذي قاد المريخ لنهائي بطولة الكونفدرالية في العام 2007 وذكر ان وصول المريخ للنهائي لم يكن مفاجئاً له لأن اتوفيستر أبلغه منذ بداية فترته مع الفريق بأنه سيقوده الى نهائي البطولة لكنه لن يحقق الكأس وهو ما حدث وذكر الوالي بأنه وعن طريق اتوفيستر تم استقدام طبيب المنتخب الألماني د. شوبارد الذي قام بعلاج جميع اللاعبين المتواجدين بالكشف آنذاك ومن بينهم اللاعب هيثم مصطفي من إصابات مختلفة وكل ذلك تم عن طريق وعلاقات المدرب الألماني المعروف لكنه عاد وأشار إلى ان الإدارة لم تقصر وقامت بواجبها على النحو الأكمل تجاه المدرب الألماني وطاقمه مما كان له بالغ الأثر فيما تحقق. كما تحدث الرئيس عن الفترة المتميزة لفريق كرة القدم في العام 2015 والتي كان قريبا فيها من تحقيق لقب البطولة الافريقية وبالرغم من ذلك انتهت باستقالته فكان الرد انه خلال تلك الفترة تعرض لمضايقات كثيرة بالرغم مما تحقق. ولم تغب تساؤلات الراهن المريخي، وامكانية العودة الى البيت الكبير عن الحوار مع الوالي لكن الاجابة كانت بقوله: “نتكلم عن الماضي لأن الحاضر يحتاج لتفكير ودراسة لم تكتمل لكننا بالمقابل نستلهم من الماضي الدروس والعبر، كما ذكر بأنه على الصعيد الشخصي تعرض لمؤامرات لم يسبق ان تعرض لها رئيس نادٍ قمة لكنه صبر عليها وفي النهاية تحققت له أحلام كبيرة من غير صرف مادي ولا مجهود مثل احتفالية العيد الخمسين للكاف وتنظيم بطولة سيكافا و فاصلة مصر والجزائر وبطولة الشان وأفرد الرئيس المحبوب مساحة واسعة للحديث عن المباراة التاريخية امام بايرن ميونيخ الألماني التي استضافتها العاصمة القطرية الدوحة في العام 2014 ونفي الأحاديث التي أشارت لدفع مبالغ طائلة من جانبه لاقامة المباراة واوضح بان المريخ كسب من هذه المباراة أكثر من 100 ألف دولار ولم يدفع ولو ريال واحد. وأضاف: السبب في ذلك يعود إلى ان المدير الفني للبايرن وقتها غوارديولا طلب في الأصل ملاقاة نادٍ كبير له جمهور وسمعة وكان يستهدف الاستفادة من المباراة وإدخال لاعبيه في أجواء التنافس وكان المريخ خياراً لعدة أسباب أبرزها السمعة التي اكتسبها النادي بالإضافة لقاعدته الجماهيرية الكبيرة وكذلك تواجد مدرب ألماني وقتها (كروجر) بالإضافة إلى ان النادي يلعب له عصام الحضري أفضل حارس في افريقيا آنذاك وتطرق الحوار مع الرئيس جمال الوالي إلى اهمية التوثيق بكل الاحداث والتحديات المصاحبة لها والنجاحات والاخفاقات ودراسة حالة الحرب على النجاح ومحاولة إيقافه بدلاً عن تقويته للاستفادة من ذلك مستقبلاً.