الاستخبارات العسكرية رمانة الجيش السوداني

النيل الإلكترونية_متابعات
لعبت هيئة الاستخبارات العسكرية دورا محوريًا ومهماً في معركة الكرامة ولها القدح المعلى في إدارة الحرب ضد قوات الدعم السريع المتمردة وتنسيق العمليات العسكرية في جميع المحاور القتالية وايضا لها كسب كبير في جمع معلومات عن تحركات الخصوم داخليا وخارجيا.
.التنسيق مع جهاز المخابرات
تعتبر هيئة الاستخبارات العسكرية جهاز مستقلاً عن جهاز المخابرات العامة هى تتبع مباشرة للقيادة العامة للقوات المسلحة السودانية ولكن بينهما تنسيق وتعاون في بعض الملفات خصوصا خلال الفترات الحرجة.
المهام العسكرية التي قامت بها
جمعت عدد كبير من المعلومات عن العدو وقامت بتحليلها مما جعل الانتصار على الملي_شيا المتمردة بأقل الخسائر في الأرواح والعتاد.
راقبت الاستخبارات الأوضاع الأمنية داخل المؤسسة العسكرية ومتابعة تحركات الضباط والجنود وكشف عمليات التامر بواسطة الأمن العسكري الذي أدى واجبه بأكمل وجه.
وقامت أيضا بمكافحة التجسس والاختراقات التي قامت بها المليشيا مع حلفائها بالداخل والخارج وإدارت الاستخبارات العسكرية الحرب باحترافية عالية المستوى في ظل حرب المدن التي تعتبر من أخطر الحروب.
وايضا هنالك عمل يعتبر هو الذي انقذ الشعب السوداني وجيشه من الحرب في وسط السودان الا وهو العمل الخاص الذي تشرف عليه بشكل مباشر الاستخبارات العسكرية
أضاف الخبير العسكري العميد جمال الشهيد أن الدور الاستخبارات العسكرية في معركة الكرامة الوطنية الدائرة بالسودان منذ ١٥ أبريل ٢٠٢٣ الملاحظ ان شهدت جمهورية السودان واحده من أخطر مراحل تاريخها المعاصر بعد تمرد المليشيا المتمردة وأصبحت نقطه تحول في طبيعة الصراع السوداني حيث لم تكن مواجهة تقليدية بين الجيش السوداني والمتمردين فحسب بل كانت معركة متكاملة على مستويات العسكرية والاستخبارتية والاعلامية والدبلوماسية كذلك وفي هذا السياق برزت هيئة الاستخبارات العسكرية كأحد اعمدة الصمود الاستراتيجي وقامت بادوار محورية قبل واثناء الحرب سواء في الميدان وخلف الكواليس ولعل النجاحات التي حققتها القوات المسلحة ماكانت تتم لولا الأداء المتقدم لهذه الاستخبارات خاصة في رصد العدو وتوجيه الضربات الاستباقية وحماية الجبهة الداخلية والخارجية .
وأشار العميد جمال لتحديد المفاهيم الأساسية لحرب الكرامة أنها مابين مليشيا الدعم السريع والشعب السوداني وموسسات الدولة وهي معركة وجود وليس خلاف سياسي الاستخبارات العسكرية جهاز معني بجمع وتحليل المعلومات وتوزيع بما يخدم أمن الدولة العسكري والاستراتيجي
قبل الحرب .
تحوطات الاستخبارات قبل الحرب
دور الاستخبارات قبل الحرب كان لديها أدوار من خلال الأداء الاستخباراتي قبل اندلاع حرب الكرامة حجر الزاوية في التحضير الذهني والميداني للمواجهة المرتقبة.
واضاف الشهيد ان الاستخبارات كشفت التطورات وامتلاكها لرؤية استباقية دقيقة لما يخطط له من قبل المليشيا المتمردة والعدو بشكل عام وقامت باتخاذ جملة من الإجراءات الوقائية رغم القيود السياسية التي كبلت مؤسسات الدولة انذاك وايضا رصدت الاستخبارات مبكرا كل التحركات التي تقوم بها مليشيا الدعم السريع
منذ توقيع اتفاق جوبا ولاحظت الاستخبارات لتنامي للقوة العسكرية المفرطة للمليشيا وأصبحت تخرج عن مهامها القانونية وبذلك رفعت الهيئة تقارير متسلسة لقيادة القوات المسلحة واسنتدت التقارير الاستخباراتية على تحركات غير مبررة لواحدات عسكرية تتبع للقوات المتمردة خارج إطار التكليف وبناء معسكرات جديدة دون موافقة القيادة العامة للقوات المسلحة وكذلك تجنيد عناصر أجنبية من خارج الهياكل الوطنية وايضا العلاقة المتماهية بين قيادات المليشيا وبعض الأطراف الخارجية وتم رصد تحركات قائد التمرد حميدتي وشقيقه إلى إثيوبيا وإيطاليا والإمارات وهي خارج الاطار القانونية للدولة وتم رصد الحركة بواسطة الاستخبارات.
وأكد العميد جمال الشهيد أن الدعم المالي واللوجستي من دولة الإمارات و التواصل مع حفتر في ليبيا ونقل الأسلحة لحدود الغربية وتنامي دور شركة فاغنر الروسية قدمت الاستخبارات تحذيرات واضحة بأن المليشيا بصدد تحول إلى ذراع إقليمي عابر للسيادة الوطنية ربما يستخدم لاداة لتفكيك الدولة السودانية.
واشار جمال ان الاستخبارات لعبت دور كبير جدا في تأمين الجبهة الداخلية ومراقبة الاختراقات عبر المستوى المدنى الاعلامي للمليشيا داخل الدولة وراقبت الهيئة تقلقل عناصر الدعم السريع في الأجهزة المدنية والأحياء الطرفية ورصدت الانشدة الدعاية للمليشيا بوسائل الإعلام وكشفت الاستخبارات بعض العناصر داخل الأجهزة الأمنية والعسكرية الموالية للمليشيا.
وكذلك أضاف جمال أن الاستخبارات قامت بتهئية القيادة العليا للدولة رغم ضغوط التهدئة التي تمارسها القوى السياسية بتوفير معلومات دقيقه للقيادة العليا مكنتها من وضع خطط طوارئ تحسبا لأي تمرد لهذا كان رد الفعل سريعة يوم ١٥ أبريل لامتصاص الصدمة الأولية ومنع انهيار الدولة
مهام الاستخبارات داخل الحرب
منذ اللحظات الأولى للذهاب مليشيا الدعم السريع المتمردة إلى مدينة مروي شمال البلاد لمحاصرة القاعدة الجوية
تحركت الاستخبارات بسرعة وكفاءة تمثل مركز الثقل في إدارة المعركة من خلف خطوط النار وكان دورها يتجاوز جمع المعلومات ويشمل التوجيه والتوثيق وقيادة العمليات النفسية والدفاع المباشر مع الميدان ومع القيادة العسكرية.
أدارت هئية الاستخبارات غرفة العمليات المركزية وقادة الفرق العسكرية وتم توفير معلومات فورية حول تحركات مليشيا الدعم السريع بالعاصمة والمدن الكبرى والمواقع الحيوية التي استهدفتها المليشيا وهي القيادة العامة مطار الخرطوم سلاح المدرعات.
وثمن جمال الشهيد أن من أهم الأشياء التي تعرفت عليها الاستخبارات هي نقاط ضعف الدعم السريع وخطوط الإمداد والتموين وجهت الاستخبارات ضربات قوية جدا من على صعيد المثال ضرب عملية البرج المعروفة وهي بالقرب من القيادة العامة حيث تم التوجيه من الاستخبارات تم شل منظومة الاتصالات مابين القيادة والقواعد وتم تدمير المبنى الرئيسي للدعم السريع.
وأكد الشهيد أن القوات المسلحة السودانية اعتمدت على هذه المعلومات في التخطيط لضربات المضادة وتنفيذ كمائن ناجحه اوقعت خسائر فادحة في العدو.
وقامت الاستخبارات بتفيكك الخلايا التخريبة في المدن وتشكيل فرق ميدانية لمداهمة الاوكار الخاصة بالمليشيا بالاحياء السكنية ومعاقبة رادعة للعملاء والمتعاونين داخل الخرطوم وايضا الاستخبارات قامت بحماية مؤسسات الدولة من التسلل والتهريب في إطار الحرب النفسية والإعلامية قامت الاستخبارات بدور مباشر في إدارة المعركة النفسية من خلال إطلاق بيانات يومية مضادة للحرب النفسية الذي تقودها المليشيا وكانت تأتي دائما مابين الحقيقة والواقع وتفنيد شائعات العدو وإرسال معلومات محكمة تربك العدو وقامت بانتاج مواد إعلامية توثق جرائم العدو لتحفيز الضباط وضباط الصف والمواطنين وفضحت الاستخبارات تورط بعض الأطراف الأجنبية إعلاميا مما خف من الزخم الخارجي الداعم للمليشيا وايضا قامت بحماية القيادة العامة وموسسات الدولة العليا ومراكز اتصالات الجيش وكانت هنالك تدفق معلوماتي مباشر بين الاستخبارات والمقاتلين في الميدان والقطاعات المختلفة في الخرطوم ودارفور ومحاور كردفان ساهمت في إعادة التمركز والقوات المسلحة.
دور الاستخبارات العسكرية في المناطق المحررة
القوات المسلحة بعد تحرير المناطق خاصة الرئيسية من قبضة المليشيا يوجد تحول كبير جدا للادوار من المعركة الهجومية إلى تأمين المناطق المحررة وإعادة ضبط المشهد الامني مره اخرى وقد تنوعت الأدوار مابين إداري وميداني ومجتمعي في إطار استعادة هيبة الدولة وإعادة الثقة للمواطن حيث قامت الاستخبارات بتوفير الخلايا النائمة ودعم المتعاونين في الأحياء السكنية وكان شغل الاستخبارات الشاغل بعد تحرير المناطق هو تنفيذ تحويلات أمنية دقيقة لاستئصال عملاء أسرة ال دقلو وكذلك القبض علي العناصر المندسة في المؤسسات الخدمية والإدارية الى جانب الاتصالات التي تم مع المتعاونين محليا وتم العمل بحذر لعدم الاصطدام مع المجتمع المحلي للحفاظ على السلم الأهلي.
أيضا قامت الاستخبارات بحماية البني التحتية وتأمين المؤسسات الخدمية كالمستشفيات ومحطات للكهرباء والمياه ومكاتب الشرطة وغيرها وقامت بتشغيل الاتصالات بنقاط السيطرة والمراقبة.
وايضا قامت الاستخبارات باتصال مع القيادة العامة لإعادة انتشار القوات الأمنية بعد التحرير.
وإنشات الاستخبارات مصادر بشرية من داخل المجتمع المحلي لمساعدة رصد التحركات المشبوهة وايضا قامت بشغل توعوية كبير جدا للافراد المدنيين والنظاميين للتبليغ المبكر لأي نشاط مضاد
قامت الاستخبارات بتقوية العلاقات المجتمعية والقبيلة ومنعت من التصعيد القبلي وإلى جانب منع اي حالات استقطاب من العدو.
وايضا كان لها استراتيجية عالية في التعامل مع المنظمات ومراقبة المنظمات التي تتعامل مع المليشيا عبر العمل الانساني وضبط المعونات لعدم تسرب للمليشيا.
ويقف وراء هذا العمل الجبار سعادة الفريق ركن صبير رئيس الهيئة واللواء حسن بلال وكوكبة نيرة من الضباط الذين نجحوا في استقرار السودان.