طارق حمزة يكتب..هل أخطأت أمريكا بضرب إيران

الضربة الأمريكية على المواقع النووية الإيرانية تحمل مخاطر استراتيجية كبيرة، إذ حذرت تقارير وتحليلات من أن هذا التدخل قد يؤدي إلى تصعيد خطير يصعب احتواؤه، ويهدد استقرار المنطقة ومصالح الولايات المتحدة نفسها. هناك انقسام حتى داخل الإدارة الأمريكية حول جدوى التدخل، مع وجود تيار يرى أن التصعيد المباشر قد يجر أمريكا إلى مستنقع حرب واسعة دون نتائج حاسمة. كما أن الضربة لم تحقق حتى الآن هدف إنهاء البرنامج النووي الإيراني، بل قد تدفع طهران للإسراع في امتلاك السلاح النووي.
رد الفعل المتوقع من إيران
من المرجح أن ترد إيران بقوة على الضربات الأمريكية، عبر عدة مسارات:
• تصعيد الهجمات الصاروخية والطائرات المسيّرة ضد إسرائيل والقواعد الأمريكية في المنطقة.
• تفعيل أذرعها الإقليمية (حزب الله، الحوثيون، الميليشيات العراقية) لضرب المصالح الأمريكية والغربية.
• تهديد الملاحة في مضيق هرمز والبحر الأحمر، ما قد يؤدي إلى اضطراب إمدادات الطاقة العالمية.
• تسريع برنامجها النووي وربما السعي لصنع قنبلة نووية في وقت قياسي، بعيدًا عن الرقابة الدولية.
رد الفعل المتوقع من الصين وروسيا ودول المنطقة
• روسيا: حذرت موسكو رسمياً من أن التدخل الأمريكي سيؤدي إلى دوامة تصعيد خطيرة، ويهدد الأمن القومي الروسي، خاصة إذا فقدت إيران استقرارها، ما قد يفتح الباب أمام الجماعات المتطرفة ويهدد مصالح روسيا في آسيا الوسطى وبحر قزوين.
• الصين: دعت إلى ضبط النفس وحل الأزمة دبلوماسياً، وتعارض أي عمل عسكري قد يهدد استقرار المنطقة أو مصالحها الاقتصادية، خاصة في مجال الطاقة.
• دول الخليج: تشعر بقلق بالغ من اندلاع حرب شاملة أو انهيار النظام الإيراني، وتكثف الاتصالات مع واشنطن وطهران لتجنب التصعيد، وتدعو للحلول الدبلوماسية خوفاً من تداعيات كارثية على أمنها واقتصادها.
باختصار، الضربة الأمريكية على إيران قد تؤدي إلى تصعيد إقليمي واسع، مع ردود فعل عنيفة من طهران وتحذيرات دولية من مخاطر الانزلاق إلى حرب طويلة ومعقدة يصعب احتواؤها