اعمدة رأي

طارق حمزة زين العابدين يكتب..الحرب مع إيران أو السلام لأمريكا سيتردد صدي الأختيار لأجيال

تواجه الولايات المتحدة خيارا حاسما مع اشتداد الصراع بين إسرائيل وإيران. لم يقرر الرئيس ترامب بعد ما إذا كانت الولايات المتحدة ستنضم إلى هجمات إسرائيل على إيران، ولكن من المتوقع أن يتخذ قرارا في غضون أسبوعين. تناوب خطاب ترامب بين الدعوات إلى السلام والتهديدات بالقوة، مطالبا ب “استسلام إيران غير المشروط” بينما يحذر من عواقب وخيمة إذا انتقمت إيران من المصالح الأمريكية.

الاختيار بين الحرب مع إيران والسلام لأمريكا هو مفترق طرق للأجيال مع عواقب ستتردد صداها إلى ما هو أبعد من اليوم. من المرجح أن تطلق الحرب العنان لعدم الاستقرار الكارثي: فالتورط المباشر للولايات المتحدة يخاطر بصراع إقليمي واسع النطاق، والصدمات الاقتصادية الناجمة عن تعطل تدفقات النفط، وارتفاع الأسعار العالمية، وربما الآلاف من الإصابات الأمريكية والإيرانية. يظهر التاريخ أن الضربات الجوية أو الغزوات نادرا ما تحقق أهدافها المعلنة – لا يمكن للضربات الجوية وحدها إنهاء طموحات إيران النووية، وستكون الحرب البرية أكثر تكلفة وزعزعة للاستقرار من العراق أو أفغانستان، بالنظر إلى حجم إيران وعدد سكانها.

من شأن التصعيد أيضا أن يعزز المتشددين في إيران، وينفر حلفاء الولايات المتحدة، ويحشد الجمهور الإيراني حول النظام الحالي، مما يقوض الآمال في الإصلاح أو الدبلوماسية. يمكن لأي هجوم أن يدفع إيران إلى تسريع الجهود النووية، مما يجعل العالم أقل أمانا.

من ناحية أخرى، فإن ضبط النفس والتركيز على الدبلوماسية يبقيان الطريق مفتوحا للحلول المتفاوض عليها، وحماية الأرواح والمصالح الأمريكية، وتجنب مستنقع الأجيال الأخرى. لا تزال نافذة الدبلوماسية مفتوحة، ولن يشكل نجاحها أو فشلها العلاقات الأمريكية الإيرانية فحسب، بل سيشكل أمن وازدهار الأجيال القادمة.

“إذا خرجنا من الهاوية، فسنكون في حالة سقوط حاد … ليس هناك شك في أن الحرب الكاملة مع إيران سيكون لها عواقب وخيمة … قد تكون الدبلوماسية عملية طويلة وصعبة، ولكنها الطريقة الوحيدة لتحقيق نتائج حقيقية ودائمة.”

سيحدد القرار – الحرب أو السلام – إرث أمريكا واستقرار العالم لعقود قادمة.

النيل الإلكترونية

يزدحم الفضاء الالكتروني بالأخبار، وناقليها؛ بجدّها وجديدها.. فما الجديد إذن؟! هي (صحيفة النيل الإلكترونية) وكالة إخبارية مساحتها للكلمة الصادقة، ولا غيرها..

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى