
بسم الله الرحمن الرحيم
بيان صادر عن تنسيقية القوى الوطنية
طالعنا في تنسيقية القوى الوطنية الرؤية المطروحة لإنهاء الحرب من قِبل ما يُسمى “تحالف صمود”، والذي يمثل اطرافا سياسية معروفة بدعمها للتمرد. وفي هذا السياق، نؤكد أن هذه المجموعة، التي تفتقر لأدنى تمثيل شعبي حقيقي، قد برهنت مراراً وتكراراً على كونها أداة لتنفيذ أجندات خارجية مشبوهة، تستهدف بشكل مباشر سيادة الدولة السودانية واستقلالية قرارها الوطني.
ان الرؤية المذكورة ليست سوى تكرار باهت ومخيب للآمال لطروحات عقيمة دأبت هذه الفئة على ترديدها حتى قبل اندلاع الحرب. حيث جاءت كاجترار لمبادئ عامة وشعارات فضفاضة تفتقر كلياً لأي آليات عملية وواضحة لوقف الحرب، مما كشف عن حالة من الجمود والعجز التام لهذه المجموعة.
كما ان صمت هذا التحالف عن تحديد موقف واضح وصريح من التمرد، يثير أعمق الشكوك حول نواياه الحقيقية، بل يؤكد، بما لا يدع مجالاً للشك، أنهم ما زالوا يراهنون على التمرد كوسيلة لإعادة تشكيل المشهد السياسي بما يضمن عودتهم إلى السلطة.
علاوة على ذلك، يفتقر “تحالف صمود” إلى التأهيل الأخلاقي اللازم لفرض اشتراطاته بشأن مستقبل العملية السياسية وأطرافها في السودان. فالمنطق يقول إن من تحاور وتفاوض واتفق مع قادة الميليشيا، التي تُعد العدو الألد للشعب، لا يمتلك الحق في رفض الجلوس أو التحاور مع أي فصيل آخر. وعليه، فإن هذه الرؤية، التي صيغت بالتنسيق مع التمرد، لن تنطلي على شعبنا الأبي وقواه الحية.
إننا في تنسيقية القوى الوطنية، بصفتنا التحالف الأوسع للقوى السياسية والمدنية والمجتمعية و حركات الكفاح المسلح و لكافة أصحاب المصلحة الحقيقيين في السودان، ندرك يقيناً أن المشهد السوداني يستوجب مصالحة مجتمعية ومشروعاً وطنياً للتعافي السياسي، لا يستثني أحداً سوى التمرد وأعوانه. هذا المشروع يجب أن يتجاوز منطق الإملاءات والشروط المسبقة التي دأب عليها حلفاء التمرد. كما يجب ان تكون الحلول نابعة من صميم الإرادة الوطنية الجامعة، لا من مصالح فئوية ضيقة أو أجندات خارجية تسعى لتركيع بلادنا وسلب سيادتها.
وفي هذا الصدد، نجدد تأكيدنا على الأتي:
دعمنا المطلق وغير المشروط للقوات المسلحة السودانية في حربها العادلة ضد التمرد الغاشم. ذلك أن حماية الدولة ومؤسساتها وسيادتها تُعد الركيزة الأساسية التي لا يمكن المساومة عليها في أي حل مستقبلي، كما نؤمن إيماناً راسخاً بأن أي مشروع وطني يهدف إلى إنهاء الحرب وبناء مستقبل مستقر للسودان يجب أن يتأسس على هذه المساندة الثابتة للقوات المسلحة.
ثانياً: ان السبيل الأوحد لوقف هذه الحرب هو الضغط المتواصل وبلا هوادة على التمرد وداعميه لإيقاف عدوانهم الهمجي على شعبنا الأبي.
اخيراً: نبارك خارطة الطريق التي تعمل عليها الدولة و قدمتها للأمم المتحدة، والتي أفضت إلى تعيين رئيس وزراء مدني حظي بدعم شعبي واسع، وتأييد دولي كبير. وعليه، نتعهد بتقديم كل الاسناد له، وسنعمل بجد ومسؤولية لدعم جهوده في تنفيذ البرنامج الإصلاحي الطموح، وصولاً إلى تحقيق السلام والاستقرار المنشودين في كافة ربوع السودان.
محمد سيداحمد سرالختم الأمين العام لتنسيقية القوي الوطنية
١٨ / يونيو / ٢٠٢٥